كتب-مصطفي عبد الوارث: في محاولة للوقوف علي اتجاهات د.مصطفي عبد الغني الفكرية وقضاياه الأدبية ورؤاه النقدية عكف محمد عزازي الباحث بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالزقازيق علي دراسة آثار عبد الغني فكرا وابداعا. واختار هذه القضية أطروحة لدراسة أكاديمية أشرف علي اعدادها د.صابر عبد الدايم عميد الكلية ود.محمد الغرباوي, وناقشها الأديب والناقد د.عبدالمولي الشميري سفير اليمن بالقاهرة ود. السيد محمد الديب, ونال عنها درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولي. جاءت الدراسة في مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة.. في المقدمة تناول الباحث دوافع وأسباب اختياره عبد الغني فكرا وابداعا ونقدا ومنهجا, ومصادره في ذلك ومراجعه, ومنهج دراسته وما واجه من صعوبات.. وفي التمهيد تناول السيرة الذاتية لعبد الغني, معالم حياته, وروافد ثقافته ومؤلفاته.. وجاء الفصل الأول بعنوان نقد الرواية وشمل مبحثين هما اتجاهات الرواية الموضوعية و معالم البناء السردي في الرواية, أما الفصل الثاني فجاء تحت عنوان نقد الشعر وفيه خمسة مباحث تحت عناوين: المعجم الشعري, واللغة والحقول الدلالية, والصورة الشعرية وأهم عناصرها, والرمز وطرائق توظيفه, والموسيقي الشعرية( بأنواعها). وشغل نقد المسرح مبحثي الفصل الثالث, وجاء أحدهما تحت عنوان نقد المسرح الشعري وتناول قضايا: اللغة والإيقاع, والحوار والصراع, الشخصيات وأبعادها, بينما جاء الآخر بعنوان نقد المسرح النثري. وفي الفصل الرابع اهتم الباحث بقضايا النقد الأدبي عند عبد الغني, ومنها علي سبيل المثال النقد في اطار التوجه المذهبي, والنقد في ظل المنهج التكاملي. وانتهي الباحث إلي أن عبد الغني منظومة فكرية ثقافية متكاملة تجسدها كتبه ومؤلفاته في شتي فنون الفكر والمعرفة, يجمع بين مؤلفاته النقدية والابداعية خيط شعوري واحد وتجسد فكره وتوجهه نحو أصالة الفكر وعروبة الثقافة, ينظر بعين الطائر إلي مختلف الفنون الأدبية, من الشعر والقصة والرواية والمسرح, ولذلك جاءت دراساته النقدية مجملة موجزة, تعني بالكم لا بالكيف, تحتاج إلي مزيد من الايضاح والتفصيل والشرح والتحليل, ذلك لأن الأديب في منظومته الفكرية كما يقول هو نفسه ليس إلا جزءا من أجزاء الثقافة المتعددة. ويذهب العزازي إلي أنه برغم تشبع عبد الغني بالثقافة الغربية فإن تأثره بالفكر الغربي لم يكن نقلا كربونيا, وإنما أخذ من الغرب ما يناسب عروبتنا وهويتنا وأصالة فكرنا. وتشهد أعماله النقدية زخما من المبدعين من مختلف أقطار الوطن العربي, كما تشهد محاولات جادة, نحو ايجاد منهج عربي نقدي أصيل.