مما لاشك فيه أن القاهرة فى ظل الرئيس عبد الفتاح السيسى قد عادت بقوة الى المسرح الإقليمى والدولي، ولذا ليس غريبا أن يتوالى قادة العالم على زيارة القاهرة لكسب ود النظام الجديد فى مصر. فاليوم رئيس روسيا القوية فلاديمير بوتين يزور القاهرة، ومن قبله جاء رئيس وزراء اليابان ورئيس وزراء إيطاليا، وبعد أسابيع قليلة سوف تشهد شرم الشيخ المؤتمر الاقتصادى العالمى لدعم الاستثمار فى مصر. إلا أن عيون المراقبين بل والعواصم الكبرى فى العالم وعلى رأسها واشنطن سوف تتابع بقوة ما سيحدث خلال القمة المصرية الروسية، وعلى الأرجح أن بوتين سيحاول أن يبعث برسالة قوية من قلب القاهرة تقول إن «الدب الروسي» قد عاد من «الباب الواسع» للشرق الأوسط، ومن الدولة الكبرى للعالم العربى ورمانة الميزان وأهم عوامل الاستقرار بالمنطقة. وفى المقابل فإن القاهرة ستذهب الى أبعد مدى فى الترحيب بالرئيس الروسي، وذلك ردا على الحفاوة البالغة التى كرمت بها موسكو زعيم مصر ورئيسها المنتخب بغالبية كاسحة عبد الفتاح السيسي. إلا أن القاهرة سوف تتحرك بود وايجابية وتقابل «الأيدى الممدودة» بالصداقة، والراغبة فى التعاون بصدق ولكن دون أن يكون ذلك على حساب أحد فالقاهرة فى عهدها الجديد يدها ممدودة للتعاون والصداقة مع الجميع من أجل استقرار المنطقة ورفاهية الشعب المصري. وبالرغم من الوضوح الكامل للسياسة المصرية فإن موسكو ستبذل أقصى ما فى وسعها لإحداث نقلة نوعية فى علاقاتها مع القاهرة، واختار بوتين أن يبعث برسائل عدة قبل المجيء لمصر أبرزها «التضامن مع المصريين» من أجل تحقيق الاستقرار، وتحديث الاقتصاد، والتعاون فى مجال الإرهاب. وقال بوتين فى تصريح ذى دلالة «إن التدخل الخارجى وتقسيم الإرهابيين الى طيبين وأشرار سبب ما يحدث فى العراقوسوريا، وأنه لا بديل عن التسوية السياسية فى سوريا. ويبقى أن الرسالة الأهم من زيارة بوتين لمصر هى أن روسيا دولة عظمى لا يمكن تجاهلها، ولابد من التعاون معها لتسوية نزاعات كثيرة فى العالم. كما أن مصر دولة محورية لابد من الاستماع اليها، والتعاون معها لأنها «مفتاح الشرق الأوسط». لمزيد من مقالات رأى الاهرام