كتب: أشرف صادق يبقي الأقباط ورقة هامة في أي معادلة أو انتخابات مصرية وفي انتخابات الرئاسة القادمة, يبحث أي مرشح عن كيفية جمع أكبر عدد من أصوات الأقباط, فهي تضمن له خطوات تقدم حقيقية في سباق الجلوس علي كرسي رئيس مصر ما بعد ثورة يناير والذي يتنافس عليه عدد كبير من المرشحين من مختلف التيارات. قيادات الكنيسة فضلوا الصمت في هذه المرحلة لحين وضوح الرؤية وإعلان أسماء المرشحين في انتخابات الرئاسة ولكن الناشطين السياسيين الجدد من الأقباط والذين خرجوا من رحم ثورة يناير أعلنوا موقفهم من انتخابات الرئاسة وحددوا ملامح الرئيس الذي سيعطونه أصواتهم والذي يريدونه لمصر, القس فيلوباتير جميل كاهن كنيسة السيدة العذراء بالطوابق بالجيزة وأحد نشطاء اتحاد شباب ماسبيرو, قال: انه لا يمكن ان أميل الي أي مرشح محسوب علي النظام السابق أو محسوب علي التيارات الدينية المتشددة, فنحن نريد رئيسا مصريا لكل المصريين دون أي انتماءات تؤثر علي توجهاته, فمصر في هذه المرحلة تستحق رئيسا يحافظ علي كل المصريين وعلي الهوية المصرية المدنية, ويقدم مصر للعالم كنموذج حضاري حر متقدم ديمقراطي يحافظ علي كرامة وحرية كل مواطن علي أرض مصر. واتفق الكاتب والناشط الحقوقي القبطي كمال زاخر مع ما قاله القس فيلوباتير مؤكدا ضرورة ابعاد الانتماء الديني عن معركة الرئاسة القادمة, لأن اختيار الرئيس القادم لمصر أمر لا يحتمل قراءته علي أرضية دينية أو طائفية, لأنه سيرشحنا لدخول معركة خاسرة من البداية ولنا في تجارب الاستفتاء والانتخابات البرلمانية سوابق تحمل دلالات واضحة ان خيار الدخول في هذه المعارك خيار خاسر جدا ويأتي خصما من فرص تحقق الدولة المدنية, أما فيما يتعلق بالأقباط فشأنهم شأن بقية المواطنين المصريين متفقون مع الشريحة الأكبر التي تسعي لأن تكون مصر دولة مدنية ولكل المصريين ولذلك ليست لهم مطالب لكونهم أقباطا ولكن مطالبهم ان يأتي الرئيس من مربع التيار المدني الذي يري ان مصر لابد ان تحترم التنوع والتعدد, وبالتالي يخشون ان يأتي الرئيس من مربع التيارات المدنية الراديكالية المتطرفة التي تريد وتسعي لاختطاف مصر إلي ما قبل الدولة, وأنا متفائل فيما يخص مستقبل مصر لأن الرهان علي جيل الشباب, وهو مختلف تماما عن التناول التقليدي للأجيال السابقة وبالتالي النتائج ستختلف لصالح مصر الحديثة رغم كل ما تنتجه مرحلة الارتباك الحالية والتي تحمل مخاوف كثيرة ولكنها لن تدوم لاعتبارات حركة التاريخ. العبور بالاقتصاد المصري من مرحلة الخطر الي مرحلة الامان هو الأهم حسب وجهة نظر رامي كامل عضو اتحاد شباب ماسبيرو في ترجيح كفة أي من مرشحي انتخابات الرئاسة القادمة, وقال: رغم أنه من المبكر تحديد موقف الأقباط تجاه مرشحي الرئاسة فأنه من المؤكد أنهم يرفضون اختيار أي مرشح محسوب علي النظام السابق أو مرشح ينتمي للتيار الديني, فغالبية المصريين ومن ضمنهم الأقباط يريدون رئيسا مدنيا يؤمن بالحقوق والحريات العامة.