وصل سامح شكرى وزير الخارجية صباح أمس إلى العاصمة العراقيةبغداد فى زيارة سريعة ومفاجئة استغرقت عدة ساعات التقى خلالها كبار المسئولين فى مقدمتهم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ونائب رئيس الجمهوريه أسامة النجيفي، وصالح المطلك نائب رئيس الوزراء ،ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، ووزير المالية هوشيار زيباري، وعمار الحكيم رئيس المجلس الشيعى الأعلى ،وعدد من الأطياف العراقية . والتقى شكرى رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم ببغداد، ونقل له رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسى تتضمن الإعراب عن تحياته وتقديره للرئيس العراقي، وتقديم التهنئة للعراق على إنهاء الاستحقاقات الدستورية،والاطمئنان على التوجه نحو تعميق الحوار الوطنى وإشراك كافة القوى العراقية الوطنية بكل مكونات الشعب العراقى بغض النظر عن الانتماء الطائفى أو الديني، بما يعزز وحدة العراق ويدعم قدرة الحكومة على مواجهة التنظيمات الإرهابية، وحتى يعود العراق لممارسة دوره التاريخى والوطنى دون إقصاء لأى فصيل وطني، وشدد شكرى على دعم مصر لكافة الوسائل لمسيرة العراق داخل الأمة العربية. وأكد الرئيس العراقى تقديره الكامل للدور القومى التاريخى لمصر ،وأهمية اللقاء الذى جمعه بالرئيس عبد الفتاح السيسى فى نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، معربا عن تطلع العراق لاستمرار وتعميق المشاركة المصرية فى بناء وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة العراقية حتى تتمكن من مواجهة التنظيمات الإرهابية. وكان شكرى قد استهل زيارته الحالية لبغداد، بلقاء نائب الرئيس العراقى أسامة النجيفى أمس، الذى أكد خلال اللقاء تقديره الكامل لمصر فى دعم الدولة العراقية ووحدتها ومساعدتها فى حربها ضد الإرهاب، باعتبارها الشقيقة الكبري، منوها بأهمية هذه الزيارة فى هذا التوقيت الهام. كما أشاد النجيفى بالدور القومى التاريخى لمصر وجيشها الوطني، مؤكدا أن العراق يمر بمرحلة دقيقة تتطلب دعم الأشقاء العرب، وفى مقدمتهم مصر لعدم إقصاء أى فصيل وطنى عراقي، وبصفة خاصة السنة ،ولمكافحة الإرهاب من خلال دعم الجيش العراقى بالمعدات والتدريب ليتسنى له مواجهة تنظيم داعش الإرهابي. وأشار السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى باسم الخارجية، إلى أن الرئيس معصوم أكد خلال اللقاء التزام الحكومة العراقية بتحقيق المصالحة والوفاق الوطنى بمشاركة جميع مكونات الشعب ،وعدم إقصاء أى فصيل وطني. وأضاف المتحدث أن الوزير أجرى مباحثات رسمية مع نظيره إبراهيم الجعفرى تناولت الأوضاع الداخلية فى العراق وسبل مواجهة التنظيمات الإرهابية والجهود المبذولة فى إدارة عملية سياسية شاملة فى العراق، كما تناولت تطورات العلاقات الثنائية وتطويرها فى مختلف المجالات وتوسيع دور الشركات المصرية فى المشاركة فى المشروعات التنموية فى العراق، وتم التشاور حول القضايا الإقليمية التى تهم البلدين وفى مقدمتها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية والحرب على الإرهاب، وجهود التحالف الدولى لمواجهته ودور الأزهر الشريف فى نشر الوسطية والاعتدال ،ومواجهة الأفكار المتطرفة. ومن جانبه، أكد الجعفرى تطلع العراق لمزيد من تعميق وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بما فى ذلك عقد اللجنة المشتركة لتطوير العلاقات فى مختلف المجالات وبصفة خاصة المجالات الاقتصادية والتجارية. وعقب المباحثات عقد الوزيران مؤتمرا صحفيا، حيث أعرب الوزير العراقى عن تقديره لزيارة وزير الخارجية سامح شكرى الحالية الى بغداد، مؤكدا أنه تم تناول العديد من الموضوعات والمصالح المشتركة والتمازج بين الشعبين على مدى التاريخ، واليوم الخطر المشترك الذى يهدد الوطن العربى والجاسم على المنطقة خاصة الموصل. وطالب الجعفرى بتسهيل مهمة الزوار العراقيين إلى مصر وتسهيل التأشيرات بالنسبة للطلاب العراقيين، وبضرورة عقد اللجنة المشتركة، وقال اتفقنا على موعد قريب أولى ربما فى الربع الأول من عام 2015، ونسعى لتوقيع مذكرة تفاهم لتسهيل التأشيرات، وأثنى على مواقف مصر فى جدةوباريسونيويورك التى أكدت فيها دعمها للعراق خاصة فى مواجهة الإرهاب وداعش. وقال الجعفرى إن الإرهاب مركب ومن يقف مع الإرهاب ليس هو من يقدم التمويل الإرهابي،ولكن أيضا الإعلام الذى يدعم ذلك والمنابر والدول التى تشكل مناطق عبور، ولكن يجب أن نفرق بين دولة تتورط فى تمرير الإرهابيين ،وأيضا دولة أخرى لا تتمكن من منع إرهابيين من الدخول. وأشار الجعفرى إلى العمل على تطبيق جميع بنود الميثاق الوطنى والحد من الفساد، وقد حققت الحكومة تقدما فى مواجهة داعش ونحن جادون فى الاستمرار لمواجهته، تدعمنا الأسرة الدولية لمشروعية طلباتنا، ولأن داعش تهدد المنطقة بأسرها. ومن جانبه، أكد شكرى إدانة مصر التامة لكافة أشكال الإرهاب الذى يمارسه داعش فى العراق والعالم العربى وكافة التنظيمات التى تقوم بإرهاب العالم العربي، معلنا دعم مصر لحكومة العراق وجهودها فى هذا الاتجاه فى إطار سعيها نحو عودة العراق ضمن المنظومة العربية، وأضاف أن مصر تطالب بتحقيق التوافق الوطنى ،وتثمن الخطوات الإيجابية التى تقوم بها الحكومة العراقية بما فى ذلك ترميم العلاقات مع دول الجوار. وردا على سؤال حول الإجراءات التى تتخذها مصر لدعم العراق، قال شكرى، مصر كانت من أولى الدول التى لبت المشاركة فى التحالف ضد داعش ،وأعطت مشاركتها فى اجتماع جدة زخما للتحالف ،ثم مشاركتها فى اجتماع باريس ،ونؤكد دعمنا لمقاومة العراق لهذه الظاهرة.