اِجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس بأعضاء المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية التابع لرئاسة الجمهورية، حيث شهد الاجتماع الوقوف على التقدم الذى تم إحرازه فى عدد من الملفات التى كان الرئيس قد كلف أعضاء المجلس بدراستها وإعداد خطط التحرك بشأنها، وفى مقدمتها تصويب الخطاب الدينى ومواجهة الأفكار المغلوطة وتأهيل الأئمة والوعاظ، حيث تم طرح عدة مقترحات لمواجهة الفكر المغلوط والأفكار الهدامة التى يحاول البعض الترويج لها ومن بينها دعاوى التكفير والعنف. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أكد ، خلال الاجتماع الذى استمر لمدة خمس ساعات ، ضرورة إيلاء اهتمام بالبناء الفكرى للشخصية الإسلامية، بما يسمح بتكوين عقلية إسلامية معتدلة ومنفتحة تعتنق القيم السمحة للدين الإسلامى وترفض فكر العنف والتطرف والإرهاب، وهو الأمر الذى يتطلب تضافر جهود عدة جهات مختلفة على المستويين الرسمى والشعبي، ويأتى فى مقدمتها وزارات التعليم والتعليم العالى والأوقاف والأزهر الشريف. وفى هذا الإطار، أكد الرئيس مجددا على أهمية تعرف المجلس على آليات العمل فى مؤسسات الدولة وتعزيز التنسيق والتواصل معها، مشيرا إلى ضرورة تعظيم الاستفادة من مختلف مؤسسات الدولة وتوظيف إسهاماتها، ولا سيما فى المجالات التخصصية، ومنوها إلى الدور الفعال الذى يمكن أن تقوم به الجامعات المصرية فى هذا الصدد. وأوضح السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء أيضا استعراض التصور المقترح لإنشاء مدينة رفح الجديدة استجابةً لمطالب أهالى الشريط الحدودى بمدينة رفح، بحيث تتضمن خدمات ومرافق حديثة، ومناطق زراعية وصناعية، ونماذج سكنية تناسب البيئة الصحراوية، وإمكانية تعظيم الاستفادة من هذه المدينة والتوسع مستقبلاً فى إنشاء كليات تخصصية بها سواء فى مجالات الطاقة أو الزراعة الحيوية وغيرها.وأكد الرئيس أهمية إعداد الدراسات اللازمة لتحديث نظم الزراعة والرى فى سيناء، ومنع البناء تماماً على الأراضى الزراعية. وفى سياق متصل، وجّه الرئيس بضرورة بحث احتياجات أهالى النوبة من حيث إنشاء مدن سكنية لهم تفى باحتياجاتهم وتلائم البيئة النوبية. وأشار الرئيس إلى أنه فى إطار التنمية العمرانية التى يتم تنفيذها سيتم خلال الفترة المقبلة وضع حجر الأساس لإنشاء مدينة الإسماعيلية الجديدة شرق قناة السويس، فضلاً عن إنشاء مزارع سمكية فى بحيرة البردويل. وعلى صعيد مواجهة أزمة الطاقة، أشار المتحدث الرسمى إلى أنه تمت مناقشة مبادرة مقدمة من المجلس لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية باعتبارها ضمن السبل العاجلة لمواجهة تلك الأزمة. وحول تنمية منظومة الإدارة المحلية، تم استعراض عدد من التصورات لتطوير تلك المنظومة بشكل شامل يتضمن تنمية الاقتصاد المحلى وتوفير الخدمات المحلية، وتطوير العشوائيات، وإنشاء وتمهيد الطرق، والحفاظ على البيئة والحد من التلوث، كما تمت الإشارة إلى الجهود الجارية بين المجلس والوزارات المعنية لإيجاد حلول للمشكلات التى تعوق منظومة العمل المحلي. وقد وجَّه الرئيس بسرعة الانتهاء من إعداد هذه الحلول، مشيرا إلى أهميتها فى ضوء ترسيم المحافظات الجديدة، وما سيتطلبه من جهود تنموية، لا سيما أنه سيكون هناك ظهير صحراوى للمحافظات يتعين استصلاحه وزراعته، فضلا عن المحافظات التى سيكون لها سواحل على البحر الأحمر، وما سيستلزمه ذلك من إقامة مشروعات سياحية وتعدينية وموانىء وفى هذا الإطار، أكد الرئيس أهمية التحديث والتطوير الالكترونى للخدمات المقدمة سواء للمواطنين أو للمستثمرين. وعلى صعيد سلامة الطرق وانتظام المرور، تم طرح عدة مقترحات منها تفعيل المجلس القومى لسلامة الطرق وكذلك اللجنة القومية للحد من الإصابة. وقد أولى الاجتماع اهتماماً خاصاً لأهمية النهوض بقطاع السينما وزيادة حجم هذه الصناعة، واستعادة المكانة المصرية الرائدة فى هذا المجال كجزء أساسى من قوة مصر الناعمة. وقد وجه السيد الرئيس بتطوير المعهد العالى للسينما للمساهمة بفعالية فى تحقيق الأهداف المرجوة من صناعة السينما فى مصر. كما استمع الرئيس إلى عرض شامل لسبل تعزيز التوافق المجتمعي، من خلال نشر قيم التسامح وقبول الآخر ونبذ التعصب وذلك عبر تضافر جهود عدة وزارات أهمها الثقافة والشباب والرياضة والأوقاف، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، فضلاً عن تطوير مراكز الشباب، وتفعيل دور القنوات المحلية، والنظر فى بث قناة خاصة بسيناء، حيث رحب السيد الرئيس بهذا المقترح ووجه بدراسته. وقد اختتم الرئيس الاجتماع بتأكيد أهمية مكافحة الفساد وتطبيق القانون على الجميع، مؤكداً أن تحقيق تنمية شاملة وتقدم حقيقى على كافة الأصعدة، ومهما كانت الإمكانيات التى يتم حشدها، لا يمكن أن تؤتى ثمارها دونما إجراءات فعالة وحاسمة لمواجهة الفساد والقضاء عليه.