أكد الكتاب والمثقفون، الذين التقاهم الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس الاول، ان اجتماع الرئيس معهم اتسم بالمصارحة والمكاشفة وانه كان انعكاسا لتوجه الرئيس لتوسيع دائرة المشاركين فى حل المشكلات التى تعترض البلاد . وأشاروا الى انهم تكونت لديهم بالطبع انطباعات ونضجت تصورات ورؤى بعد انتهاء الاجتماع الذى دام خمس ساعات ، مؤكدين ان الرئيس شدد على ان النظام القديم الذى قامت الثورة ضده لن يعود، وانه لن يفرط فى الثقة التى منحها له المصريون كرئيس، وانه لديه اقتناع راسخ بقدرات البلد للعبور الى المستقبل الذى نتطلع اليه جميعا. وقال الكاتب فاروق جويدة ان الرئيس يدرك عن إيمان حقيقى أنه جاء من خلال إرادة شعبية ، وأنه لن يفرط فى الثقة التى منحها المصريون له كرئيس لمصر.وأكد أن أزمات مصر كثيرة وضخمة، وهى تراكمات لنظم سابقة وظهرت مرة واحدة بعد الثورة، وأن الأعباء الاقتصادية ضخمة فى كل المجالات ،ولكنه أكد أن مصر ستعبر كل هذه الأزمات وان الشعب قادر على أن يحبط كل المؤامرات التى تحيط به الآن على المستوى الداخلى أو الخارجي، وان أهم ما يقلقه الآن كرئيس هو الحفاظ على الدولة المصرية بمؤسساتها وكيانها التاريخي، وانه يدرك حجم الأزمات فى أجهزة الدولة لكنه حريص على أن نواجه هذه المشاكل بحكمة حتى لا تتعرض الدولة لهزات عنيفة . وأضاف: حين تحدثنا عن الشباب أكد انه مستقبل مصر، وكلنا ندرك ذلك ولا يعقل أن يكون بينى وبين شباب مصر حواجز وأوضح انه حينما جاء الحديث عن الإعلام والفضائيات ورجال الأعمال اتفق الجميع على أن الإعلام المصرى يعيش محنة قاسية أمام غياب الهدف ولغة المصالح وغياب الرؤى ، وان الإعلام لابد أن يدرك حجم مسئولياته فى هذه المرحلة الصعبة .وتحدثنا عن القضاء وأكدالرئيس حرصه على ألا يتدخل فى شئون القضاء حتى يظل حصنا من حصون العدالة. واستطيع أن أقول أن الرئيس السيسى يدرك بوعى كامل الظروف التى تمر بها مصر وهو ليس بعيدا على الإطلاق عن نبض الشارع المصري، وأكد انه على استعداد لان يترك السلطة فى اى لحظة إذا لم يلب مطالب الشعب وثقة المصريين فيه ،وانه متفائل بالنسبة للمستقبل لأن الظروف التى مرت بها مصر كانت من الممكن أن تؤدى إلى كوارث اكبر ،ولكن الله بإرادته حمى مصر والمصريين من كل ما يحيط بهم من مؤامرات .، وأشاد الجميع بدور الجيش المصرى وهو يخوض معركتين فى وقت واحد :الأولى ضد الإرهاب والثانية فى معركة البناء ، وان هذه المسئولية التى يتحملها الجيش المصرى تضيف إلى رصيده الكثير لأنه يدافع عن بقاء الدولة المصرية. وقال السيد يسين :اعتقد أن حرص الرئيس على لقاء المثقفين والمبدعين يعتبر توجها أساسيا، وذلك نظرا للأهمية الكبرى للدور الذى يلعبه المثقفون بوجه عام والمبدعون بشكل خاص فى تنوير الرأى العام، من خلال التشخيص الدقيق للمشكلات التى يواجهها المجتمع ، والتماس الحلول الفاعلة لمواجهتها، وأوضح أنهم طرحوا رؤى لتطوير التعليم وتشجيع الإبداع، مشيرا إلى أن مهمة المثقف هى ممارسة النقد الاجتماعى المسئول. بمعنى كشف السلبيات وإعطائها التكييف الصحيح،وفوق ذلك صياغة الحلول البديلة للسياسات التى قد يرون أن بها سلبيات أو أخطاء ،من جانبه، قال الروائى يوسف القعيد إن الرئيس كان ينصت فى أثناء اللقاء أكثر مما كان يتكلم و كان يدون فى ورقة أمامه كل الملاحظات التى يبدو عليه أنه يهتم بها بدرجة كبيرة. و من هذه الملاحظات تلك التى تحدث فيها القعيد نفسه حول ضرورة محو أمية المصريين لخلق وعى حقيقى لديهم. و عما طلبه الرئيس من مثقفى مصر ، يقول القعيد إن السيسى طلب منهم فى بداية اللقاء, و أعاد التشديد عليه فى نهايته، أن يقدموا دستورا ثقافيا مكتوبا يكون تمهيدا لانطلاق ثورة ثقافية حقيقية فى مصر . كما طلب منهم تقديم أعمال درامية وسينمائية تكون إضافة حقيقية للفن المصرى ، و تحمل الحس الوطنى الذى تتطلبه المرحلة. وأشار القعيد إلى أن الحضور نبهوا الرئيس لوجود صعوبات فى الإنتاج و التمويل ، كما أن هناك صعوبة فى اللجوء إلى القطاع الخاص بمثل هذه الأعمال . إلا أن الرئيس استجاب فورا وقال لهم إنه هو شخصيا على استعداد للتدخل لحل تلك المشكلة. وقال الكاتب الصحفى محمد سلماوى إن لقاء الرئيس السيسى بالمثقفين لقاء فكرى نادر بين الثقافة والسياسة, وهو تصحيح لأوضاع سابقة ويطمئننا على مستقبل البلد, وإنه يسير فى الطريق الصحيح, مشيرا الى اننا عشنا سنوات طويلة نشكو أن هناك انفصالا بين السياسة والثقافة, و أن المسئولين السياسيين لا يهتمون بالثقافة والمثقفين. وكان وضعا غير طبيعي. فالطبيعى وجود اتصال بين السلطات السياسية ورجال الثقافة. وعبر عن اعجابه باهتمام الرئيس بالشباب،. قال الروائى ابراهيم عبد المجيد إن انطباعه عن لقاء السيسى بالمثقفين هو انطباع جيد بشكل عام ، و إنه خرج منه أكثر تفاؤلا. وأشار إلى أن الرئيس شخصيا هو من أدار الاجتماع و أعطى الفرصة للجميع فى الحديث ، و أنه قدم اجابات وافية لكل الأسئلة التى وجهت إليه ، و قال إنه وعد بحل المشكلات التى طرحناها عليه.واضاف إن الجلسة اتسمت بالمصارحة ، حيث أكد الرئيس أنه على وعى بالفعل بكثير من المشكلات المطروحة ، لكن هناك قائمة بالأولويات فى حل المشكلات لا يمكن تجاوزها. وقال الشاعر احمد عبد المعطى حجازى ان اللقاء كان ايجابيا ومفيدا للغاية وهو دليل قاطع على سعى الرئيس لتوسيع دائرة المشاركين فى حل المشكلات التى تعترض البلد.واوضح انه تمت مناقشة العديد من القضايا خلال اللقاء مثل الثقافة والتعليم والامن والسياسة العربية والخارجية واداء الحكومة والانتخابات البرلمانية . وبالنسبة لما نشر عن مطالبة بعض المثقفين بإغلاق بعض القنوات الفضائية التى تبالغ فى التعامل مع الاحداث ،فهو ليس مع سياسة الاغلاق والقمع ولكن يرى الحل بالحوار والمناقشة.