تدخل سيدة نحيفة إلى عيادة دكتور التخسيس فتنظر إليها باقى البدينات بحيرة، ولسان حالهن يقول: ماذا تفعل هنا؟ والحقيقة أن النحيفات يعانين أيضا ويبذلن محاولات مضنية لزيادة الوزن ولكن دون فائدة، وبالتالى نستطيع أن نقول " محدش راضى عن حاله" تقول د. هنادي شيحة مدرس التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية وعضو الجمعية المصرية للتغذية إنه لابد أولا أن نعرف النحافة، فهي نقصان الوزن بمعدل يتراوح ما بين 15% و20% من الوزن الطبيعي أو المثالي، وتكون هذه الحالة مصحوبة بالعديد من المشاكل والمخاطر الصحية، وعن الأسباب التي تؤدي للنحافة توضح أنها نقص فى نوعية وكمية الغذاء المتناولة يوميا ولفترة طويلة، وزيادة الحرق اليومي للسعرات الحرارية، مما يضطر الجسم لاستعمال البروتين بغرض الحصول على الطاقة، ويكون ذلك على حساب عمليات النمو مما يؤدي إلى سوء الهضم والامتصاص وضعف مقاومة الجسم للأمراض، وأحيانا بسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، أوالضغوط النفسية التي تؤدي إلى فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام، ولاختيار طريقة العلاج لابد أولا من تشخيص الأسباب المؤدية للنحافة وتحسين العادات الغذائية، والتركيز على العناصر المولدة للطاقة ويفضل أن تكون من مصادر غنية بالطاقة والقيمة الغذائية العالية من الفيتامينات والأملاح المعدنية، ويراعى أن تكون الزيادة في الوجبة متدرجة حتى لا يرهق الجهاز الهضمي. ولابد أن يحتوي النظام الغذائي على قدر كاف من البروتينات لا يقل عن 100 جم يوميا وذلك لبناء أنسجة جديدة مع التركيز على تناول الوجبات الغذائية في جو أسري يسوده المرح لأن ذلك يساعد على زيادة التاثير الإيجابي للغذاء على الجسم. العلاج بعضه نفسى وتوضح د.هنادى أن علاج النحافة يكون على مرحلتين، والمرحلة الأولى: تقوم على محاولة التغلب على الأزمات النفسية والتوتر العصبي، والعمل على راحة الجسم وتهدئة الأعصاب قدر الإمكان ، وتناول الفيتامينات والمعادن المهدئة للأعصاب مثل فيتامين (ب6 )، وفيتامين( د) وأملاح الكالسيوم والماغنسيوم، ويعتبر لبن الزبادي والكاكاو والحبوب الكاملة مثل القمح والذرة والشعير، والتين والبقدونس والسبانخ والفجل من الأغذية الغنية بهذه المركبات ، وينصح بتناول الأغذية التي تحتوي على الحامض الأميني التربتوفان الذى يحفز المخ لإفراز مادة السيراتونين التي تعطي الجسم القدرة على تحمل الانفعالات والقلق والضيق والاكتئاب وتساعد على الهدوء والراحة، تناول الخس حيث أنه غني بمادة "التراليرس" المهدئة. أما المرحلة الثانية: فيتركز علاج النحافة فيها على النظام الغذائي من ناحية النوعية والكمية، إذ يجب أن يحتوي الطعام على المجموعة التي تزيد من الوزن وهي مجموعة الكربوهيدرات (السكريات والنشويات) مثل الأرز والمكرونة والخبز بأنواعه والبطاطس والفواكه والمربات . أكثرى من هذه الأغذية وهناك أغذية يمكن أن تعالج النحافة مثل الخميرة لاحتوائها على فيتامين (ب 6)، والحامض الأميني التربتوفان، وملعقة الخميرة تمد الجسم ب80 سعرا حراريا، بالإضافة إلى العسل الأسود لاحتوائه على فيتامينات (ب)، وعنصر الحديد الضروري لعلاج فقر الدم حيث أن 100 جرام منه تمد الجسم ب 230 سعرا حراريا. أما الحلبة فهى من الأغذية المهمة لعلاج النحافة لاحتوائها على البروتينات والنشويات والفسفور وبعض الدهون، والكاكاو لاحتوائه على سكريات ومواد دهنية وبروتينة بالإضافة إلى بعض الأملاح مثل الماغنسيوم حيث إنه يحتوي على دهون بالإضافة إلى مادة "الثرومبين" الفعالة لزيادة الشهية. ومن المكسرات نجد اللوز وجوزالهند والبندق والفستق والكاجو حيث تحتوي على كميات كبيرة من البروتينات والدهون والمواد الكربوهيدراتية، وعدد من المعادن والفيتامينات المهمة وبكمية كبيرة . كما أن الفول السوداني يحتوي على الماغنسيوم الذي يساعد على هدوء الأعصاب والحديد لمن يشكون من فقر الدم وفيتامين (ب6 ) والبيوتين والنياسين لفتح الشهية والمساعدة على عملية الهضم. ومن الفواكه هناك العنب لغناه بالحديد واحتوائه على الكالسيوم ومقدارعال من المواد السكرية.