خلال زيارة طارئة لموسكو هى الأولى من نوعها لزعيم غربى منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، دعا الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أمس إلى منع قيام جدران جديدة تفصل بين الغرب وروسيا، مطالبا بتجاوز العقبات بين الجانبين. وطالب أولاند، خلال قمة عاجلة مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين استغرقت ساعتين، باقتناص الفرص والبحث عن حلول لتجاوز العقبات. وانعقد اللقاء بين الرئيسين الروسى والفرنسى فى غرفة استقبال بمطار "فونكوفو" بموسكو. وأكد بوتين أن موسكووباريس تؤيدان وضع نهاية فورية لحمام الدم فى شرق أوكرانيا. ووصف المحادثات بين الجانبين ب"البناءة جدا". وأضاف أن هناك مشكلات صعبة لابد من التعامل معها، لكنه أشار إلى أن زيارة أولاند ستسهم فى حل الكثير من الأزمات. وفى تصريح غير مسبوق، اعترف بوتين بأن الانفصاليين فى أوكرانيا قد انتهكوا إعلان وقف إطلاق النار، سويا مع حكومة كييف. وألمح الى أن المحادثات لم تتطرق لقضية السفينتين الحربيتين "ميسترال" التى تقاضت فرنسا ثمنهما ولم تسلمهما لروسيا. وفى طريق عودته إلى باريس، صرح الرئيس الفرنسى بأن توقيت اللقاء كان جيدا ويأتى فى ظرف جيد، مؤكدا أنه سيسفر عن نتائج فى الأيام المقبلة. وأضاف أنه إذا تأكد وقف إطلاق النار فى أوكرانيا يوم غد، سيمكن التفكير فى خطوات أبعد من ذلك. وتأتى هذه التطورات قبيل انطلاق جولة جديدة من محادثات السلام بين الأطراف المتصارعة فى أوكرانيا، والمقررة غدا بمدينة"مينسك" عاصمة بيلاروسيا. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن لقاء أولاند-بوتين جاء بمبادرة فرنسية تم اقتراحها على الجانب الروسى يوم الجمعة الماضية. وأوضحت أن أولاند أجرى اتصالا بنظيره الأوكرانى بيترو بوروشينكو والمستشارة الألمانية قبل وصوله موسكو. واتفقت حكومة كييف والانفصاليين على وقف العمليات القتالية غدا لإعطاء فرصة لنجاح المحادثات، فيما أعلنوه "يوم الصمت". وفى غضون ذلك، اتهمت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل روسيا أمس بالتدخل فى الشئون الداخلية لعدد من الدول التى تسعى لتوثيق علاقاتها مع الاتحاد الأوروبى. وأوضحت ميركل، فى تصريحات لصحيفة دى فيلت الألمانية، أن مولدوفا وجورجيا وأوكرانيا تتعرض لمشاكل من روسيا بعدما اتخذت هذه الدول قرارات سيادية للتوقيع على اتفاق مشاركة مع الاتحاد الأوروبى. وقالت ميركل: ليس هناك مبرر للحديث عن حرب فى منطقة البلطيق ولكن البند الخامس فى ميثاق حلف شمال الأطلنطى الذى يعتبر الهجوم على دولة عضو هجوما على الحلف بأكمله ما زال قائما.