تعد مشكلة التسرب من التعليم قضية أمن قومى لما لها من تأثير سلبى على المجتمع بأثره خاصة أن عدد المتسربين يبلغ حوالى 2مليون و500ألف طالب من سن 8 إلى 12عاماً علماً بأن النسب الأعلى منهم تكون في حلقتي التعليم الابتدائي والإعدادي وأن هناك 14 محافظة نسب التسرب فيها أعلى من المتوسط، وذلك بسبب عمالة الأطفال مما يتطلب وضع خطة عاجلة للقضاء على هذه الظاهرة لأن القضاء علىها يجفف منابع الأمية، ويقلل من إهدار الموارد كما أنه لابد من معرفة أهم الأسباب التي تدفع الطلاب إلى التسرب من التعليم. القائمين على العملية التعليمية بصدد الإعداد لتنفيذ مشروع «مدارس الفرصة الثانية»، لمعالجة مشكلة أطفال الشوارع في مصر، مستفيدة من تجارب الدول الأخرى في هذا الشأن ولا سيما تجربة فنلندا والبرازيل والتى تتلخص فى تقديم عرض على الطلاب المتسربين بأن يعودوا للدراسة بأجر يومى، بشرط أن يكون لديهم النية للتأهيل الدراسى بدلاً من أن يحصلوا على الأجر اليومى فى أعمال أخرى «غالبيتها فى الشارع». وتشير الإحصائيات التى أعلنها مؤتمر القمة العالمى للإبتكار فى التعليم " وايز "إلى أن 34مليار دولار يمكن أن تضمن تعليم 29 مليون طفل على مستوى العالم وإذا ما ضاعفنا هذا الرقم نستطيع مضاعفة عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس وهو ما سنحققه خلال سبع سنوات". وأن واقع تعليم الأطفال في عدد من دول العالم وخصوصا المناطق التي تعاني نزاعات وحروبا أو مشكلات وكوارث طبيعية وصحية وما تحقق من إنجازات في بند "توفير التعليم الابتدائي لجميع الأطفال بحلول عام 2015 ضمن أهداف الإنمائية الألفية" غير مرضى حتى الآن كما أن للجهود المبذولة لصياغة أهداف ما بعد 2015 وخصوصا ما يتعلق منها بالتعليم يجب أن تركز على التمويل والدعم للقطاعات التعليمية في الدول المحتاجة ورفع كفاءة الإنفاق والرقابة على الأموال المخصصة للتعليم. وفي مجال دعم التعليم وفتح آفاق وفرص لعدد من المناطق المحرومة حول العالم لابد من تقديم حلول جديدة ابتكارية لمعالجة التحديات التعليمية وتعزيز انخراط الشباب في العمل المجتمعي وتمويل مكافحة الكوارث ورفع الميزانيات المخصصة للتعليم في الحالات الطارئة والتركيز على الفئات الأكثر تهميشا وصولا إلى الغاية التي يسعى لها العالم وهي ضمان حق التعليم لجميع أطفال العالم. ولكن ما يدعو للتفاؤل وسط هذه الإحصائيات والأرقام المخيفة هو فوز المشروع المصرى عن أطفال الشوارع فى المؤتمر ذاته بجائزة المبادرة العالمية الرائدة فى مجال دعم الابتكار والتعاون فى مجال التعليم العام 2014 والبالغ قيمتها 20 ألف دولار ضمن ال 6مشاريع الفائزة متفوقاً بذلك على آلاف المشاريع المقدمة من جميع أنحاء العالم. ونافس المشروع المصرى مع 5 مشاريع تعليمية أخرى من استراليا وفنلدا والهند وبيرو والأردن للفوز بالجائزة الكبرى للمؤتمر البالغ قيمتها 500 ألف دولار، وضم أكبر تجمع عالمى للمبتكرين فى التعليم. تقوم فكرة المشروع المصرى على تخفيض عدد أطفال الشوارع الذين يعيشون ويعملون فى شوارع القاهرة عبر توفير التعليم والمهارات الحياتية الصديقة لهم، لإعادة دمجهم فى المجتمع من خلال التعليم، حيث تشير تقارير مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن عدد أطفال الشوارع بالقاهرة يزيد على المليون طفل. ويتضمن المشروع التوعية بالسلامة على الطرقات والصحة الإنجابية مع التركيز على الصحة العامة ومرض الإيدز وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً، ويستخدم المشروع تقنيات العمل مع الأطفال ذوى القدرات والمستويات التعليمية المتفاوتة، وعلى الرصد والتقويم، والتعليم عبر اللعب، والتعليم الذاتى.. [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة