شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، والذى نظمته وزارة الأوقاف بمركز الأزهر الدولى للمؤتمرات. حضر الاحتفال رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وشيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ومفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ووزير الدفاع الفريق صدقى صبحي، وعدد من الوزراء والمحافظين وقيادات الأزهر والأوقاف والكنائس وسفراء بعض الدول العربية والإسلامية ورؤساء بعض الأحزاب ورموز العمل الوطني. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة بأن الرئيس السيسى ألقى كلمة إلى الشعب و الأمة الإسلامية والعربية بالمناسبتين الكريمتين ميلاد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، والعام الميلادى الجديد . وحمل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأزهر الشريف إماما ودعاة مسئولية تجديد الخطاب الدينى والدعوة بالحسنى وتصحيح الأفكار والمفاهيم التى ليست من ثوابت الدين، مطالبا بثورة أخلاقية جادة تنطبق فيها السلوكيات مع المعتقدات لتصحيح المفاهيم الخاطئة. وقال موجها خطابه للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إنه والدعاة مسئولون أمام الله عن تجديد الخطاب الدينى وتصحيح صورة الإسلام، وأضاف مخاطبا علماء الأزهر والأوقاف: والله لأحاججكم يوم القيامة، فقد أخليت ذمتى أمام الله، لأنه لا يمكن أن يكون هناك دين يتصادم مع الدنيا كلها، فالمشكلة ليست فى الدين، ولكن فى الفكر، وهذا يتطلب دورا كبيرا من علماء الأزهر والأوقاف. وطالب الرئيس الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء بسرعة الانتهاء من عناصر الخطاب الديني، الذى يصحح المفاهيم، وأن يكون هذا التجديد واعيا ويحفظ قيم الإسلام ويقضى على الاستقطاب الطائفى والمذهبى ويعالج التطرف والتشدد، موضحا أننا فى حاجة لثورة وتجديد فى الخطاب الديني، وأن يكون هذا الخطاب متناغما مع عصره، ولابد أن نتوقف أمام الحالة الموجودة حاليا، وضرورة تصحيح هذا الفكر، فالمشكلة ليست فى الدين ولكن فى هذا الفكر . وأكد أن سمعة المسلمين تأثرت بما يحدث من عنف وانه لا يمكن لمليار وربع المليار مسلم التغلب على 6 مليارات، بل يجب أن نراجع مفاهيمنا نحن. وطالب الرئيس السيسى بالتخلق بأخلاق الرسول وإعمال سنته والتعايش مع الآخر، موجها التحية للمسلمين بمناسبة مولد الرسول، وللأقباط بمناسبة أعياد الميلاد، مؤكدا أن الإرهاب لم ينتشر إلا فى ظل تفرق الأمة حتى علقت بها أعمال العنف أمام العالم وأثرت على سمعتها. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أننا فى حاجة لأن نتأسى بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فى المثابرة والاجتهاد وإتقان العمل على أكمل وجه، ونحن ننفذ المشروعات الوطنية، والاعتماد على سواعدنا فى بناء مصر الجديدة، فهذا يعد تطبيقا لتوجيهات الرسول الكريم والذى قال» إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» . وأوضح الرئيس أن الرسول الكريم دعا لمكارم الأخلاق ولابد أن نقتدى بالرسول، لكن ما نشهده من مظاهر سلبية وفوضي، يتنافى مع أخلاق الرسول ، ونحن فى حاجة إلى ثورة ضمير وثورة أخلاق، فالإسلام لا يقتصر على العبادات وحدها، موضحا أن الإسلام يرفض العنف والإرهاب وهذه الحوادث الإرهابية لا يمكن أن يقرها الرسول الكريم، لأنه عظم من حرمة النفس الإنسانية، لكن البعض أخطا فى فهم الإسلام وهجر وسطيته واستحل حرمة الدماء واستبدل بتعاليم الرسول الكريم أفكارا متطرفة ونسوا أن ديننا هو دين الرحمة . وأكد الرئيس أن الدولة لن تألو جهدا فى مساندة الدعاة وتوفير المناخ المناسب لهم، ليؤدوا دورهم فى نشر الخطاب الوسطى المعتدل، مشيرا إلى أن الاحتفال بالمولد النبوى يأتى متزامنا مع العام الميلادى الجديد، وفى هذه المناسبة نهنئ الأخوة المسيحيين، فهذه المناسبة تجعلنا نتعلم كيف كان يتعامل الرسول الكريم مع أصحاب الديانات الأخري. وطالب المصريين جميعا بالعمل على محبة بعضهم مسلمين وأقباطا والعمل بإتقان وصدق وأمانة وتقليد الآخرين فى تجويد العمل، مثل الألمان الذين ذاع صيتهم بجودة صناعتهم. المكرمون أهدى وزير الأوقاف، لرئيس الجمهورية موسوعة أعمال المؤتمر الأخير للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والذى دار حول خطورة التكفير والفتوى بدون علم، وألقى وزير الأوقاف بعض أبيات من قصيدة شعرية لأحمد شوقى يمتدح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم. وكرم الرئيس عددا من العلماء، بمنحهم وسام الجمهورية، وهم: الدكاترة على جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعبد الحى عزب رئيس جامعة الأزهر، وعبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والسيد محمود الشريف نقيب الأشراف، والشيخ أحمد ترك مدير عام بحوث الدعوة بالأوقاف، والشيخ محمد عجمى وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، والشيخ صالح السقطى مدير مديرية أوقاف قنا الأسبق، والشيخ عيسى مقلد مدير مديرية القليوبية الأسبق .