عاشت بعثة فريق دوار الصراحة بالأهرام أياما على حدود مصر والسودان اكتشفت خلالها عددا من المشاكل التى يمكن ان تعيق حركة التجارة والمسافرين بين البلدين مصر والسودان. كما كشفت البعثة عن وجود أخطار أمنية تتربص بالبلاد إذا لم يتم ضبط ايقاع الحركة داخل المنافذ بين الدولتين ومن اهم ما رصدته البعثة ان مدينة أبو سمبل المرشحة لأن تكون مركزا تجارية افريقيا تعيش فى عزلة طوال العام وتحتاج إلى اهتمام الجهات المعنية وكذلك بحيرة ناصر والتى صارت مرتعا لمافيا الثروة السمكية ومن هنا بدأت الرحلة. محافظ أسوان : «أرقين» خطر على الأمن القومى.. ولكن رغم أهمية الطريق ورغم عدم جاهزيته بالشكل المناسب بين البلدين ،حيث انتهت مصر من تأهيله بنسبة 70 % إلا أن توقعات بخطورته وتهديده لأمن مصر القومى كان وراء قرار إغلاقه، لحين تجهيزه أمنيا بجميع الخدمات اللوجستية التى من شأنها أن تؤمن الحدود المفتوحة غربا، والتى ظلت بوابة العبور للمحظورات والأسلحة لفترات طويلة. المحافظ اللواء مصطفى يسرى قال: الصراحة إن قرار غلق طريق أرقين له أبعاده الأمنية التى تتعلق بالظروف الحالية التى نمر بها ، فهو وعلى عكس منفذى قسطل أشكيت غير جاهز بالخدمات الأساسية من جوازات وأمن موانيء وحجر بيطرى وزراعى وجمارك وغيرها ، لدرجة أنه وفور الإبلاغ عن أى شاحنات قادمة فى الطريق، يتم الدفع بلجنة من رجال الجمارك والجوازات لفحص الشحنات والبضائع ، وبطبيعة الحال من السهل جداً القيام بأعمال تهريب للأسلحة والمخدرات والبشر من الدول المجاورة ، الأمر الذى يحتم علينا اليقظة والانتباه وتوخى الحذر فيما يتعلق بهذه المنطقة تحديدا التى ترتبط بجنوب ليبيا ودارفور وتشاد. ويقول المحافظ: أن الطريق يعد بالفعل أسهل كثيرا من الطريق الشرقى ، لأنه يربط أسوان بولاية دنقلة الشمالية دون الحاجة إلى استخدام العبارة لعبور بحيرة ناصر من الجانب الغربي فى أبو سمبل إلى قسطل على الجانب الشرقى وحتى الوصول إلى ولاية حلفا وبقية الولايات السودانية ، فهو طريق يوفر الوقت والجهد وعند الانتهاء من تجهيزه وتأمينه سيحقق طفرة كبيرة فى الحركة التجارية مع الدول الإفريقية ، وأكد المحافظ أنه يتابع وبنفسه تجهيز هذا الطريق ليكون الشريان الثانى الذى يربط مابين مصر والسودان ودول غرب إفريقيا. أما محمد أدو القاسم رئيس الغرفة التجارية بأسوان فقد أشار إلى أن غلق طريق أرقين ووقف الحركة عليه بشكل مفاجئ قد أضر بآلاف العاملين والسائقين والشركات المتعاقدة على توريد المنتجات المصرية إلى ولاية دنقلة السودانية، وقال إن هذا الطريق يعمل منذ عام 1982 ومؤمن من خلال نقاط تفتيش تابعة لقوات حرس الحدود ، وهو الطريق الأفضل بالنسبة لحركة التجارة ونقل الركاب ، فى ظل أن منفذى قسطل وأشكيت غير قادرين على استيعاب حجم هذه الحركة التى تنمو بشكل ملحوظ بين البلدين ، وتمنى أبو القاسم أن تعيد هيئة الموانىء الجافة النظر فى القرار الذى اتخذته بغلق الطريق بعد تأهيله أمنيا ودعمه بالخدمات التى تضمن تأمين حدودنا الغربية الجنوبية المفتوحة.
بحيرة ناصر.. ترحب بالحيتان وتعشق التماسيح تماسيح النيل وحيتان البشر كلاهما يضر بمقدرات الثروة السمكية لبحيرة ناصر ، فالبشر من كبار المهربين وأصحاب الحظوة داخل البحيرة الشاسعة تحولت ثرواتهم من خانة الصفر إلى الستة أصفار من خلال أعمال التهريب التى لا تتوقف فقط عند الصيد الجائر والتهرب من الرسوم المفروضة على الإنتاج وإنما تعدتها إلى تجارة الممنوعات والبشر القادمين من شتى الدول الإفريقية. حيتان البحيرة ومنذ ثورة يناير توسع نشاطهم بشكل مريب بسبب حالة الانفلات الأمنى التى تعاني ولاتزال منها البحيرة ، فالصيد المخالف هو السائد ووقف أعمال الصيد فى شهرى التكاثر السمكى خرج ولم يعد حتى الآن، مما أثر وبشكل كبير على الثروة السمكية المهدرة داخل مناطق الصيد الخمسة التى تمتد لمسافة 350 كيلو مترا حتى الحدود المصرية السودانية. البحيرة عانت كثيرا من الإهمال وتعدد الجهات المشرفة عليها ، فتارة تتبع لهيئة تنمية الثروة السمكية ، وأخرى تتبع لهيئة تنمية بحيرة السد العالى ، بينما 10 آلاف صياد من «العراقة» يعملون فى المسطح المائى وغير خاضعين لأى جهة تشرف عليهم، فى الوقت الذي لاتزال ملكية رخص الصيد فى حوزة الكبار و مقسمة على 5 جمعيات تعاونية لكل منها منطقة مصيد خاصة بأخوارها، وهى مصر أسوان وجمعيات أبناء أسوان، والتكامل ،والأم، والنوبية. ولأن البحيرة خضعت كثيرا لنظام الاحتكار وعادت للاستثمار ثم عادت للجمعيات مرة أخري، فقد تراوح إنتاجها مابين الزيادة والنقص دون أن تحقق المأمول منها حتى هذه اللحظة. ومن حيتان البحيرة والبشر إلى عشق البحيرة للتماسيح ، فمن فى البحيرة لايعرف «أبو سلاسل» صديق المراكب والصيادين .. أبو سلاسل هو تمساح ضخم حاول عدد من الصيادين اصطياده يوما ما ، وبعد أن وقع فريسة لهم لم يجدوا سوى تكبيله بسلاسل ضخمة ، ولكن من فرط قوته وطوله الذى يتعدى الأمتار الخمسة فك قيوده ولايزال حيا يمزح في البحيرة، حيث يتجنبه الصيادون بمجرد الاقتراب منه ، بسبب الأصوات التى تحدثها السلاسل. وعن تماسيح البحيرة يتحدث الخبير البيئى ومسئول المحميات الطبيعية السابق بأسوان محمود حسيب قائلا إن اتفاقية سايتس التى وقعت عليها مصر بمشاركة 8 دول أخرى تحظر صيد التماسيح تماما ، للحفاظ على التوازن البيئى للبحيرة ، فالتمساح بطبيعته يميل للحياة الهادئة فى الأخوار، وهو يدافع دائماً ولا يهاجم إلا من يهاجمه ويقترب من أعشاش بيضه ، أما القول المرسل عن خطورته على الثروة السمكية فلا أساس له من الصحة، فالتمساح يتغذى على فصيلة الأسماك القطيطية التى تضم القراميط والشال وجميع هذه الأسماك القطيطية من نوعية الأسماك أكلة الأسماك ويرى حسيب ضرورة مراجعة بنود اتفاقية سايتس بعد الانتهاء من الدراسات والأبحاث الجارية لتحديد نسبة التماسيح النيلية داخل بحيرة ناصر للاستفادة من جلودها النفيسة والغالية ، كما يمكن استثمارها فى المجال السياحي، وذلك بتنظيم رحلات سياحية داخل الأخوار المتشعبة والتى تصل إلي نحو 75 خورا شرقا وغربا.