كان من الجنون العيش بعيدا فى الصحراء، ولذلك استمرت شوارع «مصر الجديدة» الواسعة خالية من البشر، حتى بعد مرور نحو 15 عاما على بدء تخطيط وبناء الحي, على يد البلجيكى البارون امبان. كان أهم ما يميزه مبانيه الضخمة والفخمة ، فضلا عن خط المترو الذى كان تابعا لشركة فرنسية، ويحمل حتى الان اسم الحي. ارادها ان تكون راقية ومميزة، وان تحظى مبانيها بطرز معمارية فريدة تجمع بين مختلف التصميمات من شرقية وايطالية وانجليزية ،كما زودها بكل مرافق البنية التحتية من كهرباء ومياه وصرف صحي، و استقر بها اكبر فندق فى الشرق الاوسط- انذاك- وقصر البارون الاسطوري، فضلا عن ملاعب الجولف والحدائق وساحات سباق الخيول ، وتشير بعض المصادر الى انه اشترى الفدان الواحد فى عام 1906 بجنيه واحد، وكان مبلغا كبيرا انذاك. الفنان سمير الغزولى اهدانا من ارشيفه مجموعة من الصور النادرة التى ترصد استكمال بناء"هليوبوليس" او مدينة الشمس فى عام 1920، وتحديدا منطقة"الكوربة" ، كما تضم صورة لجنازة البارون امبان امام قصره عام 1930 ، ومن المعروف انه دفن فى كنيسة البازيليك بالحي، والتى يربطها بالقصر الشهير نفق تحت الارض.