شهدت الفترة الأخيرة عودة قوية للإعلام القومي ليلعب دوره الريادى فى التنوير والتثقيف، والتعبير عن مختلف آراء واتجاهات الرأى العام فى إطار المصالح العليا للوطن. وناقش اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسى برؤساء مجالس إدارات الصحف القومية مؤخرا وضع خارطة طريق لإعادة بناء تلك المؤسسات والقضاء تماما على كل ما يعوق قدرتها على القيام بدورها فى دعم جهود البناء فى الدولة وأداء رسالها الوطنية، ويأتى الملف الاقتصادى على رأس ما تم بحثه فى هذا اللقاء وتضمنته بنود تلك الخارطة، التأكيد على إعادة صياغة خطط تنظيم العمل داخل المؤسسات وإدارة الأصول والتعامل مع الديون وتفعيل الموارد .البشرية ومضاعفة الاستفادة من قدرتها. وفى هذا الإطار، قال صلاح عيسى الأمين العام المجلس الاعلى للصحافة إن اللقاء جاء بعد إعداد دراسة عن اوضاع المؤسسات تم مناقشتها فى الاجتماع فى حضور رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية وأعضاء هيئة مكتب المجلس الاعلى للصحافة و نقيب الصحفيين, و أكد الرئيس على اهمية دور المؤسسات القومية الصحفية و العمل على دعمها حتى لاتتعثر أو تسقط إلى جانب البحث عن حلول من اجل إعادة تنظيم العمل بتلك المؤسسات لتتمكن من استعادة عافيتها فى إطار ما طرحتة الحكومة من ضرورة اعادة النظر فى ادارة الاصول التى تمتلكها تللك المؤسسات و التى يمكن ان تساهم بشكل كبير فى تحسين مراكزها المالية. وقال عيسى ان اجتماعا آخر جرى عقب ذلك مع رئيس الحكومة و وزير المالية فى حضور أعضاء المجلس ونقيب الصحفيين تم خلاله إعطاء تعليمات مباشرة لعدد من أجهزة الدولة لتكف عن مطالبة المؤسسات الصحفية بمديونياتها لفترة معينة حتى تتمكن المؤسسات من الوفاء بتللك الالتزامات بطريقة لا تؤثر سلبيا على مراكزها المالية خاصة أن المديونيات التى تطالب بها بعض أجهزة الدولة المؤسسات وصلت إلى 8 مليارات جنيه و يتم المطالبة بسدادها فى آن واحد و هوما لا تستطيع المؤسسات الصحفية القومية الوفاء بها.
وفى ندوة بالأهرام تناول رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية سبل دعم الإعلام القومى ليستمر في القيام بدوره الريادى. فى البداية استهل الاستاذ محمد عبد الهادى عللام رئيس تحرير الاهرام اللقاء مرحبا بالضيوف ثم اشار سريعا الى ان الصحافة المصرية أثبتت خلال الفترة الماضية أنها ليس ذات صبغة أو منحازة لفئة بعينها وأنها قادرة على التعبير على مختلف الآراء وأتاحت الفرصة لجميع فئات المجتمع للتعبير عن آرائها وهو توجه واضح لدى رؤساء الصحف القومية ورؤساء التحرير التى أحدثت عمليات إصلاح حقيقى للمؤسسات الخاصة بها، سواء المالى أو التحريرى بالرغم من أخطاء الماضي، مع اعترافنا بأن البعض كان مكبلا طوال ال 30 عاما الماضية، و بالتأكيد هذا ليس مبررا للهجوم على الصحافة القومية فنحن ليس فى مجال مقارنات أو مزايدات. وقال سيد هلال رئيس مجلس إدارة الشركة القومية للتوزيع إن الصحافة القومية مرت بمراحل كثيرة خاصة بعد عام 2011، زادت الضغوط عليها خاصة بعد صدور الدستور الجديد، فالمواد المتعلقة بالصحافة وهى 211 و212 و213 طرحت عدة تساؤلات. ويضيف لقد تعرضت المؤسسات لخسائر كثيرة بعد حل مجلس الشورى لان وجود مجلس الشورى فى عصر ماقبل الثورة حقق لها ايرادات بالاضافة الى دوره فى التغاضى عن الكثير من المديونيات. وأضاف هلال، بعد الثورة أصبحنا نعانى من الديون والقروض، فالنسبة للتأمينات مثلا هناك 4 مؤسسات قومية مدينة بمليار ونصف المليار من أصل دين 350 مليونا. وأكد أن أمل الإصلاح موجود، ولكن اليوم نحن نتحدث عن غابة من التشريعات فلدينا قانون 3 الخاص بمدينة الانتاج الإعلامى و 8الخاص بالاستثمار وقانون 12 وقانون 47 للعاملين بالدولة وقانون 96 المنظم لمهنة الصحافة فالاعلام هو المهنة الوحيدة التى تخضع لكمية كبيرة من القوانين والتشريعات المباشرة وغير مباشرة ولذلك لابد من دراسة هذه التشريعات وتنقيتها. وقال سيد هلال، إنه «فى عرف القانون الأمريكى أى منشأة تستمر لمدة 10 سنوات تعتبر ناجحة و تبتعد عن التصفية ، هنا يوجد مؤسسات عمرها 20 سنة و50 سنة، إذا هى قابلة للنجاح والاستمرار ومعمرة، و تمتلك اسس الاستمرار». وتابع هلال، «الدولة القوية تمتلك اعلاما قويا، والاعلام القوى ينتج دولة قوية هناك علاقة تبادلية، ولابد من وضع تعريف للاعلام الحكومى، فالدولة تعبترها منشآت اقتصادية ولكن التعريف الحقيقى هو منشآت خدمية لاتسعى إلى الربح، فالإعلام الحكومى فى العالم لا يسعى إلى الربح». ويقول عبدالصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف «نحن بدأنا فى إعادة الهيكلة، وأنا سددت الديون المستحقة وسدد الديون الخاصة بالموردين ولكن تظل مشكلة واحدة وهى الديون السيادية وهى ديون لن يستطيع احد تسديدها، لاننا مكبلين ب30 سنة ماضية، فالقروض حصلت عليها ادارات سابقة، والأرباح كل عام لاتاتى بمكسب والفوائد تزداد فى العام الواحد 25 مليون جنيه ومستحيل ان تربح هذا المبلغ فى العام فكيف نسدد؟». وأشار إلى أنه لابد من تشريعات، بالنسبة للديون السيادية خاصة أن الإعلانات بعد الثورة قلت جدا، ولابد من ادارة جيدة للاصول الثابتة، وحل المشاكل الخاصة بالاصول الثابتة فمؤسستى مثلا لديها أصل ثابت بالقطامية قامت محافظة القاهرة بسحبه وهو 8 آلاف متر رغم اننا دفعنا الاقساط والآن يدور نزاع قضائى بين المؤسسة و المحافظة هل هذا يعقل!!. وأضاف الشوربجى أن «فقر العامل البشرى بالمؤسسات القومية ام يجب الإشارة اليه، فالمحسوبية والواسطة امر يجب الانتباه اليه ، فاذا بحثت بين 1300 عامل على مدير جيد لن تجد، كما اننا لدينا الكثير من الاصدارات لا نحتاج اليها، وبالتالى اجدنى مكبل بالاعباء». وقال الشوربجى، ان "المرتبات ايضا تضاعفت وهذا ناتج عن خلل على مدار سنوات كثيرة، مؤكدا تحمل مسئولية المؤسسات القومية فى فترة صعبة. وأضاف ان الإعلانات كانت من ضمن الإيرادات الأساسية للمؤسسات فمؤسسة روزاليوسف كانت تربح من الاعلانات 22 مليون جنيه فى السنة و كانت المرتبات الشهرية فى حدود 2 مليون فكان مقبولا و لكن الآن الفارق كبير جدا جدا». و يقول علاء حيدر رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط إن «وكالة أنباء الشرق الأوسط هى وكالة خدمية لاتهدف للربح، وتأخذ دعما من الحكومة، وهذا الدعم لم يزيد منذ 15 عام مما أدى إلى إغلاق العديد من مكاتب للوكالة فى أماكن استراتيجية مثل افريقيا على سبيل المثال كان عندنا 10 مكاتب اغلبهم اغلقوا فى عهد الإخوان المسلمين لكى بتزايد المرتبات تم اغلاق العديد من المكاتب منها فى بروكسل والجزائر وتونس» . والوكالة عضو فى اتحاد وكالات الأنباء العربية و طلب منى هذا العام 52 ألف دولار «اشتراك» ولم أدفعهم بالطبع فتم خروجى من الاتحاد، كما ان للوكالة أصولا ثابتة عبارة عن ارض فى منطقة المرج مثلا لابد من استغلالها ولكن وزير الزراعة ومحافظ القليوبية رافضان و لايتخذان قرارات. واضاف "نظرا لهذه الظروف اضطر لتقليل الرواتب، خاصة للعاملين بالمكاتب بالخارج، والتى ترسل للدولة اخبار مهمة الى جانب اعتماد الهيئة الدبلوماسية عليها. وأضاف حيدر أنه فى اطار الاصلاح ،«نقوم الآن بعمل اتفاقية مع القطاع الخاص لتدريب الكوادر واقامة بوابة اخبار جماهيرية حيث ان الوكالة مشفرة اما الموقع الإخبارى سيكون متاحا للجمهور للتواصل معه بطريقة مباشرة». و اشار الى ان اختياره للقطاع الخاص كان بسبب امتلاكه للامكانيات و هو افضل من المؤسسات القومية التى تعانى من مشاكل مالية كثيرة". و يقول غالى محمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال ، بالنسبة للأصول التى تمتلكها المؤسسات الصحفية الحكومية هناك تعنت فى التعامل معها، ولو كانت ملكا لرجال الاعمال لم يكن التعامل بهذه الطريقة، فلماذا الكيل بمكيالين، لماذا تترك الدولة رجال الاعمل واراضيهم وتتعنت مع المؤسسات القومية. واضاف ان "دار الهلال عليها ديون تقدر 841 مليون جنيه ديون كلها تاريخية، واصحاب الديون كلها رافعين قضايا، وهذه الديون لا استطيع سدادها فى ظل هذه الظروف". وتابع ان "الاهم الان هو التركيز على الاصلاح، نحن استلمنا مؤسسة دار الهلال حالتها سيئة جدا والطباعة كانت سيئة، والآن استطعنا ان تصبح الطباعة فاخرة الى حد كبير، وهناك امل كبير فى الاصلاح" . وقال "احتاج الى استثمارات بحد ادنى 50 مليون جنيه لشراء معدات ولتحسين الدار، والاستثمارات . واستطرد قائلا، "لنتصور ان تختفى المؤسسات القومية ويظل الاعلام الخاص، اول واحد سيؤذى هو الرئيس، والشعب ايضا". وقال إن "المؤسسات الحكومية جميعها لها دور تنويرى وكبير فى محاربة الارهاب وليست القنوات التى تاريخها لا يتخطى 5 سنوات". وأكد أن المؤسسات الخاصة ليست لديها حد أقصى للمرتب، ولكن فى المؤسسات القومية اذا استعنت بمندوب اعلانات ومنحته مبالغ ضخمة، سيقوم بعض الاشخاص بعمل الكثير من البلاغات، حتى المكافات، لو تزايدت المكافآت أيضا يتم اثارة البلبلة فى المؤسسة، نحن نعمل فى مناخ صعب من بعد ثورة 25 يناير. واضاف «فى دار الهلال لدينا ارشيف تذكارى مرعب، فمن اجل أن استثمر هذا التاريخ وأرممه وأصونه واحدثه فى حاجة ل«5» مليون جنيه و لاأجد من يدفعهم». و يقول د حسن ابو طالب رئيس مجلس إدارة دار المعارف، «أنا لدى تصور انه لابد من عملية اصلاح هيكلى على مستويين، المستوى الأول وهو خطة إنقاذ مباشرة وعاجلة تساعد المؤسسة على ان تستمر بصورة طبيعية، من خلالها يتم تغطية النفقات لمدة 6 اشهر و المستوى الآخر متوسط المدى يمتد لعدة سنوات. وأضاف ان «الصحافة القومية المصرية رمز من رموز القوة المعلوماتية بمصر، والمؤسسات القومية هى امتداد للدولة المصرية، ولكن نحن لانرى هذا النوع من التفكير على مدار السنوات الأربع الماضية، ولاأحد يرى أنها اداة من ادوات القوة المصرية، على الرغم من أنها الصوت العادل والتى يخاطب جميع فئات الشعب بشمول دون تفرقة بين الطبقات وتوزان كبير، ولاتعب دور لهدم مؤسسات، حتى النقد تقدمه المؤسسات القومية بشكل موضوعى، لأن هذه المؤسسات تربت انها جزء من الدولة، وهذا فرق يوضح الفرق الضخم بين انك تعبر عن الشعب المصرى او انك تفكر عن فكر شخص واحد فقط". وقال ان «بالنسبة للوضع الحالى على اربع مستويات، الوضع المالى واالاقتصادى والإدارى والمعنوى، ولن تستطيع اى مؤسسة صحفية مهما يكن حجمها أن تعمل إلا بالتنسيق مع المجلس الأعلى للصحافة، وفى نفس الوقت لانستطيع تجاهل دور الحكومة، واذا كانت الحكومة هى جزء من الازمة بالامس فهى ايضا جزء من الحل اليوم». واضاف انه «من هنا نطرح تساؤل مالذى تستطيع الحكومة أن تقدمه كم من الاموال أم ماهو اكثر من الأموال، أى لابد ان تعرض رؤيتها بخصوص تطوير المؤسسات الصحفية». وقال ان «الاستعانة بأجهزة ومؤسسات الدولة فى تحويل الافكار الى خطط امر مهم ، على سبيل المثال اعادة الهيكلة الادارية بدار المعارف، لابد فيها من الاستعانة بوزارة التنمية الادارية، الدولةلما لديها من امكانيات واصاف "المؤسسات الصحفية لديها خبرات اقتصادية ومالية وإدارية والآن تنقصها السيولة وجزء كبير من مشكلاتها تعتمد على الاحتياج إلى التطوير خاصة فى الادارة والاعلانات لان هذا جزء من اعادة الهيكلة». وقال «إعادة الهيكلة ليست معناها شراء مطابع او استغلال أراضى ولكن الاهم هو الاهتمام بالعنصر البشرى». وأضاف «علاقتنا بوزارة التربية والتعليم، مشكلة كبيرة فنحن نقوم بدورنا فى طبع كتب الوزارة بالطربالمواصفات و التكلفة المطلوبة ثم تخصم الوزارة مبالغ و غرامات و لا ينظر الى اننا نقوم بدور وطنى خطير، فنحن من نشترى الورق والاحبار ونوفر الكتب دون ان تتكلف وزارة التربية والتعليم مليما واحدا بالإضافة إلى أننا نعمل بتكلفة إجبارية وسعر غير منافس والعائد فيها يكاد يكون صفر». ويقول جلاء جاب الله رئيس مجلس ادارة دار التحرير يجب تحديد 3 محاور فى القضية أولا الموقف الحالى للمؤسسات القومية، ثم ماذا يمكن ان تقدم المؤسسات القومية فيما بعد، و قابلية هذه المؤسسات للاستثمار". واصاف ان "المؤسسات القومية هى مؤسسات صحفية عملها الاساسى هو العمل الصحفى، ومازالالمقوم الاساسى بها هو الصحافة الورقية والى جانبه قسم الاعلان والمطابع التى تخرج منه كتب التربية والتعليم وبعض المطبوعات التى ينافسنا بها الاعلام الخاص بقوة". وشدد على انه لابد أن نتفق ان ان الصحافة الورقية لن تموت بعد 10 سنوات كما يقولون، وكانوا قد قالوا بعد ظهور التليفزيون إن الإذاعة ستموت ولكنها مازالت حية حتى الآن ومنتشرة بشكل كبير، فعندما يحدث تطور اعلامى يكون تراكمى عن سابقه ولذلك يعيش. وقال «لكن لابد من تطوير الصحافة الورقية بجانب الصحافة الالكترونية بجانب المرئية والمسموعة مثل كل دول العالم، ولابد أن يكون للمؤسسات الصحفية القومية قنوات فضائية ومواقع الكترونية قوية بجانب الصحافة الورقية التى لم تمت». واستطرد قائلا، «نعم مؤسساتنا قوية وتستطيع أن تقوم بهذا الدور بشكل قوى، حيث ان معظم العاملين بالقنوات الخاصة والصحف الاليكترونية هم صحفيون بالأساس فى الصحف القومية ، وشركات مطابع الصحف القومية هى التى تطبع 90 % من الصحف الخاصة». وتابع "اذا فإن المؤسسات الصحفية تستطيع ان تستتثمر وتنجح فى هذا المجال ولكن لابد ان نتفق ان من قبل 2005 ومن بعد 2011 هناك تأثير على الميزانيات أثر بشكل كبير حيث ان قبل 2005 لم يكن هناك رقابة، أما بعد 2011 هناك أزمة حدثت فى مصر ففى 11 شهر لم نحصل على دعم سوى 9 ملايين جنيه بدون فائدة ونحن مؤسسة بها 5 آلاف عامل". وقال جاب الله ان كلمة دعم أرفضها رفضا قاطعا، ولكن ماتحصل عليه هذه المؤسسات هى مقوم إدارة أزمات، فانخفاض الإعلانات بعد 2011 نتيجة انتشار الفوضى وتكسير الإعلانات نتج عن ظروف عامة فى الدولة، بالإضافة إلى تعيين أعداد كبيرة من غير الأكفاء كل هذه الأمور هى أزمة فعندما تأتى الحكومة وتدفع جزء من الأموال فهى لاتدفع دعما وإنما تعالج أزمة وليس دعما». وأضاف ان «الصحف القومية تطالب بادارة ازمة بشكل صحيح فالمؤسسات الصحفية القومية ليست فقيرة ولدينا امكانيات ومهنيين ازمتنا هى ازمة سيولة وازمة ديون متراكمة فقط مثل الصندوق الاجتماعى والتأمينات والضرائب وعلاج العاملين. المشاركون فى الندوة : د حسن أبوطالب رئيس مجلس إدارة دار المعارف سيد هلال رئيس مجلس إدارة الشركة القومية للتوزيع جلاء جاب الله رئيس مجلس ادارة دار التحرير علاء حيدر رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط عبد الصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة روزاليوسف غالى محمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال