على الرغم من انتقال محمد صلاح من «تشيلسي» إلى «فيورينتينا» بعد 6 أشهر غير موفقة له فى لندن يعتبر خطوة للوراء بالنسبة للكثيرين فى مشوار احترافه الاوروبي، إلا أنه يأتى فى الدرجة الاولى فى مصلحة اللاعب، بل ربما كان اختياره للانتقال من «بازل» إلى «البلوز» هو الخطأ الذى ارتكبه اللاعب وتفضيله لنادى العاصمة على ليفربول الذى كان يرغب فى ضمه الى صفوفه قبل عام مضي. فإذا رجعنا بالزمن إلى الوراء لنتذكر سير الصفقة بين الناديين الإنجليزيين من جانب والنادى السويسرى وصلاح من جانب آخر، سنجد أن صلاح كان على بعد خطوات من ارتداء قميص ليفربول، إلا أن مكالمة مورينيو التليفونية للاعب غيرت وجهته فى ساعات قليلة لارتداء القميص الازرق. إن انتقال محمد صلاح للفيولا بعد 6 اشهر غير موفقة له مع البلوز ستسطر تاريخا جديدا فى حياته الاحترافية، وذلك وبنظرة تحليلية لها عدة أسباب، اولها أن صلاح لا يستطيع الظهور بين فريق مليء بالنجوم مثل تشيلسى لأنه يحتاج دائما للمشاركة بشكل أساسى مثلما كان يحدث مع بازل، وهو ما كان سيحدث فى حالة انتقاله منذ عام لليفربول لعدم وجود لاعبين وقتها فى نفس مركزه.أما عن انتقاله لفورينتينا فله أسباب فنية ستجعل صلاح يعود إلى لندن بعد انتهاء فترة اعارته مع نهاية الموسم الحالى مرفوع الرأس وسط زملائه بعد أن يثبت للجميع أنه كان يستحق اهتمام مورينيو من بداية الموسم وأنه كان يستحق أن يكون أساسيا فى صفوف الفريق، هذا اذا لم يتمسك به النادى الايطالى للبقاء معه موسما آخر او ضمه نهائيا. ويأتى فى مقدمة هذه الأسباب الفنية أيضا الثورة الفنية التى يقودها مونتيلا حاليا للمنافسة على قمة الكالتشيو، حيث غير طريقة اللعب من 3-4-2-1 الى 4-3-3، لذلك لجأ بكل قوة إلى التعاقد مع صلاح حتى يستطيع تنفيذ خطته، وهو ما صرح به لوسائل الاعلام الايطالية عقب الفوز على روما 2/صفر فى كأس إيطاليا ليتاهل لقبل النهائى ومواجهة يوفنتوس، وقال مونتيلا إنه اختار صلاح للتعاقد معه لأنه يستطيع تنفيذ فكره التدريبى والخططى على أرض الملعب، وهى الطريقة التى يجيد أيضا صلاح تنفيذها وهو ما ظهر بوضوح مع بازل، فهو قادر على اللعب كجناح هجومى ايمن وايسر وخلف رأس الحربة. ولأن النادى متعاقد مع اللاعب لمدة 6 أشهر على سبيل الإعارة فبالتاكيد سيشارك صلاح أساسيا وهو ما سيمنحه الفرصة لاظهار نفسه ومهاراته، خاصة وانه مقبل على مباراة الدور قبل النهائى للكأس امام اليوفى وكذلك دور ال32 للدورى الاوروبي»اليوروبا ليج»، حيث لقاء توتنهام يوم 29 من الشهر الحالي، وهى البطولة التى شهدت تألق اللاعب فى الموسم قبل الماضى مع بازل. وهذه البطولة كانت «صاحبة الفضل» فى مشواره الاحترافى فهى التى اعطته الشهرة على المستوى الاوروبي، ولأنه ما زال هناك وقت كاف له للانخراط فى صفوف فريقه الجديد فستشهد التشكيلة الاساسية مشاركته فى اللقاء. وبالطبع من الصعب مشاركته أمام اتالانتا فى المباراة المقبلة بعد غد الأحد فى الدورى لضيق الوقت، إلا المباراة التى ستليها والتى ستكون امام ساسولو بالتأكيد ستشهد مشاركته حسب سير احداث اللقاء، لانها امام منافس ليس قويا بالاضافة الى ان الفيولا سيسعى للاستفادة من صلاح بأسرع وقت. وأمام صلاح فرصة ذهبية فى إيطاليا لاستعادة بريقه مرة اخرى لمشاركة فريقه فى اكثر من بطولة بالاضافة الى ان الطريقة التى سيلعب بها الفريق هى المناسبة بالنسبة له ولامكانياته الفنية، لذلك فمن الممكن أن يحسب انتقال لاعبنا الدولى خطوة للوراء فى مشواره الاحترافى على مستوى اسماء الاندية، ولكنها من الناحية الفنية الافضل للاعب.