في لقائه مع جمهوره بمعرض القاهرة مساء الخميس الذي أداره الشاعر السماح عبد الله وصف الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة هذا الزمن بأنه زمن التجارة بالفن, وليس زمن الاهتمام بالفنون الأصيلة. وردا علي سؤال هل مات المسرح الشعري؟ وما أسباب ضعفه إن لم يكن قد مات بالفعل؟ قال أبو سنة إن المسرح الشعري ظلم ظلما شديدا, مشيرا إلي أنه كان من المفروض أن نحتفي بالمسرح الشعري, باعتباره لونا جديدا لم يكن معروفا طوال أكثر من1400 عام في تاريخ الشعر العربي, وكان علينا أن نحتضن تجربة أمير الشعراء شوقي الذي ابتدع هذا الفن, فكتب6 مسرحيات شعرية بديعة, ولكنها لم تلق الاهتمام المناسب. وأضاف أبو سنة إن عزيز أباظة جاء بعد شوقي وكتب10 مسرحيات, وبعده جاءت مدرسة المسرح الحديث وفي طليعتها عبد الرحمن الشرقاوي, وبعده صلاح عبد الصبور, إضافة لمسرحيات أخري كتبها مبدعون عرب مثل معين بسيسو, مشيرا الي أن هناك عددا من الشعراء كتبوا المسرح الشعري مثل: محمد مهران السيد وأحمد سويلم ووفاء وجدي ووليد منير وفاروق جويدة وآخرين. وقال أبو سنة إن عددا قليلا جدا هم الذين حظوا برؤية مسرحياتهم في عروض حية علي خشبة المسرح مثل صلاح عبد الصبور في مسرحياته مأساة الحلاج, و بعد أن يموت الملك ومسافر ليل. وأشار أبو سنة إلي أنه كان من نتيجة هذا الإهمال للمسرح الشعري توقف الشعراء عن كتابة هذا النوع من الفن, إلا نصوص معدودة منتظرة في الأدراج, موضحا أن السماح عبد الله لديه عدد من المسرحيات التي لم تجد طريقها للمسرح. وأكد أبو سنة أن المسرح الشعري هو عصب المسرح الحقيقي, مشيرا الي أن اللغة الراقية للمسرح الشعري تثقف المشاهد وتثقف الممثل, وتثقف الشاعر, وتثقف الناقد. وتمني أبو سنة أن تعرض المسرحيات علي المسرح القومي, مقترحا أن يخصص للعروض الشعرية المسرحية وعلق السماح عبد الله, منبها علي دور الشاعر أنس داود الذي كتب نحو10 مسرحيات شعرية. وألقي أبو سنة عددا من قصائده التي تجاوب معها الحضور, منها قصيدته جدلية و طائر يحترق وعلم القلب الثبات. في النهاية طلب السماح عبد الله من الأوساط الأدبية أن تحتفي بأبو سنة, لاسيما بعد صدور أعماله الشعرية الكاملة, وهو الاحتفاء الذي لم يتحقق بعد.