رغم أن محاولاتها باءت بالفشل فى تحقيق حلم تلاوة القرآن، إلا إنها كانت على علاقة جيدة جدا بكثير من مشايخ مملكة التلاوة، مثل "الشيخ محمد رفعت، وطه الفشني، ومصطفى إسماعيل، وعبدالباسط عبدالصمد، وسيد النقشبندي" بعد أن أسرت عقولهم وقلوبها بطربها الرصين، حتى أن تلاوتهم أصبحت فريدة بين بنى الإسلام جميعا كتجربة مميزة فى التلاوة على نفس مقامات الموسيقى التى اكتسبوها من غناء كوكب الشرق، ومن فرط متانة علاقة صداقة التى تربطها بالشيخ "حمدى الزامل" هى التى نصحته بعد أن استرق لها صوته فى منزلها أن يتقدم للإذاعه وقد كان، ليصبح الشيخ الزامل من أعظم القراء على مرالعصورلما يتمتع به من جمال صوت، وحسن أداء وأحكام غاية فى الدقة، لهذا كان من الطبيعى أن يبادلها الشيخ الزامل نفس الإعجاب ويشيد بصوتها وبقدرتها على التحكم فى النفس. ولم يقتصر الإعجاب بأم كلثوم على "الزامل" فقد أكد الشيخ مصطفى إسماعيل، الذى كانت تربطه بها علاقة قوية فى أكثرمن حوارتليفزيونى وإذاعى له أنه معجب بإمكاناتها الصوتية وسلامة اللغة على لسانها، ويحكى فى أحد حواراته على موقع "اليوتيوب" إنه قابلها فى مبنى الإذاعة والتليفزيون فى أواخر أيامها، وطلبت منه أن يسمع معها جزء من أغنيتها الجديدة " ليلة حب" للموسيقار محمد عبدالوهاب ويقول رأيه فيها ، وبالفعل جلس واستمع أحد كوبليهات الأغنية وأبدى إعجابه بذكائها فى استعمال صوتها فى هذه المرحلة العمرية المتأخرة. أما الشيخ عبدالباسط عبدالصمد فى أحد حواراته فى لقاء تليفزيونى نادرفيقول إنه يعشق كل ذى صوت جميل، وأنه يحب صوت سيدة الغناءالعربى أم كلثوم، حتى أنه قال عنها إنها " كوكب الشرق والغرب". وفى كل لقاء كان يجريه سواء للإذاعة أو الصحف كان الشيخ سيد النقشبندى أوالكروان الشجى فى الإنشاء الدين - كما أطلق عليه - فيؤكد إعجابه وحبه لصوت أم كلثوم، ولم يكتف بذلك ففى لقاء بينه وبين الإعلامى الكبير الراحل طاهرأبوزيد، فى أحد برامج الإذاعة المصرية، أعرب النقشبندى عن إعجابه وحبه لصوت وأغنيات الست، وحين طلب منه أبوزيد غناء أحد أعمالها، فما كان من النقشبندى سوى أن سارع بغناء قصيدة "سلوقلبى"، خاصة الكوبليه الذى تقول فيه : "أبا الزهراء قد جاوزت قدرى/ بمدحك بيد أن لى انتسابا/ فماعرف البلاغة ذو بيان إذا لم يتخذ كله كتابا/ مدحت المالكين فزدت قدرا/ فحين مدحتك اقتدت السحابا". ولم يقتصر اللقاء على ذلك، فقد فجر النقشبندى مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلن أنه كان هناك مشروع فنى مشترك بينه وبين أم كلثوم اتفقا فيه على تقديم ملحمة غنائية دينية تحت عنوان"رواية تاريخ الرسول " إلا أن ظروف أم كلثوم الصحية حالت دون ذلك. نقيب القراء "الشيخ الطبلاوي"، وفى كثير من حواراته الإعلامية أكد أنه كان متابعا جيدا لأغنيات كوكب الشرق، خاصة أغنياتها الدينية مثل " سلوا قلبي، ونهج البرده، وولد الهدى ورباعيات الخيام". وعلى درب عشق صوت أم كلثوم فإن الشيخ "طه الفشني" والذى بدأ حياته كمطرب، وشارك مع أم كلثوم وعبدالوهاب فى إحياء حفل زواج الملك فاروق، وكان فى وسعه أن يستمرفى الغناء لولا النزعة والتربية الدينية التى اكتسبها من أسرته المتدينة ودراسته فى الأزهر، فاتجه إلى القرآن الكريم والتواشيح الدينية، فقد اعترف أن حفظ أم كلثوم للقرآن فى طفولتها وأداءها للموشحات الدينية أكسب صوتها مرونة خاصة مثل قارئ القرآن، فأساليب تلاوة القرآن الكريم إذا ما قورنت بأساليب الغناء نجد أنها تتفق معها فى القواعد المتبعة فى التنفس ومخارج الحروف، وبسبب هذا أصبحت كوكب الشرق مدرسة غنائية سليمة.