دأب معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ عام 2006 على استضافة دولة لتكون ضيف شرف لتعرض ثقافتها وفنونها لزوار المعرض. وتجسيدا للعلاقات المتميزة التي تربط بين مصر والسعودية في كافة المجالات، ومنها المجال الثقافي, وقع اختيار هيئة الكتاب - المنظمة للمعرض - على السعودية لتحل ضيف شرف على دورته السادسة والأربعين، والتى بدأت فى 28 يناير الحالى وتستمر حتى 12 فبراير المقبل، تحت عنوان «الثقافة والتجديد». ولم تكن هذه المرة الأولى التي تدعى فيها المملكة لتكون ضيف شرف المعرض . ورغم تميز المملكة منذ مشاركاتها الأولى ، إلا أن إطلالتها هذا العام ستكون أكثر تميزا. فماذا أعدت من برامج ثقافية وفنية وترفيهية؟ للتعرف على الخطوط العريضة لهذه المشاركة إلتقينا الدكتور خالد الوهيبى الملحق الثقافى بسفارة السعودية بالقاهرة فى هذا الحوار: تقام فعاليات هذه الدورة تحت عنوان «الثقافة والتجديد». كيف استلهم ضيف الشرف هذا العنوان؟ استطاعت وزارة التعليم العالي السعودية المشرفة على المشاركة في المعرض أن تستفيد من هذا الشعار في بلورة برنامجها الثقافي ، فهناك ندوات ومحاضرات مشتركة بين المثقفين المصريين والسعوديين لتجديد الثقافة والفكر, كذلك نضع الشعار على كل مطبوعاتنا المشاركة فى المعرض. ولماذا قامت الملحقية بتصميم شعار خاص ؟ وما هى مدلولاته ؟ نحن وضعنا شعارا خاصا بالمملكة كضيف شرف للتأكيد على عدة اعتبارات ومدلولات، فهو يتكون من كتاب مفتوح ليدل على الثقافة بكل أنواعها، والنخلة تدل على العطاء وهو تسمى (الأم) في لغة العرب لأنها تعطى أكثر مما تأخذ ، والجذع بذاته يعنى حمل لواء الثقافة، أما الألوان المتعددة في الفروع فهى دليل على تنوع مصادرالعطاء الثقافى ،لأن هذه المشاركة ليست للملحقية الثقافية السعودية أو لوزارة التعليم العالى فقط ، ولكنها مشاركة متعددة لجميع القطاعات السعودية سواء كانت حكومية أو خاصة. ما أهم ملامح البرنامج الثقافى للمملكة هذا العام ؟ البرنامج الثقافى يستمر لمدة عشرة أيام, حيث يبدأ في الثلاثين من يناير ويستمر حتى الثامن من فبراير،ويتضمن 12 محاضرة وندوة سواء فى القاعة الرئيسية لضيف الشرف أو بجناح المملكة. ولإثراء البرنامج الثقافي تم اختيار عدد من المثقفين المصريين للمشاركة مع إخوانهم السعوديين حسب تخصصاتهم فى فعاليات البرنامج ، ومن أهم ما يميز البرنامج الثقافى هذا العام هو الاجتماع الذي سيعقد بين المثقفين المصريين والسعوديين من خلال الصالون الثقافى الذى أعد خصيصا لذلك ،ويتضمن حوارا ثقافيا أدبيا مفتوحا ،ونعده لقاء تاريخيا يجمع بين كبار مثقفى ومفكرى البلدين . وما الجديد الذى تقدمه المملكة هذا العام كونها ضيف شرف ؟ سوف تختلف مشاركاتنا هذا العام من حيث الشكل والمضمون، فهناك جناحان أساسيان للمملكة الأول بقاعة الاستثمار على مساحة 150 مترا للعرض ،والثاني على مساحة أكثر من 3600 متر تم إعداده وتصميم ديكوراته بمشاركة من الملحقية الثقافية وبتوجيه ومبادرة من وزارة التعليم العالى، وسوف يعرض داخل الجناح أكثر من سبعين جهة مشاركة، بخلاف جناح وزارة التعليم العالى، وتسهيلا للزوار تم إدخال عناوين الكتب المشاركة فى الجناح،والتي تزيد على الأربعة آلاف عنوان ضمن قاعدة بيانات،وقد أعددنا صالة خاصة تحت مسمى »الصالون الثقافي »وهى مخصصة لاستقبال كبار الضيوف لإجراء الحوارات واللقاءات الصحفية،إلى جانب إعداد الاستراحات،وعمل إذاعات داخلية وشاشات عرض معلقة بقاعة الاستثمار لعرض الأفلام التسجيلية التراثية والثقافية للمملكة،وفى الجناح الرئيسى شاشات للبث المباشر لوقائع المحاضرات والندوات،بالإضافة إلى البث المباشر بقاعة ضيف الشرف.كما تم إعداد مركز إعلامي متخصص وربطه بالإنترنت لخدمة الصحفيين، وقاعة خاصة للدعم الفني الإلكتروني للبث المباشر. وهناك العديد من المفاجآت في انتظار زوار الجناح تشعرهم وكأنهم فى رحاب مكة والمدينة منها:وجود ماء زمزم،وتوزيع الهدايا والبوسترات المجسمة وبعض مطبوعات الوزارة،إهداءات خاصة للأطفال،إلى جانب توزيع المصاحف فكل عام يتم توزيع ما يقرب من 2000- 3000 مصحف،وبهذه المناسبة سنضاعف العدد إلى ثلاثة أضعاف بإذن الله، بالإضافة إلى الإهداءات التي ستقدم من المحاضرين للجمهور. ومن أهم ما يميز الجناح هذا العام وجود«نساج الكعبة» وهو الشخص الذى ينسج كسوة الكعبة المشرفة،ليتعرف الزوار عن قرب على كيفية نسج الخيوط الذهبية لنموذج لستار الكعبة. ما أبرز الجهات الحكومية المشاركة هذا العام ؟ هناك العديد من الجهات المشاركة منها وزارات التعليم العالي،والعدل والشئون الاجتماعية والثقافة والإعلام ، ومن الجامعات جامعة الملك خالد والدمام وأم القرى والجامعة الإسلامية والطائف والقصيم وجامعة الملك فيصل،ومن المكتبات مكتبة الملك فهد الوطنية والملك عبد العزيز،بالإضافة إلى دارة الملك عبد العزيز ومعهد الإدارة العامة وغيرها. ما حجم مشاركة المرأة السعودية؟ للمرأة السعودية مشاركة متميزة،سواء من خلال النشاط الثقافي،أو من خلال إبداعاتها الأدبية،أو مشاركاتها بدور نشر خاصة بها،بالإضافة إلى المؤلفات الصغيرات في جناح الطفل،وسوف تتم استضافة إحدى الأديبات السعوديات الحاصلة على جائزة الإبداع في التأليف، والتي حصلت على تصويت أكثر من سبعة ملايين صوت لإحدى رواياتها، لتوقع كتابها ضمن فعالية (توقيع الكتب) ،إلى جانب مشاركة جامعة الأميرة نورة،وهى خاصة بالطالبات اللاتي سنشاهد إبداعاتهن الفكرية والثقافية. هل خصصتم أنشطة للأطفال ؟ نعم هناك جناح خاص لمطبوعاتهم ومؤلفاتهم وأنشطتهم الترفيهية والتي أعدت خصيصا لهم،والجديد هو مؤلفات الأطفال الذين لديهم أفكار إبداعية. ما الرسالة التى تريد ان توجهها المملكة من خلال مشاركتها كضيف شرف لمعرض هذا العام ؟ أن المملكة العربية السعودية بلد يحب مصر وأرضها كما يحب المصريون السعودية وأرضها،ونتمنى أن تكون مشاركتنا فاعلة ونافعة ،و أن تؤتى ثمارها على كل الأصعدة. وحينما نقيم هذا المعرض في مصر فإننا نقيمه في بلدنا وهى نتيجة نستنتجها من ضيافة مصر للمملكة.فالمملكة منذ مشاركتها الأولى في هذا المعرض تعد من أكبر المشاركات،ففي العام الماضي ضم جناحنا أكثر من 70 دار نشر،بالإضافة إلى أن الكتب التي تصدر عن المملكة كتب قيمة. ما توقعاتك لمشاركة المملكة هذا العام ؟ يحظى جناح المملكة كل عام بزيارة أكبر عدد من زوار المعرض ،ونتوقع أن تتضاعف الأعداد هذا العام، ونتمنى أن تكون مشاركتنا كضيف شرف مشرفة وتليق بسمعة المملكة العربية السعودية، سواء من خلال الجناح والكتب المعروضة أو على مستوى النشاط الثقافي.