أعلنت السلطات العراقية أمس أن القوات العراقية تمكنت من فك الحصار الذى يفرضه مقاتلو «داعش» منذ أشهر على مصفاة بيجى كبرى مصافى النفط فى البلاد. وقال رائد الجبورى محافظ صلاح الدين ان «القوات العراقية وصلت الى احدى بوابات المصفاة» وذلك غداة استعادتها السيطرة على مدينة بيجى (200 كيلومتر شمال بغداد) القريبة من المصفاة. واكد ثلاثة ضباط فى الجيش والشرطة فك الحصار عن المصفاة التى كانت تنتج فى السابق 300 الف برميل من النفط يوميا، وتوفر نحو 50 بالمائة من الحاجة الاستهلاكية للعراق. وقال ضابط برتبة عميد فى قيادة عمليات صلاح الدين ان «القوة التى وصلت الى المصفاة تصافحت مع قوة حماية المصفى التى ترابط هناك منذ أشهر». واعتبر ضابط برتبة عقيد فى قوات التدخل السريع التابعة للشرطة ان فك الحصار عن المصفاة يحمل اهمية «استراتيجية وعسكرية»، ويسهم فى «قطع الإمدادات» عن محاور يتحرك فيها التنظيم. وكانت القوات العراقية قد تمكنت أمس الأول من استعادة السيطرة على مدينة بيجى الاستراتيجية التى سيطر عليها التنظيم لأشهر، وذلك بعد معارك بدأت فى 17أكتوبر. وتعد بيجى اول مدينة تتمكن القوات العراقية من استعادتها، مدعومة من الضربات الجوية للتحالف الدولى بقيادة واشنطن، ومسلحين موالين لها. وتقع بيجى على الطريق الى الموصل، كبرى مدن شمال البلاد وأولى المناطق التى سقطت بيده فى يونيو الماضي. كما تقع الى الشمال من مدينة تكريت ( 160كم شمال بغداد) التى يسيطر عليها المسلحون المتطرفون، والتى حاولت القوات العراقية مرارا استعادتها من دون نجاح يذكر. وفى الوقت نفسه، اعلنت محافظة كركوك، أن قوات البيشمركة سيطرت على قرية بعد قتلها 35 مسلحا من تنظيم «داعش». وقال قائم مقام منطقة الدبس عبد الله الصالحى فى تصريحات لموقع «السومرية نيوز»، إن «قوة تابعة للبيشمركة نفذت، فى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، عملية أمنية فى قرية خرابة روت التابعة لقضاء الدبس شمال غربى كركوك، أسفرت عن مقتل 35 عنصرا من التنظيم والسيطرة على القرية والمناطق المحيطة بها»، وأضاف الصالحي، أن «العملية أسفرت أيضا عن استيلاء البيشمركة على اعتدة الإرهابيين». وفى غضون ذلك، وصل رئيس الأركان الأمريكى الجنرال مارتن ديمبسى إلى العاصمة العراقيةبغداد أمس فى زيارة مفاجئة هى الأولى منذ بدء الغارات الجوية الدولية على داعش سابقا. جاء ذلك وفقا لما أعلنته وكالة الأنباء العراقية المستقلة(شفق نيوز). ومن جانبه، قال بريت ماكجارك نائب وكيل وزارة الخارجية الامريكية على حسابه على موقع تويتر إن «ديمبسى يعتزم إجراء مشاورات مع الساسة العراقيين والمسئولين الأمنيين حول المرحلة المقبلة من عملية القضاء على تنظيم(داعش)». وعلى صعيد آخر، أعلنت منظمة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) فى بيان أمس ان نحو سبعة ملايين طفل سورى وعراقى عالقين فى النزاع الدائر فى البلدين سيواجهون «شتاء قاسيا» هذا العام. مع اقتراب موسم الشتاء برياحه الباردة وأمطاره المتجمدة ودرجات الحرارة المتدنية من الشرق الأوسط الذى مزقته النزاعات». ونقل البيان عن ماريا كالفيس المديرة الإقليمية لليونيسيف فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، انه «بعد كل ما عانوه بسبب النزاعات الدائرة فى سورياوالعراق سيحتاج أطفال المنطقة لحمايتنا بشكل ملح بسبب قدوم فصل الشتاء وتزايد اعداد الأسر المهجرة»، وأضافت «لكن بسبب الأوضاع الحرجة التى تتعلق بالقدرة على الوصول لهذه الفئات ونقص التمويل فلن نتمكن للأسف من الوصول للعديد من الأطفال». واوضح البيان ان «الوصول للعديد من المناطق فى سوريا يبقى أمرا صعبا أو مستحيلا بسبب الاقتتال الدائر» فى هذا البلد، مشيرا إلى أن «الوضع فى العراق يشكل تحديا مماثلا». وكانت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة اعلنت الثلاثاء انها اجبرت على خفض عدد الاشخاص الذين تستطيع تقديم المساعدة لهم للاستعداد للشتاء فى سورياوالعراق بسبب نقص التمويل. وأشار امين عواد رئيس مكتب المفوضية فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا إلى أن نحو 13٫6 مليون شخص تشردوا من منازلهم فى سورياوالعراق من بينهم 3٫3 مليون سورى و190 ألف عراقى فروا من بلدانهم واصبحوا لاجئين. وقال ان نحو 7٫2 مليون سورى اصبحوا نازحين داخل سوريا، تشرد العديد منهم عدة مرات.