تعد مبادرة "لم الشمل" التى أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ، خادم الحرمين الشريفين، والتى دعا فيها مصر لقبول المصالحة الخليجية مع قطر من أهم التطورات السياسية فى الموقف العربى المتأزم بين قطر وكل من مصر ودول الخليج. وتأتى هذه المبادرة فى وقت تزايدت فيه المخاطر مع ظهور فصائل إسلامية تحت مسميات مختلفة تتبنى العنف كوسيلة لفرض إرادتها وسطوتها، بينما تمزقت كل من سوريا والعراق وليبيا ، وبات الخطر وشيكا على باقى دول المنطقة مع هذه الهجمات الشرسة المدفوعة من قوى خارجية لها أهدافها ومنطلقاتها وفى مقدمتها تقسيم العالم العربى إلى دويلات ضعيفة ومتخلفة. وأهمية هذه المبادرة لا تكمن فى مصالحة قطر مع مصر او عودة سفراء كل من الكويت والإمارات والسعودية لقطر، أو حتى وقف الحرب الإعلامية من جانب قناة الجزيرة، ولكن الأهمية تأتى فى أنها تغلق الباب الخلفى لمن يرغبون فى هدم وتمزيق الدول العربية، وتعود بقطر إلى محيطها الطبيعى داخل الأسرة الخليجية والعربية. ويأتى قبول مصر بالمبادرة ، وإعلان رئاسة الجمهورية ترحيبها وتجاوبها الكامل مع دعوة خادم الحرمين الشريفين، وإعرابها عن ثقتها الكاملة فى حكمة رأى الملك عبد الله، وأنها ستظل «بيت العرب»، وأنها لن تتوانى فى دعم أشقائها العرب، وتأكيدها أن المبادرة تمثل خطوة كبيرة على صعيد مسيرة التضامن العربى، بمثابة برهانا ساطعا على أن الدولة المصرية لا تسعى للخلاف مع أشقائها، وأنها على إستعداد دائما لطى صفحة الخلاف مغلبة المصالح العربية على مصالحها. وقد ناشد الملك عبد الله مصرشعباًوقيادللسعي معه لإنجاح هذه ا لخطوةفى مسيرةالتضامن العربى،مؤكدا قناعته بأنقادةالرأىوالفكرووسائل الإعلام سيسعون لتحقيق هذاالتقارب وإنهاءاالخلاف. لمزيد من مقالات نجلاء ذكري