كشف محققو الأممالمتحدة فى تقرير لهم أمس، عن مقتل 353 مدنيا وإصابة 250 بجروح فى هجومين للمتمردين بجنوب السودان فى أبريل الماضى، بينهم أشخاص لجأوا إلى مسجد ومستشفى وقاعدة تابعة للمنظمة الدولية. وليس هناك حصيلة إجمالية بعد للحرب بهذه المنطقة رغم ان مجموعة الازمات الدولية تقدرها ب 50 ألف قتيل على الأقل. ووصف تقرير الأممالمتحدة بالتفصيل للمرة الأولى حادثين ألقيا الضوء على سلسلة خطيرة من التجاوزات والفظاعات والمجازر التى ارتكبت خلال الحرب الأهلية فى أحدث دولة فى العالم، وأشارت الأممالمتحدة أيضا إلى أنه وبعد 9 أشهر تقريبا على وقوع هذه الأحداث لم تتم محاسبة أى من مرتكبيها. ففى هجوم وقع فى منتصف أبريل ببلدة بنتيو الغنية بالنفط شمال البلاد، كشف محققو الأممالمتحدة عن أن مقاتلين يدعمون رياك مشار، زعيم المتمردين فى جنوب السودان، قاموا بقتل 287 مدنيا على الأقل لجأوا إلى مسجد وبينهم الكثير مع عائلاتهم من منطقة دارفور المجاورة، وفى وقت لاحق من ذلك اليوم قتل 19 مدنيا فى مستشفى المدينة. وجاء فى التقرير، الواقع فى 33 صفحة، أن الضحايا تم استهدافهم بشكل متعمد على أساس جنسيتهم أو دعمهم لأحد طرفى النزاع، وبعد ذلك بيومين فى بلدة بور (شرقا) دخلت عصابة مسلحة إلى قاعدة للأمم المتحدة لجأ إليها مئات المدنيين طلبا للحماية، وبدأت فى القتل والنهب والخطف، مضيفا أن الهجوم خلف 47 قتيلا على الأقل، ويرجح أنه تم التخطيط له مسبقا. يذكر أن النزاع اندلع بجنوب السودان فى ديسمبر 2013 حين اتهم الرئيس سيلفاكير نائبه المقال رياك مشار بمحاولة انقلاب، و أطلق القتال فى العاصمة جوبا دوامة من مجازر انتقامية فى مختلف أنحاء البلاد.