أكد وزير الداخلية الفرنسى برنار كازانوف، أن فرنسا لا تستطيع منع التكفيريين الحاملين للجنسية الفرنسية من العودة إلى البلاد مجددا، بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. وفى خطاب لكازانوف، ردا على مقترحات الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى، بعد الاجتماع الاستشارى، الذى جمع وزراء الداخلية السابقين، أوضح أن تلك الاتفاقية تقضى بأنه لا يمكن منع أحد من دخول أراضى بلاده، حتى إن كان يحمل جنسية مزدوجة. وأضاف، أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تعاقب من يخالف هذا المبدأ، لكن الوزير الفرنسى تعهد برصد واعتقال كل الفرنسيين العائدين من الحروب التكفيرية خارج فرنسا. وفى الوقت نفسه، أعلن كازانوف، أنه بادر باتخاذ التدابير اللازمة لنزع الجنسية الفرنسية عن المدانين فى قضايا إرهاب، مؤكدا أن هذا الإجراء وارد بالفعل فى القانون الفرنسى. وكشف عن عدة إجراءات مزمعة، فى إطار قانون المخابرات الجديد، من بينها تزويد الأجهزة الأمنية بوسائل جديدة، وزيادة المعدات المتاحة لأفراد الأمن. وأشار إلى ضرورة مكافحة التطرف داخل السجون و الاتجار فى السلاح. وأكد مشاطرته وجهة نظر ساركوزى، الذى كان يشغل منصب وزير داخلية فرنسا فى الماضى، حول ضرورة تعزيز التعاون المخابراتى على المستوى الدولى، لا سيما مع دول المغرب العربى والشرق الأوسط. وألمح إلى ضرورة إجراء إصلاحات فى فضاء "شنجن"، الخاص بتأشيرة الدخول إلى الأراضى الأوروبية. وأوضح أنه تقدم بمبادرات، لتشديد المراقبة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبى. ومن جهة أخرى، نشرت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، أمس، استطلاعا للرأى، أظهر أن 42٪ من الفرنسيين يعارضون نشر رسوم مسيئة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بينما عبر 50٪ عن تأييدهم لبعض القيود على حرية التعبير بشبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعى. وفى المقابل، أعلن 57٪ موافقتهم على نشر الرسوم، رغم غضب المسلمين. وكشف الاستطلاع، الذى أجراه مركز "إى. اف. أو. بى"، عن أن 81٪ من الفرنسيين يؤيدون نزع الجنسية الفرنسية عن حاملى الجنسيات المزدوجة، الذين يثبت تورطهم فى جرائم إرهابية على الأراضى الفرنسية. وطالب 68٪ بحظر عودة الفرنسيين المشتبه فى مشاركتهم بالقتال فى المناطق التى تسيطر عليها جماعات تكفيرية، مثل سوريا، إلى الأراضى الفرنسية مجددا. ودعا 68٪، أيضا، من المشاركين فى الاستطلاع، لحظر سفر الفرنسيين المشتبه فى رغبتهم فى القتال بصفوف الجماعات التكفيرية. من جهة أخرى، عارض 57٪ مشاركة الجيش الفرنسى فى أية عمليات عسكرية فى بلدان، مثل ليبيا وسوريا واليمن. وعلى صعيد آخر، أعلن مكتب بلدية "جينفيلييه"، أمس، أن جثة شريف كواشى، المتورط فى الهجوم الإرهابى على مقر صحيفة "شارلى إبدو"، قد تم دفنها مساء أمس الأول فى منطقة "جينفيلييه"، خارج العاصمة باريس، حيث كان يعيش. وفى الوقت نفسه، أطلقت السلطات الفرنسية سراح ثلاثة من المشتبه بهم، الذين اعتقلتهم يوم الجمعة الماضية، فى إطار التحقيقات، بينما مددت فترة احتجاز 9 آخرين ل48 ساعة. ووسط موجة من الغضب تجتاح العالم الإسلامى، بسبب إعادة صحيفة "شارلى إبدو" نشر الرسوم المسيئة، دافع رئيس تحرير الصحيفة جيرار بيار عن الرسوم، قائلا، إنها تحمى حرية الدين. وأضاف، فى تصريحات لشبكة "إن. بى. سى" الإخبارية الأمريكية، أن الدين يجب ألا يتحول إلى جدل سياسى. وفى المقابل، اتهمت دائرة الإفتاء الأردنية، فى بيان لها أمس، صحيفة "شارلى إبدو" الفرنسية الساخرة ب"تأجيج الكراهية والفتنة فى العالم أجمع"، بعد نشرها رسوما مسيئة جديدة. وحملت الدائرة المسلمين جميعا مسئولية الدفاع عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال التحلى بأخلاقه القرآنية، وإبراز صورته الحسنة المشرقة الناصعة أمام العالم، والبعد عن العنف والإرهاب والقتل، الذى لا يؤدى إلا إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين.