فى كشف علمى مثير سيعيد تشكيل فهمنا لحدود وتاريخ الحياة على الأرض، ذكر تقرير علمى نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي" أمس أن العلماء اكتشفوا وجود كميات كبيرة من المياه تحت القشرة الأرضية أكبر كثيرا من أى تقديرات سابقة وعلى عمق عدة كيلومترات تحت السطح. وقال العلماء إن بعض هذا المخزون المائى يعود تاريخه إلى مليارين ونصف المليار عام ، ويقدر حجمه ب11 مليون كيلومتر مكعب، وهو ما يعنى أن تلك المياه تفوق فى مساحتها جميع الأنهار والمستنقعات والبحيرات الموجودة فى العالم مجتمعة. وكشفت الدراسة التى عرضت فى اجتماع الخريف ل"الاتحاد الجيوفيزيائى الأمريكي" ونشرت فى مجلة " نيتشر "، أن تلك المياه تتفاعل مع الصخور وتنتج الهيدروجين، وهو ما يعنى أن تلك القشرة الأرضية العميقة ربما تحتوى على الحياة. وقالت البروفيسورة باربارا شيروود لولار من جامعة تورونتو بكندا إن هذا الكشف الضخم لتلك القشرة الصخرية التى تحتوى على أقدم الصخور وأقدم مياه على كوكب الأرض تم تجاهل أهميتها حتى الآن فى أخبارنا عن تطورات الماضى السحيق ، فتلك الصخور من القدم بحيث إنها تحتوى على سجلات للسوائل والظروف الجوية للحقب المبكرة من تاريخ الأرض،كما أنها تمدنا بمعلومات عن الكيمياء التى يمكن أن تدعم الحياة، ولهذا يمكن وصفها بالعملاق النائم الذى يصدر بعض الإيماءات لكنه لم يتم اكتشافه حتى الآن.