منذ أن انطلقت بطولة الكونفيدرالية فى 2004 وهى بطولة غريبة عن الكرة المصرية رغم المشاركات الكثيرة للفرق بداية من الأهلى والزمالك والإسماعيلى وحتى أنبى وحرس الحدود ووادى دجلة، ولكنها استعصت على كل هؤلاء، خاصة بعد أن تم إلغاء كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكئوس وكأس الكونفيدرالية الإفريقية للأندية بعد نهاية نسختى 2003، ثم ظهور البطولة الحالية فى شكلها الجديد اعتباراً من بداية 2004 وبعد أن تم إدماج البطولتين إلى بطولة واحدة جديدة تحت اسم كأس الاتحاد الكونفيدرالى الأفريقى للأندية. وفريق الصفاقسى التونسى هو صاحب العدد القياسى فى عدد مرات الفوز بالبطولة بعد أن حصدها ثلاث مرات فى 2007 و2008 و2013، وسيطرت الفرق العربية بفضل الفرق التونسية والمغربية هيمنتها على هذه البطولة بأربع ألقاب تونسى ثلاثة للصفاقسى وواحدة للنجم الساحلي، وفاز بها الجيش الملكى المغربى 2005 والفتح الرباطى 2010 والمغرب الفاصى 2011، بينما كان للفرق الأفريقية نصيب فى ثلاثة ألقاب فقط لهارتس أوف أوك الغانى 2004 وستاد مالى 2009 وليوباردز الكونغولى 2012. وبعد أن خاض فريق الأهلى أول نهائى له فى هذه البطولة مساء أمس ستنتظره عدة أرقام قياسية جديدة وحقائق ستضاف إلى تاريخ القلعة الحمراء التى أصبحت لا تغيب عنها شمس البطولات مهما نال الكرة المصرية من أزمات أو عثرت، وهى كثيرة فى السنوات القليلة الماضية. ورغم الاهتمام الكبير الذى سبق اللقاء إلا أن اقتحام جماهير الألتراس لمدرجات إستاد القاهرة خطف الأضواء من الجميع خاصة فى ظل محاولات الأمن إخراجهم من المدرجات للتفتيش والعودة مرة ثانية، مما نال من تركيز الجميع قبل اللقاء الحاسم الذى أنطلق مساء أمس. وبعيدا عن الالتراس وما قام به من تصرفات، فإن بعضا من الحقائق التاريخية التى ستعانق الأهلى مع معانقته اللقاء الكونفيدرالى الأول له وللكرة المصرية: أن اللقب سيكون ال20 فى عدد البطولات القارية، ليتفرد بلقب أكثر أندية العالم حصولاً على الألقاب القارية، ويبتعد عن أبرز ملاحقيه إى سى ميلان الإيطالى وبوكا جونيورز الأرجنتينى برصيد 18 لقبًا، وريال مدريد الإسبانى 17 لقبًا. كما سيعادل الأهلى رقم شبيبة القبائل الجزائرى كأكثر نادى أفريقى حملاً للكؤوس ثلاثة مرات متتالية فى القرن الحالى. ويصبح الأهلى أول نادى فى القارة السمراء وفى العالم يحصد 5 ألقاب فى عامين فقط ،حيث فاز بلقب دورى الأبطال أفريقيا أعوام 2012،2013 و السوبر الأفريقى 2013 ، 2014. معادل رقم الترجى التونسى الذى يعد الفريق الوحيد داخل القارة، الذى فاز بمختلف البطولات القارية حيث استطاع الفوز بخمس القاب قارية هم دورى الأبطال و كأس الكئوس وكأس الاتحاد الأفريقى والسوبر الأفريقى و الأفروأسيوى. مع التتويج باللقب سيرفع الأهلى عدد مرات التتويج على ملعبه إلى عشر ألقاب، حيث احتفل بتسعة القاب افريقية مختلف من قبل على ملعبه ووسط جماهيره. وبطبيعة الحال فأن وصول الأهلى لنهائى البطولة هذا العام، بعد أن تغيرت طريقة المنافسة فى ثوبها الجديد وأصبحت تضم ثالث الدورى العام من أفضل 12 دولة فى تصنيف الأندية الإفريقية، إلى جانب الأندية أبطال الكأس للبلدان الإفريقية. وأضيف إليها دور الستة عشر المكرر بحيث يضم الأندية الثمانية المتأهلة من دور الستة عشر لها فى منافسة الأندية الثمانية الخاسرة من دور الستة عشر لبطولة دورى أبطال أفريقيا وذلك لإضافة القوة والإثارة لها، على أساس أن أندية دورى أبطال أفريقيا يفترض أنها أقوى من أندية كأس الاتحاد الكونفدرالى الأفريقي، وهنا أضيفت إثارة كبيرة على دور ال16 للكونفيدرالية، حيث أصبح على المتأهل من دور الستة عشر إثبات جدارته والفوز على خاسر دور الستة عشر لبطولة دورى أبطال أفريقيا للاستمرار والتأهل إلى دورى الثمانية. وهذا ما حدث مع الأهلى فى النسخة الحالية بعد أن أطاح بفريق الدفاع الحسنى الجديدى المغربى وتأهل إلى دورى المجموعات مع فريق سوى سبورت الإيفوارى ونكانا الزامبى والنجم الساحلى التونسي، قبل أن يتأهل برفقة سيوى سبورت إلى قبل النهائى ويصل إلى نهائى البطولة على حساب القطن الكاميرونى بالفوز ذهاباً وإياباً. كما أن دور الثمانية أو ما يطلق عليه دورى المجموعات يتم تقسيمهم إلى مجموعتين وحتى نسخة 2008 تم ألغاء الدور قبل النهائى على أن يتأهل بطلى المجموعتين إلى المباراتين النهائيتين مباشرة. وفى نسخة العام 2009 عاد الدور قبل النهائى إلى المنافسات مرة ثانية بصعود بطل ووصيف كل مجموعة بحيث يلتقى بطل كل مجموعة مع وصيف الأخرى على أن يقام إياب قبل النهائى على ملعبى بطلى المجموعتين. ومازالت الفرق المصرية تنتظر معانقة هذا اللقب العنيد والذى قد يكون هو الوحيد الذى استعصى على الكرة المصرية بعد أن نجحت الفرق والمنتخبات فى الفوز بكل البطولات الأفريقية على مدار تاريخها ولم تشهد أى بطولة تقريباً هذا العناد والاستعصاء على الكرة المصرية، ولكن قد يكون العام الحالى هو فك العقدة ويتوج الأهلى بمشيئة المولى بأول ألقابه فى الكونفيدرالية بعد مشاركة وحيدة من قبل وخرج سريعاً من دور ال16 الثاني، ولكنه غداً يخوض النهائى الأول له وللكرة المصرية مع شكل البطولة الجديد الذى بدأ فى 2004، وخسر بطل مصر وأفريقيا لقاء الذهاب 1-2 ولكنه سيكون قادر على عبور سيوى سبورت غداً مدعوماً بجماهيره التى اشتاقت أليها مدرجات الملاعب واللاعبين الذى يخوضون مبارياتهم كما لو كان فيلم صامت لا يشعر فيه أحد بالمتعة لغياب الروح التى تمنح الكرة متعة حقيقية وهو الجمهور .