بعد التردى الملحوظ فى حياتنا الاجتماعية والثقافية والدينية، وما وصلنا إليه من مفارقات شاسعة بين صحيح الدين والواقع الذى ينطق بالمرارة، ويزداد سوءا، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه الأخير إلى ضرورة تجديد الخطاب الدينى وتطويره لكى يشعر الناس بجمال الدين والدنيا، وحتى لا نظل فى عزلة عن عالم صعد الآفاق، واحتل النجوم، وبرز فى كل ميدان، ولم نزل ندعو إلى مزيد من الفقر والجوع والمرض والعزلة عن هذا العالم الذى صرنا جزءا منه.. شئنا أم أبينا، فقد أنزل الله كتابه الكريم على نبيه محمد خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم من أجل أن نتعايش مع الدنيا على اختلاف الأجناس والعقائد، لأن الدين لله.. والحياة لجميع الخلائق.سألنا الفقهاء عن كيفية تطوير الخطاب الدينى فى ظل ما تعيشه مصر الآن من استغلال البعض للدين كأداة لتنفيذ مخططاتهم السياسية.. فماذا قالوا؟ بداية يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر أن الخطاب الديني، يقوم على ركنين أساسيين: الأول مخاطبة الناس حسب طاقاتهم، فالخطاب الدينى للغنى يختلف عن الخطاب الدينى للفقير، فالغنى عليه زكاة، وإعداد الجيش إذا لزم الأمر، ومواساة الحاكم ببعض ماله إذا عجزت ميزانيته، فقد سُئل رسول الله عليه الصلاة والسلام هل فى المال حق غير الزكاة؟ قال: نعم، واستدل العلماء بهذا الحديث على ما يجب على الغنى أن يقدمه للحاكم فى حال ضعف الدولة، كذلك يختلف الخطاب الدينى الموجه للمقيم عن الخطاب الدينى الموجه للمسافر الذى يجوز له أن يقصر الصلاة، وأن يفطر فى رمضان، وكذلك الحال بالنسبة إلى القادر الصحيح الذى يستطيع الجهاد إذا أدت الضرورة إليه، بخلاف أصحاب الأعذار من العميان والعرج والمرضي. والخطاب الدينى للشباب يختلف عن الخطاب الدينى للأطفال الذين من عاداتهم اللعب واللهو حتى يكبروا ويبلغوا ويصيروا مكلفين، فمن يساوى بين هؤلاء جميعا وخاطبهم بمنهج لا يتغير.. لا يفقه شيئا فى الخطاب الديني، كالذين يريدون الطفلة ناضجة عاقلة حكيمة.. ويلبسها طرحة وكأنها شابة، وقد روى البخارى فى صحيحه أن طفلة اسمها «أمة بنت خالد بن سعيد» دخلت مع أبيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثوب أصفر، وليست أسرد وليست منقبة، وقد داعبها النبى ورحب بها وأخذت تلعب بالخاتم الذى صنعه النبى ليختم به كتبه إلى الملوك، فأخذ أبوها ينهرها، فقال له النبي: «دعها»، وبهذا فقد راعى الرسول سنها، ومن يجمع مواقف النبى مع الأطفال يدرك أن لهم خطابا دينيا مختلفا ليس فيه شيء من القسوة، وفى الصحيح أنه قال: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا». الأمر الثانى الذى يرتكز عليه الخطاب الدينى هو عزم الأمور، بمعنى التركيز على الأركان دون النوافل، وليس معنى ذلك التقليل من النوافل، ودليل عزم الأمور قوله تعالى فى سوره «لقمان»: «يابنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور»، فركز الخطاب الدينى فى هذه الآية على ثلاثة أمور، وقوله تعالى فى سورة «آل عمران»: «وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور». وقد روى البخارى ومسلم أن أعرابى جاء للرسول يسأله عن الإسلام، فذكر له أركانه، فأخذ يسأله فى كل ركن «هل عليّ غيره» والنبى يقول: «لا.. إلا أن تطوع» أى تزيد، فقال الرجل: «والله لا أزيد على هذا ولا أنقص»، ثم مضي، فقال عليه الصلاة والسلام: «دخل الجنة إن صدق»، وبهذا نقول إن الخطاب الدينى الذى فى حاجة إلى تطور وتغيير ينبغى أن تكون فيه الدعائم الآتية: مخاطبة الناس مع مراعاة ظروفهم وأحوالهم. التركيز على عزم الأمور، والبعد عن الأمور المندوبة «السنّة» لا بإهمالها، وإنما لا لإعنات الناس على تركها، فقد عشنا زمانا نرى فيه عراكا حول السنّة، لاسيما الشكلية، ووصل الأمر ببعض الدعاة إلى الحكم بأن اللحية شرط الإسلام، وكذلك تقصير الثوب، وإمساك السواك، والخروج من البيت للدعوة إلى الله فى كل مكان وترك الزوجة الشابة والأولاد المحتاجين إلى نفقة ورعاية، والاعتكاف بالمساجد، فقد صوروا ذلك كله على أنه شرط الدين وهذا ليس بصحيح. مراعاة أحوال البلاد، فحين تضعف مواردها الاقتصادية يكون الخطاب الدينى مرتكزا على الدعوة إلى العمل والجهاد، لا بالسيف كما يتوهم المخطئون، وإنما ببذل كل الطاقة فى العمل والكسب، والتعاون على كل خير ينقذ الأمة من الهلاك المبين، لاسيما الفقراء والمحتاجين. البعد عن الخرافة والدجل والرقائق التى لا سند لها، وتغييب العقل الذى به كلفنا الله، وتوهم الناس أنها من الدين حتى رأينا ظواهر مريبة تدل على أننا استنسخنا دينا آخر غير دين محمد صلى الله عليه وسلم، وصرنا نرى أمة من الناس تسعى إلى التواكل، وتفهم الدين على أنه أدعية تحقق المستحيل، وأن إرادة الله هى الفيصل فى تحقيق المصالح، فقد جاء شاب إلى عمه الذى كفله بعد موت أبيه وقال له: أريدك أن تذهب معى لخطبة «فلانة بنت فلان»، فضحك عمه وقال له: لو لك نصيب فيها فلن تكون لغيرك، وظل يقول له هذا حتى رآها بصحبة زوجها وبينهما طفل صغير وعلى ذراعها آخر رضيع، فأخبر عمه فضحك وقال: إذن لا نصيب لك فيها. ورأينا الناس ينظرون إلى الزواج على أنه قسمة ونصيب، وهو عند الله ورسوله اختيار، لكن الشماعات كثرت وألقى الناس عليها تخلفهم وبعدهم عن حقيقة الدين لرداءة الخطاب الديني، وجهل مَن يشتغلون به. وبيان أن العبرة فى مجال العمل بالخبرة لا التدين، فقد قال الله تعالي: «فاسأل به خبيرا»، وقال: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون». واستعان النبى صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أريقتط ليكون دليله فى طريق هجرته لأنه كان خبيرا بالطرق مع أنه كان مشركا ولم يسلم بعد. فما ساءت به أحوالنا خطاب دينى باهت لا علم فيه ولا فقه، . والدين يوجه إلى طبيب ماهر حتى وإن كان يعبد حجرا، فإن أخذته الغيرة فليرب طبيبا مسلما يكون أفضل من غير المسلم دونما سواد فى الصدور لغير المسلم وقد تجلى التخلف فينا فرأينا فى هذه النقطة شرا كثيرا خلاصته أننا اعتمدنا على ما توهمناه دينا من إهمال الأخذ بالأسباب حتى رأينا من يرسم الرسوم المسيئة للرسول، وسبب هذه الرسوم وغيرها أننا أصبحنا نتذيل الأمم اقتصاديا، وفى القرآن الكريم آيتان صريحتان فى أن تخلفنا الاقتصادى سيودى بنا إلى شر كبير، الأولى فى سورة «التوبة»، وهى قوله تعالي: «إن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة»، وثانيا فى صورة «الكهف» فى قوله تعالي: «إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم فى ملتهم ولن تفلحوا إذاً أبدا»، فماذا نريد بعد قوله تعالي: «ولن تفلحوا إذاً أبدا» إذا تخلفنا اقتصاديا؟ فالمال كما قال العلماء المستنيرون قوام الحياة.. بوجوده تزدهر الحياة، وبضياعه تذبل ويتساقط ورقها حتى تكون خريفا لا تقبله النفوس، وقد ترجم الإمام الذهبى لسفيان الثورى عالم الحديث المشهور فذكر أنه كان واقفا أمام بائع مشمش أعطاه درهما ليشترى به مشمشا، فجاء رجل من خلف سفيان وقال له: لى عندك فتيا، فرد عليه سفيان وقال له: كيف أفتيك وقد ذهب عقلى مع درهمي، هذا لا يعرفه من دعوا الناس إلى نبذ المال وطرح الدنيا، بل وصل الحد ببعضهم إلى أن قال: على المسلم أن يطلق ثلاثة بلا رجعي، والسؤال الذى غاب عن المستنيرين أن يسألوه هو: هؤلاء الذين ادعوا أن الدنيا والمسلم على فراق، هل خلق الله الدنيا لنا لكى نطلقها ومن يتزوجها بعدنا؟ هل يتزوجها من لا يعبد الله؟ إذن فقد خلقت للكفرة وهذا ضلال مبين. فقد قال الله تعالى فى سورة الأعراف: «قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق، قال هى للذين آمنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة، وقد كان النبى أغنى الناس مالاً لما له من خمس الغنائم ولما له من أرض لم تكن لغيره وهى أرض بنى النضير وقد أنزل الله فيها آية الحشر: «فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب»، أى أنكم لم تحاربوا فيها فهى خاصة لرسول الله، ومن يراجع سيرته المطهرة يجد أنه كان يلبس أجمل الثياب وأغلاها، وأندى أنواع العطور وأعلاها ، وكان يحب الحلواء، وما تزوج امرأة بغير صداق، ومع هذا رأينا خطابا دينياً أسود يصور لنا رسول الله على أنه كان مسكيناً ولا يجد ما يأكله ويناصر على الأرض، وكان فقيرا مدقعا، وما هكذا يكون الخطاب الدينى الذى يتنافى مع صريح القرآن الكريم وصحيح السنة وشهادة التاريخ الذى لا يطلع عليه مثل هؤلاء، وما يثبت فى بعض النصوص من أنه عليه الصلاة والسلام نام على حصير فذلك فى ظرف كان فيه معتزلا نساءه، وما ورد من أنه كان يمر الهلال ثم الهلال ولا يوقد فى بيته نار فليس ذلك دليل فقر، وإنما كما جاء فى الحديث نفسه بأن الجارات كن يحلبن اللبن ويعطينه نساءه، ومعروف أن بيته كان بيت الأمة فلا يقول لسائل لا، وما فعل هؤلاء ما فعلوا من الخيانة على شخص رسول الله وادعاء الفقر الملازم له إنما هو من باب محاربة الدنيا حتى تزداد فقرا وبئسا وتخلفا. ثم إن الذين يوافقون هؤلاء المتخبطين يقولون بمقتضى هذه الموافقة بأن رسول الله لم يكن مستجاب الدعوة لماذا؟ لأنه استعاذ بالله من الفقر ومن الجوع فقال كما روى البخارى فى صحيحه اللهم إنى أعوذ بك من الفقر وقال اللهم أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، ومعنى ذلك أنه يستعيذ بالله من الفقر والله لا يستجيب له، ويستعيذ بالله من الجوع والله يجوعه، فأى فهم هذا، وأى فقه فيه. وأن يكون الأسلوب ميسرا مفهوما فإذا غمضت الأساليب فى درس الأدب أو فى تحصيل البلاغة أو السياحة فى عالم الشعر والخيال قديماً وحديثاً فإن هذه الأساليب ينبغى أن تكون واضحة جليلة فى الخطاب الديني، ودليل ذلك قول الله تعالى فى سورة القمر «ولقد يسرنا القرآن للذكر، فهل من مدكر»، فالذين يتشدقون فى الخطب والمواعظ ويملأون أفواههم بالهواء ويخرجون أصواتهم كأصوات القنابل بريئون من الخطاب الديني، ومن يقف عند حديث النبى يجد أنه ذق هؤلاء وجعلهم أبعد الناس عنه يوم القيامة، فقال وأبعدكم منى مجلساً يوم القيامة اسوؤكم أخلاقاً الثرثارون المتشدقون. وبناء عليه فينبغى للمتعرض للخطاب الدينى أن يكون واضح الجملة سهل العبارة بين المقصد وهو فى ذلك يسعى قبل غيره أن يكون أقرب الناس مجلساً من النبى يوم القيامة. يتحدث بالعامية ويتحدث بغير العربية كما قال الإمام أبى حنيفة فى جواز خطبة الجمعة بغير اللغة العربية واللذين يتشدقون مع أنهم لا يحسنون القراءة والكتابة يذمون من يفعل ذلك من العلماء أهل الثقة يريدونهم أن يتحدثوا الفصحي، وأن يتشدقونا مثلهم والحق ان كل شيء ما عدا القرآن الكريم يصح أن يكون بغير اللغة العربية. أمور كثيرة ينبغى ان تكون نصب أعين المستغلين بالخطاب الدينى الذى نستطيع ان نقول فيه لقد نجح إذ وجدناه يثمر عن أثر تكون الحياة فيه جنات وارقة الظلال ونقول فيه لقد أخفق وفشل عندما نجد أثره تغيبا للعقل وإفسادا للوجدان وتمزيقاً للأمة الواحدة وسوءاً يدعى أصحابه أنه قمة الحسن وهو قمة السوء. جمال قطب الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف يقول: بداية لابد من تصحيح العنوان فالخطاب المقصود هو الخطاب الدعوى أى مجهود الدعوة الاسلامية فى إبلاغ الدين للكافة، أما كلمة الدين فهى كلمة لها قداستها وينبغى قصرها على القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية. وتطوير الخطاب الدعوى أو إصلاحه يفرض علينا النظر إلى عدة عناصر، ما قبل الخطاب وماهية أو موضوع الخطاب وما بعد الخطاب. أما ما قبل الخطاب فهو ضرورة تحرى مصدر الخطاب ومع المصدر معرفة الجهة التى تقوم بإرسال الخطاب. أما مصدر الخطاب فهو نص القرآن الكريم فى آياته المحكمة فقط، بمعنى الآيات الموجهة للاعتقاد أو للعمل، فليس من واجبات الخطاب الدعوى التأويل أو البحث فى الغيبيات أو الاعتماد على مصدر غير الوحى والبيان النبوى الصحيح. وعن الجهة التى تتولى إرسال الخطاب فهى الجهة التى تصنع الخطاب وهى الجهة التى تعد مبلغى الخطاب، ثم تقوم بإرسال الخطاب من خلالهم، لذلك لا يصدر الخطاب الدعوى إلا من مؤسسة عريقة مستقلة تهيمن على صناعة الخطاب وإعداد المبلغين وادارة مرافق ومنشآت الدعوية، وتوجيه الخطاب من خلال صيغ وقوالب مختلفة على قدر المتلقى من حيث عمره وثقافته وقربه أو بعده عن الالتزام الديني. ولذلك فالأزهر لابد أن يتمتع بأركان وشروط المؤسسية مثل الشمول والاستقلال والاستمرارية والتخصص العلمى والاختصاص الوظيفي، بمعنى عدم تطفل غير المتخصصين على العمل الرسمى للدعوي. أما شروط المؤسسية فهى صدق المرجعية بمعنى ان تكون صادرة عن القرآن والسنة فقط، والبراءة والمنهجية والشفافية والنزاهة والانفتاح على العالم وسرعة المبادرة، كل ذلك مطلوب للأزهر حتى ينفرد بحمل رسالته وتحمل مسئولية استقرار الوطن وسكينة المواطنين. كل ماسبق هو بيان العنصر الأول حول ماقبل الخطاب أما الخطاب وشخص مبلغ الخطاب. بالنسبة لصبغة الخطاب فليس المطلوب ارسال القصص القرآنى ولا الوقوف عند الصور البلاغية ولا مظاهر الاعجاز فكل ذلك اضافات غير مطلوبة للعامة، اما المطلوب للعامة فهو الاجابة عن الاسئلة الآتية : كيف ينظر القرآن إلى العالم وسكانه جميعاً ؟ ما هو تصور الإسلام لشخصية المنتمى إليه ؟ ما هو تصور الإسلام لكل غير المسلمين سواء أهل الكتب السماوية من قبلنا، أو اصحاب العقائد غير السماوية ؟ ما هو النموذج الأخلاقى الذى يتبناه الاسلام لدعوة جميع البشرية إليه؟ سواء وافقوا أم رفضوا ؟ هذه كلها هى محاور الخطاب الذى يجب أن يدور عليها كل خطاب دعوة يتحدث عن الإسلام. أما شخصية مبلغ الخطاب فلابد أن يتولى الأزهر إعدادهم من الألف إلى الياء ثم توظيفهم فى حضنه ودوام تزويد وتجديد معلوماتهم حتى يحصل كل واعظ أو إمام أو مدرس على أكثر من الدكتوراه فأصل الوظيفة الدعوة هو خطيب المسجد أو المدرس، الذى ينبغى أن يبقى طوال وظيفته متجدد المعلومات محيط بالعالم ومدركا لما ينبغى أن يقال. نأتى إلى ما بعد الخطاب فلابد أن يقوم الأزهر بدراسة الأثر النفسى للخطاب على جميع الناس واستطلاع رأيهم ثم العودة الى خطابه بالتعديل والتجديد وإعادة الصياغة ثم إعادة إرساله من جديد. ولا يستطيع الأزهر القيام بهذه الأعباء إلا من خلال قانون جديد والبحث الجاد عن موارد كافية والأهم من ذلك سيطرة الأزهر على جميع المساجد والمنابر، فضلاً عن احتواء وظيفة الإفتاء حتى يبدو الأزهر فى أعين الناس داخلياً وخارجياً كمؤسسة موقرة يسمع لها حينما تتكلم.