فى إطار مساعينا للخروج عن المألوف والتقليدى والمكرر، وفى محاولة لابتكار أساليب جديدة وعلمية فى تقويم أداء المحليات لعام 2014، ومساعدة صناع القرار فى رؤية مشكلات المجتمع وقضاياه دون زيف أو تضليل، كوسيلة لقياس واستطلاع الرأى العام لتبصير القيادة السياسية والحكومة بنقاط الضعف والقوة فى عمل المحافظين والقيادات التنفيذية وبغرض التجويد والإصلاح وتحسين الأداء وترجمة التطلعات الشعبية. وتوجهنا بخطاب موحد إلى رؤساء الجامعات الإقليمية والتى يتجاوز عددها 22 جامعة منتشرة فى مختلف ربوع مصر بغرض التعاون والتنسيق لإنجاز هذا العمل وتكليف فرق علمية ، معتقدين بحماس وتفاؤل منقطع النظير أن هذا هو نفس توجه الجامعات التى تشكو من العزلة عن مجتمعها المحلى وتتباكى على تجاهل وسائل الإعلام لها، ويفترض أن تتطلع إلى ربط العلم بالتنمية وتحويل الشعارات إلى عمل على الأرض، لجأنا إلى مؤسسات الدولة العلمية، وبالفعل اتفقنا وقمنا بإجراء هذه التجربة فى أكثر من 22 محافظة، إلا أنه واثناء التجربة فوجئنا بنمط تفكير بيروقراطى بليد، أرجعناه إلى ترسانة قوانين مترهلة رجعية جامدة ينبغى تعديلها فورا، فهى للاسف ترى فى هذه التجربة وغيرها من التجارب الميدانية الاخرى التى تسعى لمعرفة الواقع على حقيقته، أنه عمل مخل بالأمن الاجتماعى ويثير الريبة والاضطراب وليس بحثا علميا وطنيا يشخص طبيعة ومشكلات وأمراض المجتمع كما هى، مفضلة إنجاز الأبحاث ووضعها على رفوف المكتبات بأغلفة مطلية بالذهب لتتباهى بها أمام الزوار، ثم إدخالها فى طى النسيان وكهوف الصمت إلى الأبد، وأمام إصرارنا ورغم كل المعوقات الروتينية سارت التجربة فى طريقها وكانت هذه نتائجها بدقة وحيادية متفردة . كشف استبيان قسم المحافظات ب"الأهرام" عن حالة شديدة من سخط المواطنين على المسئولين بالمنياوالشرقية فى الشرقية بعد شكاوى عدة من تدنى مستوى الأداء وفى إطار عدة إجراءات لدعم المنظومة الصحية بالمحافظة، أعلن الدكتور سعيد عبد العزيز، محافظ الشرقية، عن إعداد استمارات استبيان وتوزيعها على المواطنين لقياس الرأى بشأن المنظومة الصحية وتقييم مدى رضاهم عن مستوى الأداء بالمحافظة هذا الاسبوع، مشيرا إلى أنه فى الوقت نفسه سيتم إعداد تقرير دورى من مديرية الصحة لعرضه عليه شخصيا لمقارنته بقياس الرأى العام. جاء ذلك خلال اجتماعه ومديرى المستشفيات العامة و المركزية و النوعية بالمحافظة بحضور اللواء يعقوب حسن إمام السكرتير العام و الدكتور عصام عامر وكيل وزارة الصحة . و كشف المحافظ عن قيامه خلال الأيام المقبلة بعدة زيارات مفاجئة لجميع مستشفيات المحافظة للوقوف على مستوى الخدمة الطبية المقدمة للمرضى و للتأكد من التزام الأطباء وتواجدهم بالنوبتجيات داخل المستشفيات، وذلك بعد تلقيه عدة شكاوى من تغيب الأطباء، كما كلف الدكتور سعيد عبد العزيز محافظ الشرقية وكيل وزارة الصحة بتركيب كاميرات مراقبة داخل المستشفيات لمتابعة الأداء و لتحقيق الانضباط و رصد أى مخالفات داخل المستشفى والكشف عن العجز الصارخ ببعض التخصصات فى المستشفيات العامة، وقال محافظ الشرقية إنه سيمنح مديرى المستشفيات سلطات واسعة للتعاقد مع الإخصائيين و الإستشاريين من الجامعة لسد العجز ولتقديم خدمة طبية متميزة للمرضى والمترددين على المستشفيات، وطالب مديرى المستشفيات بتفعيل قرارات الوقف عن العمل فى حالة التراخى وعدم تواجد الطبيب بالمستشفى. وأضاف المحافظ أنه تقرر تكريم أفضل طبيب و ممرض وإدارى و عامل بالمستشفيات المركزية و العامة و النوعية بمنحهم شهادات تقدير وإعداد لوحة شرف تسجل عليها أسماؤهم ويتم تعليقها على باب كل مستشفى تحفيزا لهم و تشجيعا على العمل، مشيرا إلى أن معيار الاختيار الأول بناء على رضا المواطن عن الخدمة الطبية المقدمة، كما قرر المحافظ إعداد دورات تدريبية لجميع العاملين بالإدارات المالية بمديرية الصحة لتدريبهم على طرق العمل الحديثة و للقضاء على البيروقراطية فى العمل، مشيرا إلى أنه على الجميع خلال الفترة المقبلة تقديم أفضل مالديهم والمزيد من العمل و تحسين الأداء، وطالب مديرى المستشفيات المركزية بإتباع أسلوب الحزم و سياسة الثواب و العقاب فى العمل داخل المستشفى . كما وجه محافظ الشرقية خلال الاجتماع مع وكيل وزارة الصحة بالتنسيق الكامل بين مديرى المستشفيات والمديرية لسد العجز فى التخصصات الطبية للنهوض بالمنظومة الصحية وإعداد خريطة لقطاع الصحة بالشرقية، موضحا فيها عدد الأطباء والتخصصات الطبية والتمريض والعاملين والإداريين بكل مستشفى ووحدة صحية مع تقسيم القطاع الصحى إلى " 4" قطاعات صحية، على أن تعقد اجتماعات تنسيقية كل أسبوع للوقوف على المشكلات والاحتياجات ونقص التخصصات بهدف تقديم خدمة طبية متميزة للمرضى، لافتا إلى أنه تتم تداول رئاسة الجلسات بين مديرى المستشفيات بكل قطاع، لافتا إلى أنه سيتم تكريم أفضل مجموعة تعاون بين القطاعات الأربعة. وفى متابعة إضافية لنتائج استبيان المنيا الذى نشرنا جزءا منه قبل يومين، توصلنا إلى أن المواطنين قد صنفوا معاناتهم فى تلقى الخدمات بحسب القطاعات المختلفة التى تقدمها، فمثلا رأت النسبة الأكبر أن أكثر تلك القطاعات شكلت معاناة لهم، هى الكهرباء، فيما تلاها فى السوء قطاع الصحة وانعدام فرص العمل، ثم الامن و النقل والمواصلات وجاء الاسكان والتخطيط العمرانى و رغيف الخبز فى مرتبة متأخرة، إلى جانب سوء التعليم ومراكز الشباب والرياضة، ثم الخدمات المصرفية وانابيب البوتاجاز فى النهاية . بينما أكد المواطنون ضعف إقدامهم على تقديم الشكاوى من سوء الخدمات، وأن القلة التى قدمت شكاوى بالفعل، والتى لم تتجاوز نسبة ال 25 ٪ تمت الاستجابة الفعلية لشكاويهم بنسبة لم تتعد ال 11 ٪ من إجمالى المتقدمين بشكاوى، فى حين أكد الذين لم يقدموا على تقديم شكاوى بمشكلاتهم، أن السبب وراء ذلك يأتى فى المقدمة عدم وجود قنوات اتصال مع الجهة المختصة، تلاها عدم الاهتمام بالمواطن العادى الذين لا يدخلون ضمن شلة المحسوبية، ثم جاء بعدها الاعتقاد المسبق بعدم وجود استجابة حقيقية من المسئولين. وفى الوقت نفسه أجاب 91 ٪ من المواطنين الذين خضعوا للعينة بأنهم غير راضين عن أداء رؤساء المدن والمراكز والوحدات المحلية بالقرى، مؤكدين أنهم لم يقوموا بأداء الدور المنوط بهم خلال عام 2014، فيما أرجعوا أسباب هذا القصور إلى عدم وجود ادارة وتخطيط اقتصادى جيد، ثم ضعف الموارد التمويلة والاعتمادات، وعدم وجود تواصل بين الادارة والمواطنين، وكذلك عدم فاعلية تطبيق القوانين واللوائح ، وايضا عدم تقديم دراسة جدوى من قبل المختصين والخبراء بالمحافظة، والترفع عن النزول لارض الواقع، فيما اعتبر 93 ٪ من إجمالى الخاضعين للعينة، أنه لا يوجد عرض كاف لاحتياجات المحافظة من قبل مسئوليها والمختصين بالمحافظة، ومن ناحية اعتبر 91 ٪ منهم أنه لا توجد كفاءة فى توزيع المحافظة للمخصصات المالية لمشروعات الخدمات المخصصة لها من الموازنة العامة، فيما اعتبر 25 ٪ منهم أن الجامعة فى المحافظة لاتقوم بدورها فى خدمه المجتمع المحلى والإسهام فى معالجة مشكلات المحافظة، بينما رأى 18 ٪ منهم أنها تقوم بدورها، وفى الوقت نفسه رأى 57 ٪ منهم أن الجامعة تقوم بدورها أحيانا.