اشتباكات..انفجارات ..قتلى.. جرحى.. لاجئين هكذا اصبح العالم الان يخيم عليه الحزن والقلق والعنف لقد صدق غاندى عندما قال العين بالعين تجعل كل العالم أعمى. أدرك غاندى أن بداية تحرير الهند من الاحتلال البريطانى هو تحرير الهنود أنفسهم من التفرقة الدينية، والاجتماعية، والطائفية المتعصبة ضد بعضهم البعض، فمن المعروف أن الديانة الهندوكية تقسم المجتمع الهندى إلى طوائف حيث يتربع على القمة طائفة (البراهما).. والبراهما هو إله الخلق والكون لذلك فهى طبقة عليا يمثلها رجال الدين والفكر.. و فى القاع، طائفة (التشودرا) وهم أصحاب المهن اليدوية المختلفة، ومن هذه الطائفة ، نشأت فئة (المنبوذين) التى تقوم بأحط الأعمال من وجهة نظر المجتمع الهندى مثل جمع القمامة، ولم جلود الحيوانات الميتة وذبحها.. وقد انعزل (المنبوذون) فى مكان مخصص لهم. لا يشربون إلا من بئر خاص، ولا يلمسون الآخرين، و طبقاً لنظام الطوائف لا يتم التزاوج بين طائفتين مختلفتين ولا يحق لإنسان تغيير طائفته إلى أن يموت . ثار غاندى على هذا الموروث الدينى ، وكانت بدايه الثورة عندما قام غاندى بتزويج رجل وامرأة ينتمى كل منهما إلى طائفتين مختلفتين بل من أكثر الطوائف بعداً طائفة (البراهما) قمة المجتمع الهندى وطائفة المنبوذين قاع المجتمع الهندى، وكانت هذه هى المرة الأولى فى تاريخ الديانة الهندوكية التى يحدث فيها هذا . بل و أطلق غاندى على المنبوذين اسم (هاريجان) أى أطفال الله قال غاندى : كيف نعترض على معاملة بريطانيا لنا على أننا منبوذون ونحن نعامل أهلنا نفس المعاملة ؟ لقد اعتقل غاندى عدة مرات ، وأضرب عن الطعام مرات كثيرة كما تعرض غاندي في حياته لستة محاولات لاغتياله، وقد لقي مصرعه في المحاولة السادسة، في 30 يناير 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ويدعى جوتسى ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي صريعا عن عمر يناهز 79 عاما. فقد آمن غاندى أن اللاعنف سياسة القوى المتحضر، المؤمن بقضيته.. أما سياسة العنف فهى تعبر عن التوحش، والعجز. فما احوجنا الآن الى غاندى . لمزيد من مقالات نيفين عماره