إن تحفيظ جدول الضرب يعتبر مهانة لكل طفل مصري، ما القيمة الإضافية التى تعود على الطفل بحفظه لجدول الضرب؟ هذا ما قاله الدكتور رأفت رضوان رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الأسبق ،وأمين عام الإتحاد العربى لتكنولوجيا المعلومات خلال ندوة االتجديد فى الوسائط الثقافيةب التى أقيمت على هامش معرض القاهرة الدولى للكتاب،مؤكدا أن 23 ولاية فى أمريكا ألغت تحفيظ جدول الضرب للأطفال فى المدارس،وموضحا أن هناك ثقافة جديدة لعصر جديد فى عصر تطور السلطة إلى نمط ثورة المعلومات والمعرفة. وأضاف أن هناك 117 مليار بريد إليكترونى فى اليوم يقطع 60 ألف ميل، و معنى هذا سقوط ما يعرف بالفروق الزمنية، فالآن أصبح العالم مستيقظا لمدة 24 ساعة فى اليوم. زإننا أمام جيل جديد مبدع ،ولكننا نحط من قيمته،ومن أهم صفاته أنه يتصفح ولا يقرأ ،نشاطه قليل, ينام وقتما يشاء ،ويستيقظ وقتما يشاء ، ويعمل وقتما يريد ،جيل لا يسمع كثيرا ،لكنه يتأثر بالمشاهدة والممارسة . ويتساءل د. رضوان عن كيفية تثقيف هذا الجيل, خاصة أننا الآن أصبحنا أمام صراع ثقافى فى المقام الأول وطالب د. رضوان بعمل تكتل ثقافى عربى على مستوى مؤسسى ،وعلى مستوى المثقفين, ونوه إلى إحصائية حديثة تثبت أن ما يقرب من 3 مليارات شخص يستخدمون الإنترنت، 1.2 ملياريستخدمون الفيس بوك، وعدد محاولات البحث يوميا فى جوجل 12 مليار مرة، و600 ألف فيديو يرفع يوميا على اليوتيوب، ومثلها تويتات على موقع تويتر. ودعا إلى الاهتمام بالثقافة وتحليل متطلبات الجيل الجديد، قائلا إن الثقافة الجديدة ليست رأيا بل هى ثقافة تفاعلية ،وحرض على قصر الرسائل للوصول للقلب والآذان. وتطرق الدكتور خالد الغمرى أستاذ اللغويات الحاسوبية بكلية الألسن جامعة عين شمس والأستاذ الزائر بجامعة فلوريدا بالولايات المتحدةتإلى الحديث عن الإنترنت وبداياته وتأثيره سياسيا وفكريا ودينيا ،مقسما ظهوره إلى عدة موجات. الموجة الأولى منذ ظهور عصر الإنترنت: فى عام 1957 أطلق الإتحاد السوفيتى أول قمر صناعى فى العالم. وفى عام 1969 عرف العالم أول نسخة من الإنترنت فى وزارة الدفاع الأمريكية، وكان الهدف منها أمنيا. وفى عام 1971 تم ظهور أول رسالة بريد إلكتروني.وفى عام 1991 خرجت الإنترنت من الاستخدامات العسكريةإلى الاستخدامات المدنية. وفى عام 1995 رفعت وزارة الدفاع الأمريكية يدها عن الإنترنت. وفى عام 1998 عرف العالم محرك البحث جوجل وأنشأ مواقع للتصفح. وفى عام 1992 تونس كانت أول دولة عربية تستخدم الإنترنت. وفى عام 1993ت كانت مصر هى ثانى دولة عربية استخدمت الانترنت. فى عام 2003 عرف العالم أول شبكة تواصل اجتماعي. وفى عام 2005 خرج الفيس بوك فى جامعةت هارفورد من أمريكا للعالم. وفى عام 2006 ظهر موقعا التويتر للتغريدات ، واليوتيوب لتحميل الفيديوهات. وتساءل د. خالد ماذا فعل كل هذا وما هى آثاره؟ مؤكدا أن هناك قلقا من تأثير الإنترنت على الحياة بوجه عام . فمن الناحية الدينية ارتفعت نسبة الإلحاد فى العالم المتدين. كما أدت التكنولوجيا أيضاإلى عدم الاستقرار لأنها تبحث عن التجديد .والأخطر من ذلك ما حدث لمفهوم الدولة. فاحتكار الدولة لسلطة العنف تم القضاء عليها ، أما السلطة الناعمة للدولة وهى إنتاج المعلومات وتداولها فقد أصبح الإعلام البديل والإعلام الشعبى بديلا للإعلام التقليدي. وهو يرى أن ما حدث فى يناير 2011 ليس بداية ولكنه نتيجة واستكمال لما حدث فى 2008 وما ينتج عنه الآن من تأثيرات سياسية .ونوه إلى أن هذه هى التأثيرات الاجتماعية لمواقع التواصل ،لأن هذه الشبكات أعطت صوتا لمن لا صوت له.