دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش الأوكرانى والانفصاليين الموالين لروسيا حيز النفاذ، مع بداية يوم أمس، حسب إعلان الرئيس الأوكرانى بيترو بوروشينكو، لكن الطرفين تبادلا اتهامات حول وقوع هجمات حول مدينة "ديبالتسييف" الاستراتيجية، بعد إعلان الهدنة، مما أثار شكوكا حول مدى نجاحها. وأكد الجيش الأوكراني، صباح أمس، أن وقف إطلاق النار تم الالتزام به بشكل عام. وأوضح فالديسلاف سيليزنيوف المتحدث باسم الجيش، أن هجمات الانفصاليين - التى تم تسجيلها - كانت متفرقة، وغير منتشرة على نطاق واسع. كما صرح جينادى موسكال حاكم إقليم لوجانسك، الموالى لحكومة كييف، بأن اثنين من المدنيين لقيا مصرعهما، إثر قصف صاروخى للقوات الانفصالية على مدينة بوباسنا، مشيرا إلى أن الواقعة حدثت بعد 20 دقيقة من وقف إطلاق النار. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن القصف جاء من منطقة تخضع لسيطرة مجموعة منشقة عن المقاتلين القوجاك، والتى أعلنت عصيانها لأوامر قائد الانفصاليين بوقف إطلاق النار. ومن جانبه، أكد الرئيس الأوكراني، بعد قليل من إعلان وقف إطلاق النار، أن عملية السلام فى بلاده مهددة من جانب الانفصاليين، واتهمهم بمحاولة استخدام مدينة "ديبالتسييف" فى تقويض وقف إطلاق النار. وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما، قد أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الأوكراني، أعرب فيه عن قلقه العميق، وتعاطفه إزاء العنف المتصاعد، خاصة حول مدينة "ديبالتسييف". وأوضح البيت الأبيض، أن أوباما اتصل، أيضا، بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث أعرب الجانبان عن شعورهما بالقلق حيال التطورات حول المدينة، كما اتصل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بنظيره الروسى سيرجى لافروف، معربا عن قلقه إزاء القتال العنيف الدائر حول "ديبالتسييف"، والمحاولات التى تبذلها روسيا والانفصاليون لتطويقه، قبل العمل بوقف إطلاق النار، وطالب بالتنفيذ الكامل لاتفاق "مينسك"، الخاص بوقف إطلاق النار. من جانبه، أوضح أناتولى ستيلماك المتحدث باسم الجيش الأوكراني، أن مواقع الجيش قد تعرضت للقصف 10 مرات منفصلة، خلال ليل أمس الأول - أى بعد إعلان وقف إطلاق النار . وأوضح أن غالبية هذه الهجمات وقعت فى المنطقة المحيطة بمدينة "ديبالتسييف"، لكنه أشار إلى أنه منذ الساعة الثالثة فجرا بالتوقيت المحلى لم يقع أى انتهاك. فى الوقت نفسه، أكد الجيش الأوكرانى أن الانفصاليين لا يزالون يحاولون السيطرة على قرية "كورنوهين" المجاورة لمدينة "ديبالتسييف" الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة الحكومة. فى المقابل، أوضح إدوارد باسورين، أحد قادة الانفصاليين فى شرق أوكرانيا، أن قواته اضطرت لفتح النيران كرد فعل دفاعى، بعد أن انتهك الجيش وقف إطلاق النار حول "ديبالتسييف". وأضاف، فى تصريحات أخرى لوكالة "رويترز"، أن قواته لديها الحق فى قصف "ديبالتسييف"، بالرغم من وقف إطلاق النار، معللا ذلك بأنها"أراضيهم"، مؤكدا أن قوات الانفصاليين ملتزمة بالهدنة فى سائر المناطق.