، الذى لا يستطيع أحد أن يراه ويمكنه التجسس على أهداف لدى العدو، هو آخر ما فكر فيه العلماء الأمريكيون، والذين يتوقعون أن يتحول اختراعه إلى حقيقة وليس مجرد خيال، مثلما كان كثير من الحقائق الموجودة الآن، مجرد خيال قدمته أفلام السينما منذ أكثر من 70 سنة، ولم يكن المشاهدون وقتها يتوقعون أن تتحول إلى واقع فى يوم من الأيام. ظهر ذلك فى أفلام قديمة عن هبوط الإنسان على سطح القمر، وتصوير سفن فضاء تسافر إلى الكواكب البعيدة، ويستخدم ركابها التليفون المحمول، الذى لم يكن قد اخترع فى ذلك الوقت، ومتحدثون تفصل بينهم مسافات بعيدة يرون بعضهم على شاشات التليفون. لكن آخر ما قدمته السينما ولم تتحول إلى واقع حتى الآن، هو الفيلم الذى صور المدن الجديدة وبها أرصفة متحركة توفر على المشاة السير أو ركوب السيارات، وسيارة تصل إلى أهدافها باستخدام الكمبيوتر، وفنادق ومنتجعات تحت الماء. الجيش الأمريكى بدأ تطوير نوعيات من أدوات أشبه بالحشرات الصغيرة، يتم التحكم فيها مثل الروبوت، للقيام بمهام استطلاعية، وفى الوقت نفسه تجرى البحرية الأمريكية أبحاثا علمية، موضوعها تحسين القدرة التجسسية، واختراع آلة دقيقة الحجم للغاية، وتطير بنفس نظام الطائرة بدون طيار، ويتم إلقاؤها فى الماء لتسبح مثل سمكة التونة، وهو الوصف الذى يطلقونه عليها، بعد أن قاموا بدراسة دقيقة لحركة سمكة التونة. ويقول مايكل روفو، رئيس شركة للصناعات الهندسية فى ولاية بوسطنالأمريكية، ويشارك فى الأبحاث مع البحرية الأمريكية، إن هذا الاختراع يسبح فى الماء مثل سمكة تحرك ذيلها إلى الأمام وإلى الخلف، وأن هذا الجاسوس الإلكترونى، والذى يطلق عليه "الشبح"، سيضمن للقوات البحرية نجاح مهماتها التجسسية بالشكل الذى يحول دون تعرض البحارة والغواصين للمخاطر إذا اكتشفهم العدو. بعض المتابعين لهذه التجارب قالوا، إن هذه السمكة تشبه سمكة القرش أكثر من تشبيهها بسمكة التونة، وإن طولها خمسة أقدام ووزنها 45 كيلو جراما، وتستطيع الغوص إلى عمق 90 مترا تحت سطح البحر. وتم إجراء اختبارات عليها فى شهر ديسمبر 2014، فى قاعدة بحرية فى ولاية فريجينيا الأمريكية. وذكرت صحيفة التايمز البريطانية، أن علماء الجيش كشفوا أنهم بجانب هذا الاختراع العلمى المهم قد اخترعوا أيضا طائرا معدنيا بجناحين طول كل جناح منهما من 3 إلى 5 سنتيمترات، كما أن دون بولكافيتش، الذى قاد فريق الباحثين فى معهد الأبحاث التابع للجيش فى ولاية ميرلاند الأمريكية، قال، نعلم أن هذا الاختراع لديه قدرة على الطيران، فالأجنحة مصنوعة من مادة يمكنها توليد طاقة كهربائية بحسابات علمية معينة، وأن الفريق العلمى صمم موتورات تطير بأسرع من الصوت لا يزيد حجمها على 3 ملليمتر، بالإضافة إلى عدد كبير من الأرجل الروبوتية. وذكر دكتور بولكافيتش فى دراسة نشرها على الموقع الرسمى للجيش الأمريكى، أن صنع الأرجل والأجنحة قد يستغرق من 10 إلى 15 سنة من الأبحاث، وذلك لإنتاج أدوات تتحرك مثل الروبوت بشكل كامل، وأن المشكلة الحالية هى كيفية التأكد من قدرة الطائر الصغير على المحافظة على استقراره وتوازنه فى أثناء الطيران، إذا ما فوجىء بهبوب رياح قوية فى أثناء الطيران. ويشارك الفريق الذى يعمل مع بولكافيتش مجموعة من الأكاديميين والمختصين بالأبحاث فى مجالات الصناعة، وكانت التجارب الأولية للسمكة قد أجريت من أجل الحصول على معلومات عن الرياح وتيارات الماء فى البحر، والأحوال الجوية، وكما تقول البحرية الأمريكية فإن هذا الروبوت سيكون قادرا على أداء مهمته طوال فترة زمنية ممتدة. بعض المتابعين لهذه التجارب اعتبروها تطورا هائلا فى مجال الجاسوسية، يسمح باختراق مواقع العدو، والحصول على معلومات قد يصعب الوصول إليها عن طريق الجاسوس الإنسان، أو حتى عن طريق الأقمار الصناعية، لكن هذه التجارب كشفت عن أن الباب لن يكون مغلقا أمام دول أخرى، ولن يكون احتكارا للولايات المتحدة، لأنه سيطلق حماس دول أخرى متقدمة مثل الصين وروسيا على سبيل المثال، للدخول فى المنافسة على اختراع الجاسوس الشبح، وربما يصل علماء هذه الدول إلى أشكال أخرى مبتكرة، لم يفكر فيها العلماء الأمريكيون حتى الآن.