شهد عام 2014 أول ظهور علنى لأبو بكر البغدادى الذى أعلن فى 29 يونيو خلال العام الحالى بإسم أمير المؤمنين لتنظيم "الدولة الإسلامية" من على منبر المسجد الكبير بالموصل خلال شريط مصور بثه التنظيم وقت ذاك شككت الحكومة العراقية فى صحة التسجيل زاعمة أن البغدادى أصيب بغارة جوية، وأنه يتلقى العلاج فى مكان مجهول فى سوريا. ويعد البغدادى هو المسئول عن كافة النشاطات العسكرية للتنظيم ، الذى تمدد فى العراقوسوريا، والمعروف اختصاراً ب داعش، وهو تنظيم مسلح يتبنى الفكر السلفى الجهادى يهدف أعضاؤه -حسب اعتقادهم- إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة".. وقد انبثق "داعش" من تنظيم القاعدة (قاعدة الجهاد فى بلاد الرافدين) والمعروف أكثر باسم تنظيم القاعدة فى العراق وهى التى شكلها أبو مصعب الزرقاوى فى عام 2004، وشاركت فى قوات المقاومة ضد العملية التى قادتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها العراقيون فى أعقاب غزو العراق عام 2003 وتحت قيادة أبو بكر البغدادى نمت داعش بشكل ملحوظ ، وحصلت على الدعم فى العراق بسبب الشكاوى من التمييز الاقتصادى والسياسى ضد السنة العراقيين العرب، وأصبح للتنظيم وجود كبير فى المحافظات السورية ، الرقة، و إدلب، و دير الزور و حلب، بعد الدخول فى الحرب الأهلية السورية. كان لداعش صلات وثيقة مع تنظيم القاعدة حتى فبراير عام 2014،و بعد صراع طويل على السلطة استمر لمدة ثمانية أشهر، قطع تنظيم القاعدة كل العلاقات مع "داعش" فى العراق والشام، ردا على وصفه بوحشيته .." فى يونيو عام 2014، كان تنظيم داعش لديه على الأقل 4000 من المقاتلين فى صفوفه فى العراق، وفى أغسطس عام 2014، ادعى المرصد السورى لحقوق الإنسان أن التنظيم قد زادت قوته إلى 50،000 مقاتل فى سوريا و 30000 فى العراق. من هو البغدادي رغم قلة المعلومات المتدوالة عن البغدادى وتضاربها، إلا أن أغلبها أشار إلى أن اسمه الحقيقى هو إبراهيم عواد إبراهيم على البدرى السامرائى ، ولد عام 1971 فى مدينة سامراء العراقية لعائلة متدينة، وهو ينتمى إلى عشيرة البدري، ونقلت بعض التقارير الصحفية أنه انتقل إلى حى الطبجى فى بغداد وهو فى سن ال 18 حيث حصل على شهادته الجامعية الأولى والماجستير من جامعة العلوم الإسلامية ثم حصل على الدكتوراه فى القانون الإسلامى من الجامعة ذاتها فى العام 2000 وبقى البغدادى فى الحى نفسه حتى العام 2004، وكان يسكن فى غرفة ملاصقة لمسجد الحى الذى عمل فيه إماما لنحو 14 عاما، لكنه غادر المنطقة إثر خلاف مع بانى المسجد وأهل الحى . وقد اعتقلته قوات الاحتلال أواخر عام 2005 وسجن لمدة أربعة أعوام فى سجن بوكا فى البصرة حيث تعرف إلى أعضاء معتقلين من تنظيم القاعدة وانضم إليهم. ومن المتوقع فى عام 2015 أن يظل البغدادى مطاردا ، وفى مرمى نيران جهات عديدة تسعى لاعتقاله أو اغتياله ، ولن تكون هذه الجهات هى التحالف الدولى الذى يشن غاراته على التنظيم ويتعقب قادته ، أو الجيش العراقى أو الميليشيات الشيعية والقبلية التى تود الانتقام منه على القتل والدمار الذى ارتكبه وتنظيمه الإجرامى، بل أيضا ربما يكون هدفا لمتطرفين وإرهابيين آخرين فى تنظيمه أو خارجه ، إما لانهم ينافسونه على الزعامة أو يختلفون معه فى أسلوب عمله ، أو لأن يده الباطشة طالتهم أو أحدا من القريبين منهم، كما حدث فى العقوبات والتصفيات والإعدامات الأخيرة التى تمت داخل التنظيم نفسه .