إذا بحثت عن ترجمة لكلمة lipstick ستكون الإجابة «أحمر شفاه»، وبالفرنسية أيضا «rouge»، وقد تكون هذه النتيجة مدهشة لم تخطر ببال الكثيرات ولكن إذا علمت السر وراء ذلك، فلا داعى للاندهاش. يرجح أن بلاد ما بين النهرين أى العراق الآن هى أول من اخترع أحمر الشفاه باستخدام مواد طبيعية منذ أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد، فقد لجأت السيدات إلى طحن الأحجار الكريمة بغرض تلوين شفاههن، وفى عهد الرومان وخاصة الطبقة العليا منهم، لجأت سيدات هذ الحقبة إلى تلوين الشفتين بمواد يتم إعدادها فى المنزل، أما الطفرة الكبرى فقد جاءت فى مصر القديمة حيث انتشر بشكل كبير واستخدمته سيدات الطبقة العليا وعلى رأسهن كيلوبترا السابعة والتى كانت تخلط النمل مع اللون القرمزى وتسحقهما جيدا مع شمع العسل لإعطاء شفتيها لونا أحمر وهو بداية شهرة اللون القرمزى ثم تم تصدير هذه الفكرة لكل أوروبا بعد ذلك. عندما سيطرت المسيحية على أوروبا اختفى أحمر الشفاه حيث حرمت الكنيسة الكاثوليكية وقرنت استخدامه بعبادة الشيطان، لكن الملكة إليزابيث الأولى أعادت إحياء أحمر الشفاه فى منتصف القرن السادس عشر لأنها داومت على استخدامه على بشرتها البيضاء اللون، وسرعان ما انخفضت شعبية اللون الأحمر خاصة بين سيدات الطبقة العليا نتيجة ارتباطه بالغانيات وسيدات الطبقات الشعبية، وفى 1770 قدم البرلمان الإنجليزى قانونا ينص على أن السيدات اللآتى يضعن الماكياج يمكن محاكمتهن بتهمة السحر لاستمالة الرجال للإيقاع بهم فى فخ الزواج حيث اعتبر المكياج فى هذا الوقت نوعا من أنواع الخداع والتضليل. فى أواخر 1800 ظهرت الموجة من جديد عندما ظهر كتالوج محلات سيزر الشهيرة بالولايات المتحدة وفيه عروض عديدة لأحمر الشفاه وأحمر الخدود، وكان تم تصنيع أحمر الشفاه فى هذه المرحلة من صبغة اللون القرمزى مصنعة من نوعا من الحشرات، وقد حرصت نجمات السينما على وضعه للحصول على لون أغمق لشفتيهن لتظهر بشكل أفضل فى أفلام الأبيض والأسود. فى عام 1915 اخترع موريس ليفى أول قلم أحمر شفاه مصنوع من المعدن، فقد كان قبل ذلك يلف فى ورق حريرى مما يجعل من الصعب حمله والتنقل به. أدت الثورة الصناعية إلى انتشار أحمر الشفاه تجاريا، وعلى مدارالسنوات بدأت معظم شركات التجميل الكبرى فى بيعه مثل شانيل وايستيه لودر وجيرلان وإليزابيث اردن وغيرها، وقد ساعدت نجمات هذا العصر فى انتشاره أيضا، ففى عام 1940 اشتهرت النجمة إليزابيث تايلور بأحمر الشفاه الزاعق، وابتداء من عام 1950 اعتبر اللون الأحمر لأحمر الشفاه بمثابة عنصر إثارة أى كان الزى المصاحب له، كما دفعت نجمات هوليوود أحمر الشفاه إلى أبعد من ذلك، فقد حرصت نجمات مثل مارلين مونرو وريتا هيوارث وآفا جاردنر على استخدام أحمر الشفاه بالدرجة الأغمق حتى أصبح 98% من الأمريكيات يضعن أحمر الشفاه، ووجدت شركات تجميل مثل مايبلين وكفر جيرل وريفلون أن زبائنها الدائمات هن من البنات من 16 عاما فما فوق. فى الستينيات والسبعينيات لم يعد اللون الأحمر هو الاختيار الوحيد لأحمر الشفاه بل بدأ ظهور ألوان جديدة تنافسه، وأصبحت درجات الأحمر الأهدأ هى الأكثر شعبية فى حين أدخل حركات الشباب المتمرد اللونين الأسود والبنفسجى. عاد الأحمر يزين الشفتين مع شركة مواد التجميل العملاقة MAC فى الثمانينات والتسعينيات، والتى طرحت أول خط إنتاج لأحمر الشفاه وروجت له المطربة العالمية مادونا، ورغم ظهورألوان أخرى جديدة ولكن ظل الأحمر هو اللون الكلاسيكى المفضل لما مثله من ثورة فى عالم المكياج، وقد تم التوصل إلى اختراع شكل الأنبوب المتعارف عليه الآن وأحمر الشفاه الملمع lip gloss . وصولا إلى بداية عام 2015 ، ما زالت النساء من جميع الأعمار والمهن تتمسكن باللون الأحمر تشاركهن كثير من مشاهير اليوم مثل تايلور سويفت، وجوين ستيفنى، وإيما ستون وغيرهن تؤكد نادية سالم خبيرة التجميل أن اللون الأحمر يختفى ويعود ولكنه الآن فى المقدمة وسيستمر لفترة نتيجة عودة موضة الستينيات سواء فى المكياج أو قصات الشعر، وللحصول على هذا الشكل يمكنك وضع اللون الأحمر القرمزى على الشفتين مع آى لاينر على شكل أجنحة من الجوانب، والجفون بلون ترابى حتى لا يكون صريحا، وتستكمل الإطلالة بأحمر خدود وطلاء أظافر باللون الأحمر. وتنصح باستخدام أحمر الشفاه بحرص، فإذا كنت صاحبة شفايف رفيعة، فاللون الأحمر الغامق لا يناسبك لأنه سيظهر رفع الشفتين، فعليك باختيار درجة فاتحة مع رفع التحديد لأعلى فى الشفاه العليا من الجوانب، والنزول قليلا بتحديد الشفاه السفلى من المنتصف ثم يتم وضع ملمع شفاه ليعطى احساس بأن الشفاه ممتلئة.أما الشفاه المتوسطة والممتلئة فيناسبها اللون الأحمر تماما، ولا داعى لاستخدام ملمع ولكن يجب تحديد الشفتين جيدا حتى لا يتسرب اللون.