في الوقت الذي يقفز فيه العالم ويتخطي الفضاء والفمتو ثانية ويبهر الكون باختراعات وابتكارات وعلم وأبحاث ودراسات يخرج علينا الاعلام المصري بعاهات من التخلف والردة والعودة الي الوراء وكأن العفاريت هي التي تسكن وطننا وتديره وهي بذلك أصبحت كل مشاكلنا وحروبنا والأعداء التي تتربص بنا , فهل أصبح الأعلام المصري في حاجة الي الجن والعفاريت والشعوذة والخزعبلات . الحلقة الأخيرة من أحد البرامج وتقدمه بكل أسف مذيعة من المفترض ان تكون لديها المسئولية عن كل موقف وقضية تقدمها علي الشاشة للمشاهدين، تناولت مشكلة فتيات زعمن نزولهن تحت الأرض ومشاهدة أجساد شيطانية، واستعانت المذيعة بشخص قام بعلاج الفتيات بالقرآن الكريم، مؤكدا إصابتهن بمس من الجن - بحسب قوله. ما حدث هو جريمة من الجرائم التي يرتكبها الأعلام المصري فهذا يسمي تجهيل وتجريف بالثقافة والعلم واللجوء للخرافه والدجل والشعوذة وهذا إعلام عار يعمل علي تسويق الفضائح وينشر الخرافات عن عمد و بمنتهي الخبث والتمثيل والإدعاء والإستفزاز واللعب علي أوتار محدودي العلم والثقافه . فهل أنتهت مشاكل المصريين لنلعب علي مشاعرهم الدينيه ومعتقداتهم , مؤكدين أن الأمراض الموجودة في مصر هي من صنع الجان والعفاريت ومؤكدين أيضا ان الطفل الذي مات بالحصبة منذ ايام قليلة وهو مرض لايمكن ان يكون سبب للوفاة هو ايضا من صنع العفاريت والجان ومشاكل المصريين من فقر وبطالة وعشوائيات وقلة النظافة والزحام المروري هو ايضا لوجود الجان والعفاريت التي تزاحمنا في حياتنا وتزيحنا عن أماكننا . هل يعقل ان نوصل الي هذه الدرجة من التدني؟ وأين المراقبين والمتابعين لمثل هذه البرامج الهدامة التي يمكن ان تهدم بيوت وأسر وتزرع أوهام في نفوس شعب معظم سكانه يعرف عنهم ان ثقافتهم متواضعة وأنه يؤمن بما يقال له ويذاع ؟! متي نكون مسئولين نحو هذا الوطن ؟ نعمل من اجل البناء وليس الهدم نتجه نحو القضايا والمشاكل نعمل علي حلها والتخفيف عن الناس المكبلة والمحملة بالأوجاع والأمراض , العالم يتسابق من أجل ان يبني الفضاء ليكون مكانا يسمح للأنسان ان يعيش فيه ويعمره مثل الأرض ونحن مازلنا في الترسو والقطار القشاش والعفاريت والجن من أجل ماذا؟؟ سبق أعلامي أم مشاهدة أعلي أم من أجل ان يقول ويتحدث الناس عن المذيعة الجريئة التي تهدم ثقافة وتهز المشاعر الدينية وتدخل الشك في النفوس المطمئنة . لابد من أعادة تأهيل الأعلاميين المصريين علي أعلي مستوي ولابد ان يكونوا متخصصين وفاهمين ومدركين لكل كلمة تخرج منهم ولك الله يا مصر وحماك من العاهات الإعلامية . لمزيد من مقالات عزيزة فؤاد