على عكس البروتوكولات والأعراف الدبلوماسية ، وفى تحد سافر للرئيس الأمريكى باراك أوباما ، جدد بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء اسرائيل أكثر من مرة تأكيده وإصراره على زيارة واشنطن فى 3 مارس المقبل، بناء على دعوة تلقاها من جون بينر رئيس مجلس النواب عن الحزب الجمهورى من وراء ظهر البيت الأبيض كيدا ونكاية فى أوباما وحزبه الديمقراطى ، لإلقاء خطاب أمام الكونجرس حول البرنامج النووى الإيرانى وخطورته على أمن اسرائيل ، وذلك على الرغم من إعلان اوباما ونائبه جون بايدن ووزير خارجيته جون كيرى رفضهم هذه الزيارة وعدم إستقبالهم له فى حال إتمامها ، وتحذير شخصيات أمريكية وإسرائيلية نافذة والصحافة الإسرائلية وأعضاء فى لجنة ايباك والكونجرس والمنطمات الصهيونية الأمريكية من أن إتمام هذه الزيارة بتلك الطريقة دون تنسيق من البيت الأبيض سيؤدى إلى تصعيد المواجهة بين نيتانياهو وأوباما، والتسبب فى إحداث وقيعة بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى وجعل اسرائيل موضع خلاف بينهما من شأنه المساس بمصالح اسرائيل الحيوية وعلاقاتها الاستراتيجية بأمريكا خاصة فى السنتين المتبقيتين من رئاسة أوباما . وحسب بيان صادر من ديوان رئيس الوزراء قال نيتانياهو : إن الهدف من خطابه أمام الكونجرس أن يضغط الكونجرس على أوباما لتغيير موقفه من الإتفاق المتوقع توقيعه أواخر الشهر المقبل بين مجموعة دول [5+1] وإيران والذى طرح على طهران مؤخراً ويسمح لها بالاحتفاظ بستة ألاف جهاز طرد مركزى بما يؤهلها فى المستقبل لإمتلاك قنبلة نووية ، تشكل بعد ذلك خطرا على أمن اسرائيل . هكذا يرى نيتانياهو أنه لا سبيل لتغيير موقف أوباما وإدارته التى لم يجد جدوى فى الحوار معها لوقف المفاوضات وفرض المزيد من العقوبات على إيران إلا بتأليب الكونجرس خاصة صقور الحزب الجمهورى ودق الإسفين بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى فماذا كان رد اوباما ؟ قال الرئيس الأمريكى بالحرف الواحد: لن أستقبل نيتانياهو خلال هذه الزيارة لأن البروتوكول يمنعنى من ذلك ولن يكون طلبه مقابلتى مقبولة ، حيث تاتى زيارته فى أوج حملته فيالإنتخابات التشريعية الإسرائيلية المقرر إجراءها فى 17مارس المقبل إذ يقضى البروتوكول بعدم لقاء القادة قبل الإنتخاباتفى بلادهم باسبوعيين حتى لا يكون ذلك دعاية لهم وترجيحاً لكفتهم..كما قال أوباما ردا على محاولة نيتانياهو من خطابه أمام الكونجرس التأثير على الموقف الأمريكى من اتفاق مجموعة دول [5+1] وإيران :سنعرض على طهران صفقة تتضمن شروطاً تسمح لها بأن تصبح قوة نووية سلمية لكنها تمنح المجتمع الدولى فى الوقت نفسه تأكيدا مطلقاً وشروطاً واجبة التحقق منها دائماً من ان إيران لا تسعى إلى إنتاج سلاح نووي،وستتم الموافقة على النقاط الرئيسية بهذا الاتفاق المبدأى أواخر الشهر المقبل تمهيدا لتوقيع الاتفاق النهائى فى 30يونيو القادموتساءل أوباما لماذا يتعجل نيتانياهو تعكير أجواء المفاوضات قبل اقتراب إكتمالها ؟ وإذا لم يتم التوصل لإتفاق يحقق المصلحة الأمريكية فسوف أكون أول من يعمل مع الكونجرس على فرض المزيد من العقوبات على طهران ، علماً بأنه فى حال تعذر التوصل إلى حل دبلوماسى ستكون الخيارات صعبة وقليلة . وبالرغم من حملة الانتقادات الواسعة ضد نيتانياهوفى أمريكا وداخل اسرائيل الا أنه لا يزال مصراً على إتمام الزيارة وإلقاء خطابه للمرة الثالثة أمام الكونجرس. كما نقلت هارتس عن نيتانياهو قوله أنه سيصل الى واشنطن مثلما وصل الى باريس بعد العملية الإرهابية فى السوبر ماركت اليهودى ودعوته يهود فرنسا إلى الهجرة لاسرائيل ، وأنه سيصل إلى أى مكان للدفاع عن مصالح اسرائيل واليهود بقوة مهما كانت حدة الإنتقادات ، وقد دفع ذلك يوسى سريد الوزير والنائب السابق بالكنيست إلى أن كتبفى مقال له بصحيفة هارتس : إن إصرار نيتانياهو على زيارة أمريكا بهذه الطريقة الفجة يؤكد حرصه على أن يظهر للرئيس أوباما من الذى يحكم فعلاً ؟ ومن هو السيد هنا وهناك أيفى تل أبيب وواشنطن ، فهو يتعامل مع أوباما وإدارته واعضاء الكونجرس كتعامله معالدميبحيث تأمرهم اسرائيل بتنفيذ ماتريدهوإلا سيدفعون الثمن عبر صناديق الإنتخاب ، حيث يتم التحرك والتهديد السافر هذه المرة من فوق خشبة المسرح وليس من خلف الستار ، حتى يعلم الجميع .. أمريكا أوباما وإسرائيل نيتانياهو .. من التابع ومن المتبوع ! ؟ لمزيد من مقالات فرحات حسام الدين