مع بدء زيارة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أمس إلي انقرة التي تعتبر حساسة بسبب وجود خلافات عميقة بشأن انضمام تركيا الي الاتحاد الاوروبي والملف الايراني. شن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هجوما علي المستشارة الألمانية لمواقفها تجاه تركيا. وأعرب أردوغان عن دهشته لمواقف ميركل من كل ما يخص تركيا قائلا إنه لا يفهم سبب كل هذه الكراهية. وردا علي أسئلة الصحفيين حول الخلافات التي تفجرت قبل أيام بسبب موقف ميركل من عضوية تركيا بالاتحاد الأوروبي ومطالبتها بمنحها مزايا تفضيلية بدلا عن العضوية ورفض مطلبه بفتح مدارس وجامعات للأتراك المقيمين في المانيا لأن الجيل الجديد لا يعرف لغة بلاده, قال أردوغان إنه علي المستشارة الألمانية أن تغير من مواقفها تجاه تركيا. وأعرب عن اعتقاده بأنه موقف غير محترم من جانب مستشارة ألمانيا ألا تقبل بفتح مدارس باللغة التركية في بلادها وتساءل إن كانت تركيا تمثل بالنسبة لميركل كبش فداء. وأوضح أردوغان أنه سيناقش الأمر مع ميركل خلال زيارتها لتركيا وسيعبر لها صراحة عن رأيه في موقفها, مشيرا إلي أن هناك عددا من المدارس الثانوية التي تدرس باللغة الألمانية في تركيا, ولم تشعر أنقرة بالقلق عندما طلب المسئولون الألمان إقامة جامعة ألمانية في اسطنبول وخصص لهم210 آلاف متر مربع من الأرض لتقام عليها الجامعة. يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه وزير الخارجية التركي أحمد اوغلو نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون عبر اتصال هاتفي بمنع الموافقة علي القانون المطروح أمام الكونجرس الأمريكي بإدانة تركيا بتورطها في مذابح الأرمن خلال الحرب العالمية الأولي قائلا أن هذا أمرخطير للغاية في مسار العلاقات التركية الأمريكية. من ناحية أخري, أكد نائب رئيس الوزراء وزير الدولة للشئون الاقتصادية التركي علي بابا جان أن التعديلات الدستورية المقترحة من جانب حزب العدالة والتنمية الحاكم تهدف في المقام الأول الي رفع معايير الديمقراطية وإصلاح النظام القضائي في البلاد. وقال بابا جان إن تركيا ليس بمقدورها أن توقف عملية الإصلاحات الجارية حاليا, محذرا من أن توقف هذه الإصلاحات سيؤدي الي انهيار الاقتصاد. وشدد بابا جان علي أهمية مناخ الثقة في البلاد موضحا أنه يجب النظر الي الاستقرار الاقتصادي في الأجل الطويل واشار الي نجاح سياسة الحكومة في التعامل مع التأثيرات السلبية للأزمة المالية العالمية.