منذ بدء الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين عام 1948 دفع الشعب الفلسطينى أثمانا باهظة للدفاع عن قضيته العادلة، وراح الآلاف من أبنائه ضحايا العدوان المستمر حتى الآن، ولعل استشهاد الوزير بالسلطة الفلسطينية زياد أبو عين ، قبل أيام أعاد إلى الذاكرة أسماء ورموزا كتبت بدمائها تاريخ نضال شعب فى سبيل نيل حريته وتقرير مصيره والإنعتاق من قيود الإحتلال الغاشم. وكان من أبرز الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل وطنهم الزعيم ياسر عرفات «أبو عمار» الرمز الأبرز للشعب الفلسطينى، خاض نضالا وجهادا لا يلين طوال أكثر من نصف قرن على مختلف الجبهات، أعاد الحياة لاسم القضية الفلسطينية، وكرس معظم أوقاته لقيادة النضال الوطنى، مطالباً بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، فى جميع المحافل الدولية، حيث قاد الكفاح الوطنى من عده بلدان عربية بينها الأردن ولبنان وتونس وتم اغتياله عام 2004 ، حيث اتهم بسام أبو شريف، المستشار السياسى للرئيس الفلسطينى الراحل، إسرائيل بقتل عرفات عمدا عن طريق إدخال السم إلى جسده بنفس الطريقة التي قتلت بها الدكتور وديع حداد في ألمانياالشرقية عام 1978، مشيرا إلى إن إسرائيل حاولت أكثر من مرة، تصفية عرفات من خلال محاولات عديدة، من ضمنها محاولة استخدام السم لقتله، إضافة إلى الغارات الجوية والمتفجرات. ويأتى بعده الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس الذى كان يتمتع بموقع روحي وسياسي متميز في صفوف المقاومة الفلسطينية، مما جعل منه واحدا من أهم رموز العمل الوطنى الفلسطينى، حيث عايش أحمد ياسين الهزيمة العربية الكبرى فى عام 1948 وكان يبلغ من العمر آنذاك 12 عاما وخرج منها بدرس أثر فى حياته الفكرية والسياسية ، وقد اتفق الشيخ أحمد ياسين عام 1987 مع مجموعة من الشباب فى قطاع غزة على تكوين «حماس»، وكان له دور مهم فى الانتفاضة الفلسطينية التى اندلعت والتى اشتهرت بانتفاضة المساجد، بدأت السلطات الإسرائيلية التفكير فى وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين، فقامت بإ عتقاله اكثر من مره ومحاولة إغتياله عام 2003 وقد استشهد الشيخ أحمد ياسين فى مارس 2004 إثر قيام مروحية الأباتشى الإسرائيلية بإطلاق ثلاثة صواريخ على الشيخ المقعد وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بحى الصّبرة في قطاع غزة، واشرف على العملية رئيس الوزراء الإسرائيلى أرييل شارون بنفسه. قامت حماس بتعيين عبد العزيز الرنتيسى قائدا لحركة حماس بعد يوم واحد من اغتيال الشيخ احمد ياسين زعيم حركة "حماس". ويعد الدكتور الرنتيسى احد مؤسسى الحركة عام 1987 ، واستشهد الرنتيسي في قطاع غزة، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال استهدفته عندما كان يسير فى سيارة وسط المدينة فى أبريل 2004. وأخيرا يأتى استشهاد الوزير زياد أبو عين عضو المجلس الثورى لحركة فتح ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ، الذى لقى حتفه منذ أيام وهو يدافع عن أرضه وسط الشباب الفلسطينى ، حيث تم الاعتداء عليه من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلى بالضرب، واستهدافه بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع خلال مسيرة فى بلدة (ترمسعيا) شمال رام الله بالضفة الغربية ما أدى إلى استشهاده...ولن يكون الوزير أبو عين الأخير فى قائمة شهداء القضية حتى ينال الشعب الفلسطينى حريته وحقه المشروع فى إقامة دولته.