أعلنت رئاسة الجمهورية رسميا أمس عن الزيارة التاريخية المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الصين، و التى ستستمر يومين من 23 ديسمبر الجاري. و تأتى الزيارة فى إطار تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع المستويات، لا سيما فى المجال الاقتصادى و زيادة التبادل التجاري، وتشجيع وجذب الاستثمارات للمشروعات القومية الكبرى التى تنفذها مصر فى الفترة الحالية. وتكتسب الزيارة أهمية خاصة على ضوء إعلان الصين عن رغبتها فى الارتقاء بمستوى العلاقات مع مصر إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وتولى مصر أهمية كبرى للزيارة، حيث أعدت لها منذ فترة طويلة، و يقوم حاليا وفد وزارى مصرى رفيع المستوى بزيارة إلى بكين من أجل وضع الترتيبات النهائية لاتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين. و من المنتظر أن تشهد الزيارة دعوة بكين للمشاركة فى المؤتمر الاقتصادى المقرر انعقاده فى مصر شهر مارس المقبل، فضلا عن التعاون فى مختلف المجالات، خاصة قطاعات الطاقة والكهرباء والسكك الحديدية، و إمكانية مشاركة الجانب الصينى فى مشروع محور تنمية قناة السويس. وتعد الصين أهم شريك تجارى لمصر على مستوى العالم، وقد بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 10,5 مليار دولار العام الماضي، منها 1,6 مليار دولار صادرات مصرية إلى الصين، مقابل 8,9 مليار دولار واردات صينية إلى مصر، كما يبلغ حجم الاستثمارات الصينية فى مصر نحو 500 مليون دولار. و تسعى مصر خلال زيارة الرئيس السيسى الى بكين، إلى استعراض كيفية استفادة الجانب الصينى من الموقع الجيوبوليتيكى لمصر، التى تمثل بوابة للدخول إلى الأسواق الإفريقية الواعدة، وإمكانية الاستفادة من عضوية مصر فى عدد من التجمعات الاقتصادية الإفريقية وما تتيحه من فرص للتجارة الحرة والمعاملة التفضيلية للمنتجات المصنعة فى مصر. كما ستبحث مع الصين سبل زيادة السياحة الصينية الوافدة إلى مصر، لاسيما فى ضوء الحجم السنوى الضخم للسياحة الصينية إلى الخارج والذى بلغ خلال العام الحالى نحو 120 مليون سائح. ومن جانبه اكد منير فخرى عبد النور وزير التجارة والصناعة ان اتفاق رفع مستوى العلاقات مع الصين الى مرحلة العلاقات الاستراتيجية الشاملة والمنتظر توقيعه اثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبكين نهاية الشهر الحالى ستدشن لمرحلة جديدة بتاريخ علاقات البلدين حيث ستنضم مصر بذلك لعدد محدود للغاية من دول العالم التى تتمتع بهذا المستوى من العلاقات السياسية والاقتصادية مع الصين. واشار الى ان هناك اهتماما غير مسبوق بالزيارة المنتظرة للرئيس سواء على المستوى الرسمى او مجتمع رجال الاعمال الصينيين وهو ما نلمسه فى عدد وثقل الشركات الصينية التى من المقرر مشاركتها فى منتدى الاعمال الذى تنظمه السفارة المصرية ببكين ويعقد قبيل الزيارة. من ناحيته قال الوزير المفوض التجارى محمد داوود رئيس جهاز التمثيل التجارى فى تصريحات خاصة ل «الأهرام»ان الاتفاق يمثل رسالة قوية من الحكومة الصينية للشركات الصينية بان القاهرة من اهم شركاء بكين دوليا ولحثهم على زيادة تعاملاتهم التجارية والاستثمارية مع مصر. وفى مجال الكهرباء وافقت مصر والصين على إنشاء مصانع لإنتاج مهمات الطاقة المتجددة خاصة (الرياح والشمس) بالشراكة مع القطاع الخاص. وأكد مصدر مسئول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة انه من المتوقع أن يصل حجم الاستثمارات الصينية فى مجال الطاقة إلى 10 مليارات دولار. وكشف المهندس هانى ضاحى وزير النقل عن الاتفاق مع ممثلى شركة هواوى الصينية المتخصصة فى مجال الاتصالات لاعداد دراسة للاستفادة من النظم الخاصة بالسلامة والأمان فى مرفق السكك الحديدية وكذلك نظم النقل الذكية. وفى إطار الإهتمام المتزايد بأهمية الطاقة المتجددة ودورها المهم للمساهمة فى حل مشكلة الطاقة ، تم عقد مؤتمر صحفى بمقر الجهاز التنفيذى للهيئة العربية للتصنيع بصفتها راع رئيسى لمؤتمر ومعرض الطاقة المتجددة المقرر عقده يومى 14و15 الشهر الحالى الذى تنظمه غرفة التجارة المصرية الصينية. وأكد الحاضرون أن الهدف من عقد الملتقى والمؤتمر الدولى هو دعم التعاون مع دولة الصين الصديقة والتعرف على أحدث التكنولوجيا الصينية فى مجال الطاقة والطاقة المتجددة، كما يسعى المؤتمر إلى جذب الاستثمارات الصينية والتعرف على إمكانية الشراكة بين رجال الأعمال والهيئات والقطاعات الكبرى فى مصر والصين. كما أكدت غرفة التجارة المصرية الصينية أهمية دورها فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر فى التصدى للمشكلات الاقتصادية والتنموية الكبرى مثل توفير الطاقة.