«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع اقتراب إجازة نصف العام الدراسى
السياحة.. على قائمة «ترقب الوصول»
نشر في الأهرام اليومي يوم 16 - 01 - 2015

وسط أجواء من التفاؤل الحذر وطموحات لا حدود لها.. لا نزال نراهن على قدرة مصرنا على استعادة مكانتها اللائقة بين أكثر المناطق السياحية جذبا للسائح من مختلف بلدان العالم، ربما تستشهد بحضارة سبعة آلاف عام لن تمحوها بالقطع ثلاث سنوات عجاف كانت بمثابة كبوة تعثرت خلالها، وربما تستمد صمودها من أهراماتها ..نظرة تفاؤل يبثها أحدث تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
حيث أشار إلى زيادة قدرها حوالى 80 % فى أعداد السائحين من جميع دول العالم خلال أكتوبر 2014 مقارنة بنفس الشهر فى عام 2013 وإن كانت رؤية العاملين والمتخصصين فى القطاع تحمل الكثير من القلق والحذر والمشكلات التى يعانيها ,بقدر كبير من الإحساس بالمسئولية ،أيضا يقف المصريون على قلب رجل واحد فى محاولة جادة لإنعاش أهم مصادر الدخل القومى لديهم من خلال مبادرات منها :مصر فى قلوبنا واعرف بلدك .. وان كان الرهان الأكبر على ضرورة خفض الأسعار.

الخارجية.. أمل يتجدد
تحقيق - عصام الدين راضى:
تظل السياحة فى مصر أحد أهم مصادر الدخل القومى وأحد القطاعات المهمة التى تستوعب عددا كبيرا من العمالة المباشرة وغير المباشرة وتبقى السياحة "بوصلة" قياس تحسن أداء الاقتصاد المصرى أو تراجعه وخلال الفترة الماضية راهنت الحكومة كثيرا على أن تكون السياحة قاطرة التنمية وأن تكون سببا فى قيادة باقى القطاعات نحو أداء مستقر إلا ان رهان الحكومة لم يتجاوز الأمنيات حيث لم تقدم حلولا للمشاكل التى تواجه السياحة او العمل على دراسة كيفية الترويج الجيد وجذب السياح فى سوق يتسم بالمنافسة الشرسة ولا يعرف لغة الخواطر والعواطف فلم تقدم للسائح مايحتاجه من خدمات بداية من الطيران والمطاعم ونوعية الفنادق التى يحتاجها وأدوات الترفيه واعتبرت جميع السياح شريحة واحدة وأن هدفهم واحد وطموحاتهم فى قضاء أجازة مشتركة.
واذا كانت الحكومة راهنت على أن يكون بداية عام 2015 بداية التدفقات السياحية فالواقع يقول شيئا آخر وهو بقاء الوضع على ماهو عليه وأن التحسن لن يتحقق سوى فى نهاية العام وأن مصر تحتاج لغة مختلفة فى ملف الترويج السياحى.
فى البداية يرى الهامى الزيات رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية أن زيادة اعداد السياح لا يتحقق بالأمنيات والكلام المعسول فالسائح لا يعرف لغة المجاملة فهو يدفع أموالا مقابل خدمة واذا لم تتوافر الخدمة لن يأتى السائح الينا والتحديات معروفة وليست خافية على أحد ومنها ضرورة استكمال خريطة الطريق بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا حيث يمثلان اهمية كبرى للخريطة السياحية فى مصر ، مؤكداً أن معدل السياحة الاوروبية فى مصر تصل الى 40% ، ومعدل السياحة الروسية وحدها 30% والدول العربية 18% وهذه النسبة ليست طوال العام حيث تنشط فقط فى الفترة من بداية يوليو وحتى منتصف سبتمبر والنسبة المتبقية من باقى دول العالم .. وقد حققت السياحة على مستوى العالم مليارا و700 مليون دولار، وزار مصر العام قبل الماضى 8 ملايين سائح وارتفعت النسبة العام الماضى لتصبح 9 ملايين سائح وسيبدأ التحسن مع نهاية العام حيث يعتبر شهر أكتوبر بداية الموسم كما لا نستطيع أن نغفل أن حلول شهر رمضان الكريم خلال السنوات الخمس الأخيرة فى فصل الصيف كان له تأثير سلبى على السياحة خاصة السياحة العربية.
وطالب الزيات بضرورة اختراق وسائل الإعلام الغربية وعلى رأسها "social media " التى تشمل الفيسبوك وتويتر حيث توجد منافسة كبيرة مع الدول السياحية .. ومصر تنافس فقط بانخفاض الأسعار وليس الخدمات والبرامج واشار الى أننا فى الماضى كنا نعتمد على السياحة الثقافية وهى زيارة المقاصد الأثرية وكانت تمثل 60% وحاليا تراجعت حتى بلغت 3% بعد التطورات الكبيرة التى حدثت فى شرم الشيخ والغردقة .. فالسائح حاليا أصبح يفضل السياحة الترفيهية والتى أصبحت تمثل 60% من حجم السياحة الوافدة
وأضاف أن الأزمة الاقتصادية التى ضربت روسيا كان لها تاثيرا كبيرا على السياحة فى مصر كما اننا لابد ان نركز على السوق الأمريكية فى جذب السائح وربما يكون سوق غير كبير بالنسبة لنا ولكنه يقود الأسواق الأخرى فى التدفق السياحى الى مصر, وتلك هى مسئولية هيئة تنشيط السياحة وعليها بذل المزيد من الجهد لتحقيق أكبر استفادة من الميزانية المخصصة لها والعمل وفقا لخطة وليس باتباع ثقافة رد الفعل .. فنحن لا توجد لدينا استراتيجية على المدى الطويل , كما يجب أن تلعب المكاتب السياحية الخارجية دورا افضل مما تقوم به حاليا وأن تعى المتغيرات الأخيرة التى حدثت فى سوق السياحة العالمية .
ولفت رئيس اتحاد الغرف السياحية الى ان ماقام به الرئيس عبدالفتاح السيسى من جولات الى أوروبا والصين يسهم فى تحسن المعدلات السياحية الوافدة الى مصر حيث عقد اجتماعات مع كبرى الشركات السياحية وقام بتوقيع بروتوكولات ويجب على وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة استثمار ذلك جيدا
وشدد على ان وزارة السياحة لا تتحمل وحدها تراجع المعدلات السياحية , فهذه خطة حكومة يجب ان يتم دراستها جيدا والترويج لها كما ان السياحة ليست سائح فقط وانما مطارات وطائرات وبنية تحتية ووسائل مواصلات وطرق .
الحقيقة المرة
هالة الخطيب أمين عام غرفة الفنادق وعضو منظمة الفنادق العالمية ترى ان عام 2015 لن يشهد طفرة سياحية كما يحاول أن يروج البعض ولابد أن نعترف بالحقيقة المرة ,وذلك لأسباب عديدة منها ان السائح الذى يأتى الى زيارة مصر يحضر عن طريق طائرات الشارتر أو الرحلات المنتظمة والتى اصبحت محدودة للغاية وأسعارها مرتفعة كما أن الأسواق التى نستهدفها وهى الصين تذهب اليها طائرة واحدة فى الأسبوع فكيف يأتى السائح ؟أيضا شركات الشارتر قررت وقف رحلاتها الى القاهرة حتى عام 2015 بسبب ضعف الطلب ..والبديل أن يأتى السائح عن طريق رحلة عادية وتتجاوز أسعارها أسعار الرحلة نفسها ولهذا لن يسافر السائح بها..كما انه توجد أسواق تقليدية مثل فرنسا وايطاليا وروسيا واسواق اخرى جديدة ويتم التعامل معها بنفس الطريقة كما يتم التعامل مع السائح على أن قادم من طبقة اجتماعية واحدة وهذا خطأ كبير فهناك سائح مرتفع الأنفاق له متطلبات مختلفة عن السائح العادى مثل سياحة اليخوت ورياضة الجولف وغيرها من الخدمات المميزة كما لابد من دراسة كل سوق على حدة.
واشارت أمين عام غرفة الفنادق الى ان الفندق لا يعد منفذ الإنفاق الوحيد مثل الصناعات والمطاعم وهى للأسف ليست بالجودة المطلوبة، كما انه ليس من المهم زيادة أعداد السائحين بقدر العمل على زيادة الإنفاق فدبى على سبيل المثال تضع خطة لزيادة الإنفاق الى 300 دولار فى اليوم حتى عام 2016 أما نحن فمعدل الأنفاق لدينا لا يتجاوز 50 دولار فى اليوم ولا توجد خطة لزيادته كما تفعل الدول السياحية
وعن قدرة الفنادق على استيعاب أعداد سياحية متوقعة خلال الفترة المقبلة قالت إنه لابد أن نوازن بين العرض والطلب وهناك مناطق سياحية حدث بها تشبع من الفنادق وتضطر لخفض الأسعار وهناك مناطق أخرى تحتاج فنادق جديدة ولكن للأسف لا توجد لدينا خطة لذلك فكل وزارة تعمل بخطة منفصلة فنحن حتى الآن لا توجد لدينا لائحة معايير فى التعامل مع السائح حيث تشترط بعض الدول على موظفى الفنادق ضرورة الأبتسام فى وجه السائح قبل وصوله اليه ب10 خطوات ويعاقب من لا يتبع هذه اللائحة.
رؤية واضحة
من جانبه قال أسامة خيرى عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة ، إنه لابد من وجود رؤية واضحة واقعية للدولة حول تشجيع الاستثمارات تحقق عائدا اقتصاديا للمستثمر دون أن تمس المستثمر الحالى و مصر تمتلك نحو 426 ألف غرفة فندقية تعانى نقصاً فى الاشغالات، مشيراً إلى إن البلاد تحتاج إلى عمليات تنشيطية لجذب نحو 5 ملايين سائح إضافى بحلول 2020, وهناك ضرورة سرعة حل المشاكل مع المستثمرين سواء كان لهم حق أم مدانين لإنهاء المشاكل حتى لا تكون رسائل سلبية عن الوضع السياحى فى مصر.
وفيما يتعلق بالمشكلات التى يعانى منها القطاع السياحى فانه تأتى على رأسها القوانين التشريعية، مشيراً إلى أن القوانين الحالية تم وضعها فى الستينيات، وطالب بتثبيت القوانين فى حالة وضعها وعدم تطبيقها بأثر رجعي.. وكذلك مشكلة التأمينات، فقد تم توقيع اتفاقية مع وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية على العاملين بالقطاع مع إعطاء فترة سماح 5 سنوات إلا إننا فوجئنا بطلب الوزارة بسداد أقساط السداد بعد 6 أشهر وإلا سيتم الحجز على المنشأة السياحية.. و الضريبة العقارية تمثل مشكلة أيضا حيث يتم تقدير سعر متر الأراضى للمستثمر بأعلى من قيمتها الحقيقية مثلما حدث فى أحد الفنادق، كما يتم فرض رسوم على المراكب النيلية سواء المتحركة أو الراسية.. كما يعانى القطاع السياحى من قيام كل محافظة على حدة بمراجعة اللائحة التنفيذية لشركات السياحة والأنشطة التى تقوم بها وتحديد الأسعار واستصدار التراخيص دون اللجوء إلى هيئة تنشيط السياحة .. كذلك هناك مشكلة تجديد الأصول السياحية التى لم يحدث فيها أى تغيير منذ الأزمة المالية العالمية فى 2008''.
وأشار أسامة خيرى إلى أن جهاز تنمية سيناء يعد معوقا للتنمية السياحية، فلكى يتم التوقيع على محضر الجمعية العمومية فان الأمر بإستغرق نحو عام ونصف..وفى النهاية فلا شك أن تطوير البنية التحتية فى المحافظات السياحية ضرورة لخدمة القطاع السياحى مع إقامة برامج تدريبية للعاملين بالقطاع، لافتا إلى أن الغرف السياحية تستهدف تدريب 50 فى المائة من الخريجين لتكوين كوادر قادرة على النهوض بالقطاع السياحي.

.. والداخلية.. رهان يستحق

تحقيق - نيرمين قطب:
حينما يحل موسم الأجازات الطويلة يضع " عبد الحميد" الموظف بديوان احدى الوزارات، يداً على قلبه وأخرى على جيبه، فالمطلب المنتظر دائما هو السفر وتغيير الأجواء بعد انتهاء الامتحانات، ويكون التفكير فى السفر فى إجازة منتصف العام هو الأكثر صعوبة، حيث لا يمكنه التوجه إلى الأماكن المعتادة للمصايف كالإسكندرية أو بورسعيد ورأس البر.
والتى قد يجد فيها الموظف البسيط الإقامة المناسبة التى لا تتسبب فى خسائر مادية أو«سلفة» لا داعى لها.. ولكن بما أننا فى أواخر يناير، فمازال الشتاء هو المسيطر، وعليه أن يتحمل إما مصاريف الاتجاه إلى مكان أكثر دفئاً، أو يتحمل مرارة نظرات العتاب فى عيون أبنائه.
وبدأت رحلة البحث عن الرحلة المناسبة بالسعر المناسب، وكأن عبد الحميد قد بدأ البحث عن المستحيل الرابع، فالأسعار خيالية لا يتحملها ذوى الدخل المحدود ولا توجد شركات سياحية تقدم عروض رحلات بالتقسيط، ولا يستطيع أن يكلف نفسه عبء الاقتراض من أحد البنوك لينفق على رحلة ترفيهية فعندما بادر أبناؤه بالبحث على شبكة الانترنت للتعرف على عروض الأسعار المناسبة لأى رحلة كانت أقل التقديرات تتعدى 3000 جنيه! مما أثار تساؤلا لديه لماذا هذا الغلاء ونحن نطرق أبواب العام الرابع من الأزمات الاقتصادية المتتالية التى عاشتها مصر منذ عام 2011 وكان قطاع السياحة هو الخاسر الأكبر فيها ؟ فبعد تراجع أعداد السائحين بشكل كبير وكذلك حظر السفر إلى مصر من دول عديدة لماذا لم تنشط السياحة الداخلية خلال هذه الفترة بالرغم من كونها الأمل فى إنعاش هذا القطاع حتى يعاد تشغيل المنشآت التى أغلقت أبوابها وسرحت موظفيها لدرء الخسائر؟
قطار الشباب
ولكن ربما لم يصل إلى إسماع عبد الحميد المبادرات التى يطلقها عدد من الجهات الحكومية لتنشيط السياحة الداخلية خاصة فى موسم الأجازات، وهى وإن كانت مبادرات متميزة إلا انها لن تصل بأى حال من الأحوال إلى جميع المواطنين الذين ليس فى وسعهم تحمل نفقات السفر والترفيه.
ومن هذه المبادرات فكرة قطار الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة والتى يقبل عليها الشباب وفقاً لخيرى ارمية مدير عام البرامج بوزارة الشباب والرياضة فهذه الرحلات تهدف إلى تعرف الشباب على المعالم السياحية والأثرية للبلاد، وزيادة الانتماء الوطنى لديهم وتبادل الخبرات، وتشجيع السياحة الداخلية، والعمل على إنعاش الحركة الاقتصادية بكل من الأقصر وأسوان خاصة أن هذه الرحلة تمثل أطول الرحلات التى تنظمها الوزارة.. فخلال 6 أشهر من العام ينطلق قطار الشباب بواقع رحلة أسبوعية، بدء من 27 نوفمبر 2014 وحتى إلى 29 ابريل 2015 بواقع 22 رحلة ويخصص يوم الخميس من كل أسبوع ليحمل على متنه 516 شابا وفتاة فى المرحلة العمرية بين 18 و35 سنة، ليتجه من القاهرة إلى الأقصر وتتجه مجموعة أخرى إلى أسوان، ليبدأ برنامج الرحلة من يوم الجمعة وحتى يوم الأربعاء ثم تتبادل المجموعتان الأماكن بين الأقصر وأسوان..وتعد هذه الرحلة هى الأكثر تكلفة فى رحلات الوزارة حيث تدعمها بنحو 1000 جنيه للفرد الواحد فى حين أنها تقدمها ب200 جنية للفرد تشمل الانتقال و الإقامة فى مدن الشباب بالمحافظتين .
ويتقدم الشباب للمشاركة فى هذه الرحلات عن طريق مراكز الشباب ومديريات الشباب بالمحافظات، كما تحدد مواعيد أخرى لطلاب الجامعات، ويمكن للنقابات المشاركة بتقديم طلبات لوزارة الشباب.
أما الجمعيات الأهلية فيتم تخصيص أماكن لها عن طريق وزارة التضامن الاجتماعي، وفى فصل الصيف تقيم وزارة الشباب معسكرات فى المدن الساحلية وتكون فترة الرحلة اقل وكذلك التكلفة.
أما وزارة السياحة فقد أطلقت مبادرة «مصر فى قلوبنا» لتشجيع السياحة الداخلية ابتداء من ديسمبر الماضى لطرح برامج سياحية بأسعار مخفضة لتنشيط السياحة الثقافية لمدينتى الأقصر وأسوان وذلك بالتعاون المشترك مع شركة مصر للطيران والعديد من الفنادق والشركات السياحية العاملة فى مجال السياحة الداخلية، وزيادة الوعى السياحى لدى المواطن المصرى وشعوره بالانتماء.
سياحة داخلية
ووفقاً للدكتور عاطف عبد اللطيف الخبير السياحى وعضو مجلس إدارة جمعية مستثمرى مرسى علم فإن السياحة الداخلية لم تؤت ثمارها إلا العام الماضى فقط نظراً لتخوف المواطنين طيلة السنوات الثلاث الماضية من التنقل والسفر بسياراتهم الخاصة وكذلك تفضيلهم لتوفير أى فائض مادى لديهم تحسباً لتغير الأوضاع الاقتصادية.. وخلال العام الماضى وبعد التحسن الملحوظ فى الوضع الأمنى وتأمين الطرق شهدت بعض المدن المصرية إقبالا متوسطا من السياحة الداخلية مما ساهم فى إنعاش بعض المناطق التى تأثرت بشدة من غياب السياحة الوافدة ومنها شمال وجنوب سيناء وتحرك السائح المصرى أيضا إلى الغردقة والبحر الأحمر ومرسى علم.
وبحسب الخبير السياحى فإن النجاح فى زيادة معدلات السياحة الداخلية فى الفترة القادمة هو الأمل أمام شركات السياحة و المطاعم السياحية و البازارات التى عانت بشدة من غياب السائح الأجنبى بسبب الوضع الأمنى فى مصر و كذلك الظروف الاقتصادية العالمية التى تسببت فى غياب السائح الروسى الذى كان يمثل السائح رقم واحد فى كثير من المناطق، ومنها الغردقة، حيث أفلس العديد من شركات السياحة فى روسيا وأخرى قامت بإلغاء رحلاتها.. كما أنها يمكن أن تسهم فى رفع نسبة الاشغال فى الفنادق فى مواسم الأجازات فى مصر مثل أجازة منتصف العام لتعوضها عن الخسائر الناجمة التى لحقت بها فى المواسم الماضية .. فهناك مناطق مثل نويبع وطابا ودهب وسانت كاترين نسب الإشغال بها تتراوح بين 6٪ و12٪ بعد أن كانت تتعدى ال100٪ قبل ثلاث سنوات !! وحتى المدن التى شهدت إقبالا من السياحة الوافدة والسياحة الداخلية مثل شرم الشيخ فلم تتعد نسبة الأشغال بها 50٪ فى موسم الأجازات الماضية والأقصر وأسوان تتراوح ما بين 35٪ و40 ٪ فقط ! ولا يزال الأمل معقوداعلى المواسم السياحية المعروفة للسياحة الوافدة ومنها فترة الأعياد الكبيرة فى أوروبا من 20 مارس إلى 10 ابريل.
أما الحل من وجهة نظر الدكتور عاطف عبد اللطيف فيكمن فى ضرورة اتحاد شركات السياحة مع الفنادق وكذلك شركات الطيران لتقديم عروض أو ما يعرف بال«باكدج» أو الباقة للمواطن المصرى بأسعار تتناسب مع الظروف الاقتصادية، وهذه العروض لابد وأن تتضمن تذاكر الطيران التى تتسبب فى إعاقة الكثير من الرحلات نظرا لارتفاع تكاليفها بينما يفضل البعض الآخر القيام برحلة خارج مصر بنفس سعر تذكرة الطيران الداخلى على مصر للطيران فعلى سبيل المثال سعر تذكرة الطيران لمرسى علم 1600 جنيه ذهاب و عودة بينما يمكن الحصول على عروض من الانترنت لدبى بسعر 1400 جنيه للرحلة !! ويضيف لقد تحدثنا مرارا عن ضرورة توفير طائرات تخصص للرحلات الداخلية فقط وبنظام الباقات أو تقديم أسعار خاصة للمصريين أو للأسر، واقترحنا أيضا فكرة التاكسى الطائر بين المحافظات لتنشيط السياحة وبخاصة للمحافظات البعيدة التى تحتاج إلى ساعات سفر طويلة بحيث لا يكون العرض هو شراء تذكرة بسعر مخفض ولكن شراء رحلة بالكامل لمنطقة سياحية معينة شامل الإقامة والتنقل , ويرى أيضا انه لابد من التوسع فى إنشاء الفنادق الصغيرة والمخيمات لإقامة الشباب بحيث تكون ذات أسعار مناسبة لهم لتشجيع الرحلات الداخلية
ونفى عبد اللطيف ما يقال عن تفضيل شركات السياحة والفنادق للسائح الأجنبى قائلا أن ذلك غير صحيح بالمرة ,فالأسعار التى تقدم للسائح الأجنبى اقل بسبب العقود بين شركات السياحة والفنادق وهو ما يمكن أن نطلق عليه سعر الجملة وهو نظام يعرف "بالباك تو باك"؛ أى انها ترسل أفواج متتالية للفندق وبالتالى يقدم لها عرض أسعار جيد، وهو ما تحصل عليه أيضا بعض الشركات فى مصر للعاملين فيها مثل العروض التى تقدم للشركات والبنوك والنوادي.
مواقع التواصل
وكعادة الشباب الذى لا ينتظر اقتراحا من الحكومة أو مبادرة من وزارة فقد أطلقت عشرات المبادرات وعشرات الصفحات التى تهتم بالسياحة الداخلية والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعى واستطاع بعضها أن يجمع آلاف الشباب من جميع المحافظات و أن يتواصلوا معا لتصميم برامج سياحية بأسعار زهيدة وفى متناول الشباب لتنطلق الرحلات لأماكن باتت مهجورة سياحيا من جانب المصريين لسنوات عديدة مثل منطقة سانت كاترين وجبل موسى وكذلك النوبة ووفقاً للدكتور محمد النجار مدرس جامعى وصاحب مبادرة حملة تنشيط السياحة الداخلية على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك والتى تحظى بأكثر من 250 ألف مشترك فقد رصد هو وعشره من أصدقائه على الانترنت حجم المشاكل التى تواجه السياحة الخارجية بعد الثورة، فبعد قيامه برحلة إلى الأقصر وأسوان رصد حجم الخسائر التى تعانى منها تلك المناطق الأثرية، فكان قرارهم بضرورة المساهمة فى تنشيط السياحة الداخلية وبخاصة للأماكن السياحية غير المعروفة للمواطن المصرى كمنطقة النوبة والواحات والمحميات الطبيعية وبعض المحافظات التى تضم أثارا سياحية وثقافية ولكنها خارج الخريطة السياحية للمواطن المصرى ومنها محافظة المنيا، وبحسب النجار فإن الإقبال على هذه الرحلات كبير ومن مختلف المراحل العمرية فقوام الرحلة يكون 50 فرد لرحلات المبيت و200 فرد لرحلات اليوم الواحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.