تصدرت مغادرة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مبكرا قبل صدور البيان الختامى لقمة العشرين فى مدينة بريسبن الأسترالية، اهتمام وسائل الإعلام الروسية المختلفة أمس، والتى أكدت جميعها أن بوتين قام بهذه الخطوة من أجل تجنب انتقادات الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية. وذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أن مغادرة الرئيس الروسى قمة العشرين قبل الموعد المحدد لانتهائها جاء لتجنب المواجهة مع انتقادات الغرب وفتح حوارات ونشر أكاذيب لا داعى لها إلى جانب عدم إتاحة الفرصة لزيادة العزلة المتنامية لروسيا بسبب الأزمة الأوكرانية. وأشارت صحيفة «فيدوموستى»إلى أن بوتين تجنب الرد على تصريحات شديدة اللهجة من قبل القادة الغربيين فى ختام اجتماع دول العشرين، خاصة بعد الاستقبال الفاتر الواضح الذى بدا فى أول اجتماعاتهم. وفى تعليق منفصل، وصفت صحيفة «فيدوموستى» مشهد حضور الرئيس الروسى قمة العشرين قائلة إن بوتين كان «غريبا وسط غرباء» فى القمة. فى حين يشير محللون إلى أن أجواء التوتر بين روسيا والغرب ورحيل الرئيس بوتين مبكرا لا تبشر بالخير للتوصل إلى حل لإنهاء الأزمة الأوكرانية، كما أن كلا الطرفين لا يبديان أى اهتمام للحفاظ على مظهرهم. وفى غضون ذلك، حذر الرئيس الروسى من حدوث تطهير عرقى بسبب الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أنه مقتنع بأنه لابد من إيجاد سبيل لحلها. وقال بوتين: «أقول بصراحة..إننا قلقون جدا من احتمال ظهور الرغبة فى استخدام التطهير العرقى. إننا خائفون من حدوث توجه نحو النازية الجديدة. هناك أشخاص يضعون الصليب المعقوف على أكمام قمصانهم وقوات مسلحة على خوذاتها رموز إس إس (وهو أحد رموز النازية الجديدة». هذا هو السبب فى تخوفنا من وجود توجه فى هذا الاتجاه. تكون كارثة للشعب فى أوكرانيا». وأضاف أنه تم نشر القوات الروسية للحيلولة دون إراقة الدماء، وأنه فوجىء برد الفعل فى الغرب. من جانب آخر، صرح الرئيس الأوكرانى بترو بوروشنكو بأن القيادة الأوكرانية تدرس مختلف السيناريوهات لتطور الأزمة فى شرق البلاد، محذرا من استعداده لسيناريو «حرب شاملة» مع روسيا، فيما أكد الجيش أن الانفصاليين و القوات الروسية يستعدون لشن هجوم. وقال بوروشينكو فى حوار مع صحيفة «بيلد» الألمانية «أنا لا أخاف الحرب مع القوات الروسية ونحن مستعدون لسيناريو حرب شاملة. الوضع الحالى لجيشنا أفضل كثيرا من وضعه قبل 5 أشهر، ولدينا الآن دعم العالم بأكمله. عسكريونا يظهرون أنهم قادرون على حماية بلادنا. إننا نريد السلام فقط لكننا للأسف يجب أن ندرس أسوأ سيناريوهات». وأشار بوروشينكو إلى أن «أوكرانيا فعلت كل ما بوسعها من أجل التوصل إلى اتفاق سلام»، مضيفا أن كييف أعلنت عن استعدادها لحلول وسط، وأعربت عن ثقتها بأنه لا يمكن حل الأزمة عسكريا. وأضاف: «لا نريد الحرب، نريد السلام ونناضل من أجل القيم الأوروبية، لكن روسيا لا تلتزم بالاتفاقات». وعلى الصعيد الأمنى، أعلنت السلطات الأوكرانية أمس مقتل ستة جنود وثلاثة من أفراد الشرطة الأوكرانيين ومدنى، إلى جانب اصابة 14 آخرين فى مواجهات بين الانفصاليين الموالين لروسيا والجيش الأوكرانى خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة فى شرق البلاد. وأوضحت مصادر أمنية أن تبادلا لإطلاق النار وقع أمس الأول بعد أن تعرضت دورية تابعة للجيش الأوكرانية للقصف فى منطقة لوجانسك قرب مطار دونيتسك الذى يشهد الكثير من المواجهات بين الجانبين، كما سمع دوى انفجارات قرب وسط المدينة . وسمع شاهد من رويترز فى وسط دونيتسك عشرات الانفجارات الناجمة عن القصف المدفعى رغم أنه لم يتضح من أطلقها أو المكان الذى استهدفه الهجوم. وقال بيان للحكومة صادر باسم إدارة مدينة دونيتسك إن الوضع فى المدينة متوتر. يأتى ذلك فى الوقت الذى يعتزم فيه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى البالغ عددها 28 دولة إجراء مباحثات خلال الساعات القليلة المقبلة بشأن اتخاذ رد فعل مناسب على التطورات الأخيرة فى الأزمة الأوكرانية. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى يتعرضون لضغوط كبيرة لفرض عقوبات جديدة ضد موسكو بعد قمة العشرين، ومن المتوقع أن تشمل هذه العقوبات توسيع لائحة الشخصيات المجمدة أرصدتهم ويحظر دخولهم إلى الاتحاد الأوروبى. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن المستهدفين هم أفراد ينتمون إلى قيادة الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يسيطرون على دونيتسك ولوجانسك.