الحكاية: شغب ومظاهرات تم التركيز عليها أكثر من أى جامعة أخرى، مظاهرات لبعض عناصر الإخوان فى المعاهد الأزهرية، الإحساس بصعوبة وكثرة المناهج الأزهرية، هجوم من بعض الفضائيات على الأزهر مع تنامى الإرهاب فى المنطقة، نتائج المعاهد نسبة النجاح لا تتعدى ال5%. النتيجة: هروب كبير من طلبة المعاهد الأزهرية إلى التربية والتعليم، فبحسب تصريحات الشيخ جعفر عبدالله رئيس قطاع المعاهد الأزهرية السابق، أن عدد الطلاب الذين حولوا أوراقهم من المعاهد الأزهرية للالتحاق بمدارس التربية والتعليم بلغ عددهم 86 ألف طالب وطالبة. الأسباب: هنا نستعرض الأسباب مع المسئولين والمتخصصين، فالدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، قال: ليس لدينا حصر دقيق لمن قام بالتحويل من المعاهد الأزهرية، فحتى الآن تجرى عمليات التحويل، ولن نستطيع ذكر الرقم، ولكن نسبة التحويلات من الأزهر إلى التربية والتعليم كبيرة، وهذه ليست سابقة أولى، فى كل عام تتم تحويلات، وهو أمر لا يقلقنا، ولكننا فى كل الأحوال نبحث أسباب هذه التحويلات، وتم تكوين لجنة لإصلاح التعليم، وتبين لنا أن مناهج الأزهر كبيرة وثقيلة على الطالب، فهو أصبح مشغولا بأمور أخرى، ولم تعد لديه القدرة على تحمل عبء هذه المناهج، فمهمة اللجنة تخفيف المناهج وربطها بالواقع المعاصر، فأصبحت المواد الأزهرية التى يتم تدريسها للطلبة فى المرحلة الإعدادية ثلاث مواد فقط إضافة إلى القرآن والمواد الثقافية. ونفى د. شومان أن يكون هجوم الفضائيات على التعليم الأزهرى سببا فى تخفيف المناهج وتطويرها، قائلا" الفضائيات لا نعبأ بها" مشيرا إلى من يرسم سياسات التعليم لا في الأزهر ولا فى غير الأزهر، فنحن نعلم المشكلات الحقيقية التى تواجه الطالب، إضافة إلى مشكلات معاصرة ظهرت مؤخرا كالإلحاد والإرهاب وضعف الانتماء الوطنى وهى مشكلات موجودة وغير معالجة بطريقة معاصرة فى المناهج الأزهرية، أما ما تذهب إليه الفضائيات فهو وإن كان حقيقيا فهو لا يدرس بالأساس، ونحن نتحدى أن يكون تم تدريس ما ذهبت إليه بعض الفضائيات من أنه يجوز قتل النصرانى أو الأسير فقد تم حذف كل ذلك لأنه لا يناسب العصر، وليس ما تذيعه الفضائيات هو سببا فى التحويل فقط فهناك بالفعل مشكلات اخرى، كصعوبة المناهج الأزهرية وثقلها. كما نفى أن تكون مظاهرات تمت على أيدى الإخوان في المعاهد الأزهرية سببا فى قرار التحويل، قائلا: سواء ما حدث فى المعاهد أو الجامعة، فهناك مبالغة إعلامية خاصة للجامعة، فالأزهر ليست استثناء بين الجامعات، كل الجامعات مرت بأحداث عنف. ونحن لا نخفى شيئا، فالأزهر فى عهد الشيخ الطيب صار أكثر شفافية عن ذى قبل، ومع ذلك يتعرض لهجوم، فنحن فى العام الماضى ولأول مرة فى التاريخ قمنا بإلغاء ثلاثة امتحانات، واستبعاد لجان بالكامل بعد ثبوت الغش الجماعى.وأشار إلى أننا نتخذ خطوات جريئة للغاية لإصلاح التعليم فى الأزهر، ولا اعتقد أن مسئولا فى الأزهر من قبل تجرأ على اتخاذها، وهناك جهود حقيقية على أرض الواقع لا يستطيع أحد إنكارها، فنحن نعمل على تلافى الظواهر السلبية، ونعمل ليل نهار، ونحن سعداء عمن يتحدث عنها، شرط أن تكون ظواهر حقيقية، وليس للتجريح أو التشويه، ومع ذلك نحن نتركهم، وأبشر التعليم الأزهري قريبا سيكون محط أنظار العالم مدير إحدى المعاهد الأزهرية الخاصة شكك فى الرقم الذى تم ذكره، مؤكدا أن الرقم أضعاف ذلك، وأن العام الذى سبقه كان كبيرا أيضا، فهم حسب قوله مئات الآلاف، والسبب هم القائمون على التعليم الأزهرى، وسياساتهم التى دفعت هؤلاء الآلاف للتحويل، فالتعليم الأزهرى يعيش أزمة حقيقية تحتاج تعديل سياسته فورا، وإلا فإن التحويل سيكون مستمرا وبنفس الوتيرة. بأسى يروى خالد رمضان والد لثلاثة تلاميذ بالأزهر، قام بتحويل لاثنين منهم بعد رسوب ابنته الكبرى فى الصف الثانى الثانوى الازهرى على ثلاث درجات فقط، يقول إن يدا خبيثة تلعب فى الأزهر حتى يكره التلاميذ التعليم الأزهرى برمته، فلا يوجد مدرسون يراعون ضمائرهم فى الشرح، أو انتظام للعملية التعليمية داخل الفصول، إضافة إلى تعنتهم في وضع الامتحانات وصعوبة الأسئلة، ومن ثم لا يراعون عند التصحيح أى درجات رأفة برغم الشكوى من صعوبة الامتحانات، فهل يعقل أن يرسب 44 طالبة فى مادة النحو على بضع درجات ومن ثمّ يقومون بإعادة السنة من إجمالى نحو 70 طالبة، أضف إلى ذلك عدم مراعاة صعوبة المناهج، فلم يعد هناك فرق بيننا وبين التربية والتعليم والدخول إلى كليات القمة مثله مثل التعليم العام، برغم وجود ضعف المناهج لدى طلبة الثانوية الأزهرية، فنحن من تعلمنا فى الأزهر نقوم بالتحويل لأبنائنا الآن، فماذا عن الشخص العادى الذى لم يدرس بالأزهر. خالد ذكرى المدرس بإحدى المعاهد الأزهرية يقول هناك الكثير قام بالتحويل من الأزهر، ويبدو الأمر غريبا هذا العام، ولا سبب واضحا تجاه ذلك، وأرجع ذلك إلى صعوبة المناهج، وعدم تحمل التلاميذ لهذا العبء، مؤكدا فى الوقت ذاته أن على القائمين على التعليم الأزهرى أن يراعوا المناهج حتى تتناسب والعصر الحالى. مفندا بعضا من هذه الأسباب يذهب د. خالد عرفان أستاذ المناهج وطرق التدريس بتربية الأزهر، إلى أن التحويل راجع إلى سوء النتائج فى المرحلتين الإعدادية والثانوية، التى تتراوح دائما بين 3 و4% وهذا دافع لهم، بدلا من البحث عن أسباب هذه النتائج من مناهج وطريقة تعليم، فكثير ممن يقومون بإعداد المناهج غير متخصصين، وكذلك المعلمون، فالآن أصبحت المعاهد الأزهرية ساحة لعصابات تعليمية وليست مدرسين، فكثيرة هى الاسباب سواء مناهج أو بيرقراطية، أو الإدارة أو اللوائح والقوانين اليومية، أو إعداد المعلم، فآلاف المدرسين الذين تم التعاقد معهم دون تدريب، ولا توجد دورات تدريبية لهم، فالمنظومة بكاملها تحتاج إلى اتساق وتكامل حتى تشجع الطلاب وأولياء الأمور على التقدم للأزهر وليس الهروب منه، ولا ننسى الإعلام وحملات تشويهه للأزهر، والهجوم على التعليم الإسلامى، وكأن الأزهر وليد اليوم وليس منذ ألف عام، ثم نجد من يطالب بغلق جامعة الأزهر لأن فيها عنفا وشغبا وأنها منبع الإرهاب، ما هذا، هذا سبب كبير، ودافع مخيف، وتناسى أو تعمد عدم ذكر عنف الجامعات الأخرى، ويبدو أن لا أحد يعلم خاصة من فئة معينة من المذيعين أن انهيار الأزهر انهيار للإسلام فى مصر، وانهيار للمجتمع، وفتح الباب للإرهاب والإرهابيين فى مصر، فبدلا من مهاجمته علينا أن نسعى لدعمه وتطويره، فتقليل الميزانية للأزهر أدت أيضا توقف بعض الانشطة كلها اسباب دفعت الى هذه النتيجة. وتوقع رئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية تفهنا الأشراف، د. على عامر هذا التحويل، لأسباب منها أن الوازع الدينى لم يعد كما كان، فلم يعد الاهتمام بالدين ومن ثم بالتعليم الأزهرى كما سنوات مضت، الثانى، هو حالات الاغتراب خاصة للبنات، فكل من أتم التعليم الثانوى فى الغالب يكون فى مدينته، بعكس الأزهر، فكثيرا ما ينتقل إلى مدينة أخرى، ومع أحداث العنف وما تلا الثورة أخاف الأهل على أبنائهم ففضلوا التحويل مبكرا للتعليم العام، وكثير من الدراسات فى السنوات الأخيرة ذهبت إلى أن الإقبال صار ضعيفا على المعاهد الأزهرية، والسبب الثالث هو المنتمون للدين والممارسون للإرهاب كان دافعا كبيرا لدى الأسر لذلك.