فرضت اللجان "الثورية" التابعة لجماعة الحوثيين أمس، أحد قيادات الجماعة مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية باليمن بعد اقتحامه بعشرات من المسلحين فى العاصمة صنعاء. وقال مصدر فى مكتب الرئاسة-طالبا عدم ذكر اسمه -إن عشرات المسلحين تابعين لما سمى باللجان الثورية التابعة للحوثيين اقتحموا أمس مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية بصنعاء، وفرضوا محمود الجنيد القيادى فى الجماعة مديراً للمكتب خلفاً لأحمد عوض بن مبارك الذى اختطفه الحوثيون الشهر الماضى، وأفرجوا عنه بعد عشرة أيام من اختطافه. وأشار المصدر إلى أن القيادى الحوثى بدأ بمباشرة عمله كمدير لمكتب رئاسة الجمهورية. ويأتى هذا الإجراء بعد يومين من إصدار اللجنة الثورية لجماعة أنصار الله الحوثية بيان الإعلان الدستورى الخاص بإدارة شئون البلاد من القصر الجمهورى بصنعاء. ومن جانبه ،دافع زعيم حركة أنصار الله الشيعية المسلحة فى اليمن عبد الملك الحوثى أمس الاول عن تشكيل "لجنة عليا لادارة شئون البلاد" وقال انه يخدم مصالح جميع اليمنيين ودول الخليج المجاورة. وقال إن الذى حدث يعد خطوة تاريخية وضرورية لمواجهة الفراغ الذى أراده الآخرون للالتفاف على الشعب".كما انه فى مصلحة كل اليمنيين بلا استثناء"، بمن فيهم دعاة الانفصال فى جنوب اليمن. وأكد أن الحوثيين "حريصون على استقرار بلد لا يكون خاضعا للقاعدة مع ما تمثله القاعدة من خطر". ومن المقرر أن يجرى جمال بن عمر مساعد الأمين العام للامم المتحدة ومسشاره الخاص لشئون اليمن لقاءات مع اللجنة الثورية وقيادات المكونات والاحزاب السياسية اليمنية ، لبحث سبل تجاوز التحديات الراهنة التى تواجه اليمن واستكمال بقية خطوات المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى الشامل واتفاق السلم والشراكة الوطنية. وفى هذه الأثناء، قتل جندى يمنى صباح أمس فى كمين لمسلحين يشتبه فى انتمائهم لتنظيم القاعدة استهدف دورية للجيش فى محافظة البيضاء وسط البلاد. وقالت مصادر محلية إن مسلحين نصبوا كمينا لدورية عسكرية على مدخل مدينة البيضاء مركز المحافظة مما أدى إلى مقتل أحد الجنود الذين كانوا على متنها. وأضافت أن "المسلحين تمكنوا من الفرار بعد قتلهم الجندى".وكان تنظيم القاعدة قد شن خلال الفترة القليلة الماضية عدة هجمات استهدفت مواقع ودوريات عسكرية وأمنية فى عدة مناطق بمحافظة البيضاء خلفت معظمها قتلى وجرحى. وفى القاهرة،حذّر الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية من خطورة تمادى جماعة الحوثيين فى خطواتها التصعيدية، والتى من شأنها أن تؤدى إلى انهيار العملية السياسية وزيادة حالة الانقسام وأعمال العنف فى اليمن، وتُهدّد فى الوقت نفسه وعلى نحو مباشر أمن اليمن واستقراره ووحدته، وتُعرّض السلم والأمن الإقليمى والدولى لأفدح المخاطر. وشدد العربى -فى بيان أصدرته الأمانة العامة للجامعة أمس -على ضرورة احترام الشرعية فى اليمن، ومعربا عن رفضه التام لما أقدمت عليه جماعة الحوثيين من خطوات تصعيدية أحادية الجانب، معتبرا أن إصدار ما يسمى ب "بالإعلان الدستورى" من قبل الجماعة الحوثية بمثابة انقلاب على الشرعية الدستورية ومحاولة لفرض إرادة تلك الجماعة وبقوة السلاح على الشعب اليمنى ومؤسساته الشرعية.وطالب العربى بالإفراج الفورى عن الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى ورئيس حكومته وكبار المسئولين اليمنيين ورفع الإقامة الجبرية المفروضة عليهم، داعيا جميع الأطراف اليمنية إلى التجاوب مع جهود جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، والاحتكام لآليات الحوار الوطنى لحل الخلافات السياسية، استناداً إلى مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنى الشامل واتفاق السلم والشراكة الوطنية.وكشف العربى أنه يواصل إجراء مشاوراته واتصالاته مع مختلف الأطراف المعنية، وذلك من أجل ترتيب عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية لتدارس مستجدات الموقف المتدهور والخطير على الساحة اليمنية.