مصر تسير بخطى سريعة وفى ذات الوقت متوازنة فى طريق طويل لا يستهدف التنمية بقدر ما يستهدف إستعادة الاستقرار. دبلوماسية نشيطة فى مناطق حيوية لمصر، إثيوبيا وقطر وروسيا ، والولايات المتحدة وأوروبا، والخليج العربى والصين، وغدا تركيا وإيران. نتائج الانتخابات التونسية ، والتطور فى ليبيا وسوريا يؤكد سلامة مسار مصر بعد يونيو. الطريق طويل، ولن نتعجل النتائج، ولن نفرح بالمكاسب السريعة، ولن نستبق مسيرة استعادة التوازن، والأهم أن نصل لمرحلة تسوية الملفات المعقدة ، وتطويق المشكلات الأمنية قبل السياسية. كل الحلول ممكنة ، بدءا من المواجهات العنيفة، وانتهاء بالحوارات الهادئة. الهدف الوصول لمرحلة استقرار حقيقى ، مبنى على قواعد سليمة وليس استقرارا ظاهريا عبر مصالحات وقتية. فتح جسور التعاون مع روسيا والصين، وزيارات الرئيس الناجحة لمناطق التماس مع المصالح الحيوية المصرية، كلها تقود إلى نتائج إيجابية للغاية، تنعكس بشكل واضح على الوضع الاقتصادى العام، ولكنها بالضرورة لن تتجلى فى نتائج سريعة وفورية. إستعادة التوازن الخارجى يعنى تجارة واستثمار وسياحة، واستعادة التوازن الداخلى يعنى أمنا واستقرارا وعملا وادخار وإنتاج وتصدير وقيمة مضافة، ونحن نحتاج لكل ذلك، ولابد أن نبدأ بالأمن. المواجهات ، والمراجعات، كلها سبل لاستعادة الاستقرار الداخلى، ويجب أن نعمل على كل الجبهات اعتبارا من «رياض الأطفال» وحتى الجامعة، فمواجهة الفكر بالفكر أثبتت نجاحا أكبر بكثير من العنف غير الموجه، فما يمكن أن نصلحه يجب أن نبقى عليه ويجب ألا نحوله لقنبلة موقوته ، ولغم قابل للإنفجار إذا ما واتته الظروف. دعاة صب الزيت على النار سيذهبون بنا إلى الفوضى التى كانت الأداة الرئيسية فى إضعاف الجبهة الداخلية، فلم يكن نظام مبارك أو ناصر هو المستهدف، ولكن الشعب المصرى هو الهدف. فكروا. لمزيد من مقالات نجلاء ذكري