تعود العديد من الناس على تناول المشروبات الساخنة، مثل القرفة والزنجبيل وشوربة العدس، فى فصل الشتاء، وبخاصة فى الأوقات التى تشتد فيها برودة الجو، وتتميز هذه المشروبات بأنها تبعث الدفء فى أجسامنا، وتساعد فى الوقاية من أمراض البرد والإنفلونزا وأمراض أخرى، حيث تعتبر من المشروبات الغنية بمضادات الأكسدة ومواد أخرى تساعد فى تنشيط المناعة ضد الفيروسات المسببة لهذه الأمراض، مما تفيد فى مقاومة بعض الأمراض البكتيرية والفطرية، وفى علاج أمراض أخرى، وتشهد المخطوطات الطبية لقدماء المصريين والصينيين واليونانيين بأنهم كانوا يستخدمون القرفة فى علاج الدوسنتاريا والإنفلونزا والدرن، وحديثا أجريت دراسات تفيد بأن القرفة تساعد فى توسيع الشرايين مما يؤدى إلى تدفئة الجسم، كما تساعد فى علاج النزلات الشعبية وأمراض البرد والإسهال وآلام البطن وسوء الهضم، وتفيد فى تسكين الألم وطرد الغازات من الجهاز الهضمي، ومن فوائد القرفة أنها تساعد فى إيقاف النزف الشديد الذى قد يحدث فى أثناء الحيض، وفي التغلب على متاعب سن انقطاع الطمث (سن اليأس)، وتتميز القرفة بأحتوائها على مضادات أكسدة ومواد أخرى تقاوم الفيروسات المسببة للبرد والإنفلونزا. ويجب الحذر من تناول القرفة فى أثناء الحمل والرضاعة وللأطفال صغار السن والمرضى الذين يشكون من قرحة فى الجهاز الهضمى ومتاعب البروستاتا. وتدل مخطوطات الطب الآسيوى على أن الزنجبيل قد ظهرت بعض فوائده منذ نحو 2500 سنة حيث استخدمته شعوب فى آسيا لإزالة المواد الضارة من الجسم، كما أستخدم كمضاد للغثيان وفاتح للشهية، ولقد أشير إلى استخدام الزنجبيل فى الطب الهندى والطب الفارسى. وحديثا دلت الدراسات على اكتشاف فوائد أخرى له، ومنها المساعدة فى علاج الحساسية والربو وعسر الهضم والقىء، وارتفاع نسبة الدهون والكولسترول فى الدم، كما يرفع الزنجبيل كفاءة خلايا المناعة فى قتل الفيروسات وعلاج أمراض البرد والانفلونزا، ويساعد فى تخفيف متاعب الحلق، ومن فوائده علاج التهاب المفاصل والألم والحمى والسعال والصداع وآلام الأسنان، وفى طرد الغازات من الجهاز الهضمى، والوقاية من النوبات القلبية، حيث يساعد فى زيادة سيولة الدم ومنع تكون الجلطات، وينصح بعدم تناول الزنجبيل مع الأدوية التى تزيد من سيولة الدم، مثل الأسبرين ومضادات الجلطة إلا بعد استشارة الطبيب، ومن الفوائد الجديدة التى أضيفت إلى استخدامات الزنجبيل فائدته فى منع الغثيان الذى تسببه بعض الأدوية الكيميائية المعالجة للسرطان، حيث يعتبر الغثيان عرضا من أعراضها الجانبية. وتتميز شوربة العدس بإحتوائها على نسب عالية من البروتينات والدهون والمواد الكربوهيدراتية والفيتامينات، وبخاصة فيتامين حمض الفوليك، كما يحتوى العدس على ألياف تقلل من فرصة الإصابة بمرض السكر، كما تفيد ألياف العدس مرضى السكر، حيث تساعد فى تخفيض مستوى سكر الدم، وتساعد العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة الموجودة فى العدس فى تنشيط خلايا المناعة ضد فيروسات البرد والإنفلونزا، كما تساعد المواد المضافة لشوربة العدس لإكسابها مذاقا متميزا، مثل الثوم والبصل والبهارات فى تنشيط المناعة، ويتميز الثوم والبصل بإحتوائهما على مواد كبريتية مثل مادة أليسين ALLICIN التى تساعد فى مقاومة البرد والإنفلونزا وبكتريا الدرن والإسهال، وبعض الفطريات المسببة للأمراض. ويساعد الثوم فى الوقاية من أمراض تجلط الدم التى تشكل خطرا على القلب والمخ، كما يفيد فى تخفيض ضغط الدم المرتفع عند استخدامه مع الأدوية المضادة لإرتفاع الضغط، ومن فوائد الثوم تخفيف متاعب قناتى الأنف والقنوات التنفسية الأخرى. د. عز الدين الدنشارى