لم يقرر احد منا أن يحب الآخر..مازلت اؤمن أن الحب إرادة الاهية خالصة وليس للإنسان فيه اختيار..انه يهبط علينا من السماء لأنه منحة سماوية جميلة .. انه يشبه المطر حين يتدفق على الصحارى الموحشة فتتحول إلى حدائق غناء..انه يشبه ميلاد طفل جميل يمنح السعادة والأمل لكل ما حوله..انه يشبه تلك العلاقة التى يحتوى بها الإنسان كل ما حوله من الحب والوفاء..كنت اعلم انك قدرى وانى لا املك قرار الانسحاب..وكنت ادرك اننى تسللت إلى خريف أيامك وجعلت منه ربيعا دائما..وكنت على يقين أن الزمن لا يتصالح كثيرا مع المحبين وانه يسعدهم أحيانا ويشقيهم أحيانا..ولهذا كنت دائما اخاف لحظة وداع مؤلمة..وكنت ادرك أن السماء التى أمطرتنا حبا ستعود وتملأ أيامنا جفافا..وانك اليوم بين يدى وغدا لا اعرف لك أرضا ولا مكانا.. من أجل هذا كنت انسحب أحيانا واقترب أحيانا أخرى وكنت دائما أخاف لحظة لا أجدك فيها ويتحول العمر إلى صحراء موحشة..لم نقرر يوما ان نبدأ رحلتنا مع الحب والغريب اننا ايضا لم نقرر اليوم رحلتنا مع الفراق..والفرق بين اللقاء والفراق مسافة قصيرة جدا ولكنها تستهلك من عمر الإنسان الكثير ..ولو أن الإنسان كان يعلم والايدى تتصافح والأشواق تتعانق انه ينتظر فى آخر المشوار رحلة وداع مؤلمة ربما فكر كثيرا قبل أن يبدأ الرحلة..نحن الآن نقف في منتصف الطريق لا نحن اكملناه ولا نحن انهيناه وان كنا أحيانا نتساءل لماذا بدأناه .. من اصعب واقسى الرحلات التى يقوم بها الإنسان في حياته رحلة حب لم يكتمل حين يكتشف انه بدأ طريقا وأصبح من الصعب عليه أن يكمله لأسباب لا يملكها ولا يستطيع أن يغير فيها شيئا..كنت أتمنى أن تكون رحلة العمر معك..ولكن القدر كان اكبر منا فقد جمعنا في لحظة احتياج وامل وفرقنا ونحن احوج من نكون لنكمل المشوار معا..قدرً اراد لنا اللقاء ثم انهى ما بيننا..لا تحزنى لان النهاية احيانا تحمل بريق أمل جديد ولأن الماضى مهما صار بعيدا يمكن أن يصبح حاضرا ومستقبلا. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة