حذر د. رامي كرم عزيز، الأستاذ المساعد بكلية الصيدلة بجامعة القاهرة، وعضو فريق إنتاج أول برنامج فى العالم لاستنتاج المعلومات عن الميكروبات، من أن بعض البكتيريا المتعايشة مع الإنسان يملك جينات تبطل مفعول المضادات الحيوية أو تقوم بطردها. وأشار إلي أن قيام البعض بتناول المضادات الحيوية قد لا يؤثر علي البكتيريا المسببة للمرض، بل قد يؤدي لقتل البكتيريا النافعة في الجسم. ودعا إلي ضرورة معرفة نوع البكتيريا الموجودة في الجسم أولا قبل وصف أنواع العلاج لبعض الأمراض، مشيرا إلى أنه يمكن للبكتيريا أن تقوم بتكسير العلاج، مما قد يبطئ من شفاء المريض، أو يسرع بزوال أثر الدواء. وأكد وجود ثورة يشهدها "علم البيولوجي أو الأحياء"، تتيح معرفة المادة الوراثية للبكتيريا. وأوضح أن إنشاء علم الجينوم في منتصف التسعينيات جاء ليمثل ثورة في علم البيولوجي أو الأحياء، إذ مكن من معرفة المادة الوراثية للبكتيريا، وأتاح إمكان قراءة الجينات الخاصة بها، التي تصل شفرتها الوراثية في المتوسط إلى ما بين مليون إلي 5 ملايين حرف، ترمز لما بين 1000 إلى 5000 صفة وراثية مختلفة. وأشار إلي أن أحد إنجازات علم الچينوم هو الإسراع بالتعرف على أسباب الأمراض والأوبئة، فعلى سبيل المثال كان لهذا العلم دور كبير في الكشف عن وباء في ألمانيا منذ عامين راح ضحيته الكثيرون، وسببته بكتيريا الإشيريكيا القولونية التي تُوجد أحياناً في أمعاء الانسان، لكنّها قد تسبب أمراضاً حادة كالتسمم الغذائي، وأحياناً تسبب أمراضاً بالمسالك البولية. واوضح أنه اجري أبحاثا عدة علي سلالة أخرى من البكتيريا نفسها، تعرف ب(O157:H7) سببت حالات مرضية في أمريكا، واشتهرت إعلامياً إثر ظهورها في أحد المطاعم، وعرفت في الوسط العلمي بالولاياتالمتحدة، باسم المطعم الذي ظهرت فيه . وكشف عن اشتراكه ضمن فريق عمل في عام 2007 لإنتاج أول برنامج كمبيوتر في أمريكا يستطيع استنتاج المعلومات عن البكتيريا وصفاتها بمجرد إمداده بالشفرة الوراثية الكاملة (الچينوم) للبكتيريا بما يتيح تحديد العلاج المناسب لمواجهتها. وأضاف أن هذا البرنامج حقق نجاحا كبيرا، واُستخدم نحو 100 ألف مرة، كما تم نشر ما يقرب من ألفي بحث استخدم فيه هذا البرنامج الرائد الذي يُعرف باسم RAST))، وهو اختصار ل: Rapid Annotation using Subsystems Technology، الذي يعطي المعلومات في 6 ساعات أو أقل عن جميع جينات البكتيريا، وما هو متوقع أن تقوم به مما يمهد لتصميم علاج مناسب لمواجهتها. وتابع أن أحد الأبحاث الحالية التي يهتم بها في علم الميكروبات يركز على أن بعض البكتيريا المتعايشة مع الإنسان تملك جينات تبطل مفعول المضادات الحيوية أو تقوم بطردها، وهذه الجينات تنطلق بين بعضها بسرعة كبيرة. وأشار إلي أن قيام البعض بتناول المضادات الحيوية قد لا يؤثر علي البكتيريا المسببة للمرض، ويؤدي لقتل البكتيريا النافعة في الجسم.. فهناك بكتيريا نافعة للإنسان توجد في أماكن عدة أهمها الأمعاء والفم والأنف والجلد والجهاز التناسلي للمرأة، كما توجد في الأمعاء بالبلايين، لتساعد في هضم ما تبقي من طعام، وقد تحوّل بعضها إلى ڤيتامينات، وخاصة فيتامين"k". كما تكون هذه البكتيريا -بحسب قوله- سبباً لوجود غازات، وكذلك البكتيريا الموجودة بالفم، وبعضها مسئول عن رائحة الفم، والبعض يؤدي لتسوس الأسنان بينما يقوم البعض الآخر منها بحماية الأسنان. وأشار إلي أنّ بحثاً حديثاً في الولاياتالمتحدة أثبت أنّ بعض البكتيريا المتعايشة مع الإنسان تقوم بتحويل الدهون، وتخزينها في الأنسجة، مما يتسبب في زيادة الوزن لدى بعض الأشخاص دون غيرهم.