أصدرت المحكمة الجنائية الأولى فى مدينة كونيا التركية وسط الأناضول قرارا بالقبض على طالب بالمدرسة المهنية الصناعية والبالغ من العمر 16 عاما بسبب إهانته للرئيس رجب طيب أردوغان بعبارات منشورة على موقع التواصل الاجتماعى والذى اعتبرته المحكمة جريمة قوية. وخلال التحقيق معه بمكتب المدعى العام الجمهورى أكد الطالب أنه ليس عضوا فى أى حركة شبابية، نافيا تعمد إهانة الرئيس، ولكنه أكد أنه تحدث عن الفساد والرشوة فقط. واننقد نائب حزب الشعب الجمهورى عن المدينة اتيلا كارت اعتقال الطالب دون دليل واضح، مشيرا إلى أن الحكومة تتعمد بث الخوف والرعب فى صفوف المواطنين، وهو نموذج مشابه للحكومات الفاشية، منتقدا قرارات القضاة التى وصفها بأنها لم تعد مستقلة. يأتى ذلك فى الوقت الذى ذكرت فيه شبكة "إن تى في" الإخبارية التركية أن قوات الشرطةاعتقلت 18 طالبا وطالبة فى جامعة "كوجالي" بمنطقة مرمرة، إثر اشتباكات اندلعت بين مجموعة يمينية وأخرى يسارية فى الحرم الجامعي، وأسفرت عن حدوث أضرار مادية بمبنى الجامعة، كما أصيب 5 أشخاص من قوات الأمن الخاصة والطلبة بجروح، فى حين استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وفى سياق متصل، شهدت جامعتا "أنطاليا" و"كهرمان مراش" اضطربات أمس إثر مشاجرات جرت بين طلاب مؤيدين للحكومة وآخرين معارضين ، كما تم القبض على أربعة آخرين بعد أن استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وفى حادث إجرامى منفصل، لقى شخصان على الأقل مصرعهما أمس وأصيب ثالث بجروح بالغة فى حادث إطلاق نار وقع مساء أمس فى مدينة اسطنبول. وذكر مراسل وكالة أنباء "الأناضول" التركية أن شخصا أطلق أعيرة نارية أمس على عدد من الأشخاص أثناء سيرهم فى منقطة "شيشلي" بمدينة اسطنبول ، مما أدى إلى مقتل شخصين تبين أن أحدهما ويدعى "ودات شاهين" زعيم منظمة إجرامية ، والشخص الآخر الذى لقى حتفه يدعى "فردى طوبال" ، بينما أصيب "أنور آيدين" بإصابات بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقى العلاج. من جانب آخر، وفى أحد أشرس الهجمات الشفهية على الرئيس التركي، أكدت بيسا بهوزات الرئيس المشارك لاتحاد المجتمع الكردى - الامتداد السياسى لمنظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية - أن عداء أردوغان للأكراد وتعاونه فى الوقت ذاته مع تنظيم "داعش" الإرهابى سيجعل مصيره لا يختلف عن مصير نظرائه الراحلين كعدنان مندريس الذى تم إعدامه عقب انقلاب عسكرى عام1961، وتورجت أوزال الذى توفى فى ظروف غامضة عام1993. وقالت بهوزات، فى مقال بعنوان "الديمقراطية نشرته صحيفة "الجدول الحر" الكردية، إن ترسيخ الديمقراطية فى تركيا سيكون الطريق الوحيد لخلاص أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية"، إلا أنها أوضحت فى الوقت نفسه أنه كلما قوى الحزب الحاكم ضعفت الديمقراطية، مؤكدة أن دولة دون "العدالة والتنمية" تعنى انتصارا للديمقراطية.