متصالحة مع نفسها.. حققت مكانة كبيرة فى المسرح والسينما والدراما تعاملت فيهم مع كبار المخرجين أمثال يوسف شاهين فى فيلم «المصير» و«خرج ولم يعد» لمحمد خان و«إشارة مرور» لخيرى بشارة .. «الأهرام» أجرت حوارا مع النجمة ليلي علوي للتعرف على أهمية إقامة المهرجان وتحديدا فى هذا التوقيت حيث انها ترأس لجنة تحكيم إحدى المسابقات الموازية لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائى. فى البداية كيف ترين أهمية إقامة مهرجان القاهرة السينمائى وتحديدا فى هذا الوقت؟ أهمية المهرجان في هذا التوقيت هي أن مصر من رواد صناعة السينما في العالم، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي له مكانة عالمية وتصنيف عالمي أكتسبه على مدار السنوات الستة والثلاثين الماضية، ونحتفل في مصر منذ سنوات بمئوية صناعة السينما، فصناع السينما والمصريون عامة والدولة يعرفون جيداً أهمية المهرجان من الناحية الثقافية والفنية وكنا جميعاً متألمون من غياب مهرجان القاهرة للسنتين الماضيتين ولهذا فأن عودته في دورته السادسة والثلاثون تشكل أهمية كبيرة.. خاصة ان عدم تنظيمه لعام ثالث سيؤدي الى سحب الدرجة A وتأخر تصنيفه العالمي، ولهذا نشكر كل قطاعات ووزارات الدولة التي عملت علي الحفاظ على مكانة مصر السينمائية بالحفاظ على هذا المهرجان. وما دلالة التواجد القوى للمرأة على رأس لجان تحكيم المهرجان؟ هناك العديد من المهرجانات في مصر كان للجان تحكيمها رؤساء من السيدات مثل مهرجان الإسكندرية وتشرفت برئاسته مرتين.. لكن الخمس وثلاثين دورة من دورات مهرجان القاهرة لم يسبق ان ترأسته سيدة رغم وجود سيدات كأعضاء في لجانه، وأعتقد ان اختيار السيد سمير فريد رئيس المهرجان لسيدتين في هذه الدورة التي تأتي الأولى بعد عامين من التوقف انتهوا بأحداث الثلاثين من شهر يونيه لم يأت مصادفة بل يحمل رسالة مهمة وقوية، وأظن ان الرسالة وصلت. وجودك ويسرا على رأس اللجان تحملكما مسئولية وطنية كبيرة إلى جانب مسئوليتكما الفنية . . ماذا تقولين؟ هي بالفعل مسئولية وطنية في هذا الوقت بالتحديد، ونحن نؤدي دورنا بمساندة المهرجان، ونقف بجانب السينما والبلد بأي شكل. ماذا عن تجربة رئاسة لجنة تحكيم برنامج أفاق عربية في المهرجان؟ تجربة ممتعة جداً، فالأفلام جميعها على مستوى عال جداً وممتعة جداً، والمشكلة هي ان هناك جائزتين فقط، واحدة لأحسن عمل، وتمنح للمخرج. وأخرى جائزة مساهمة تمنح لمدير التصوير او ممثل او كاتب، وهم يستحقون جوائز جميعهم. ولكن بجانب الجوائز فمشاركة الأفلام السعودية والاماراتية والتونسية في المهرجان وعرضهم على لجان وضيوف مهرجان له تصنيف عالمي والتواصل مع صناع السينما العالميين هو فرصة جيدة لهم نتمنى ان تكون مساعدة بسيطة لمن لم ينل الجائزة. وما أكثر القضايا التى لفتت انتباهك من واقع مشاهدتك لتلك الأفلام؟ الأفلام التي محورها الإنسان والظلم الذي يتعرض له، سواء ظلم سياسي او اجتماعي او اقتصادى او تربوي.. والتناول والكتابة والاخراج متميزة وممتعة، كما تتميز الأفلام بتقنيات عرض على مستوي جيد. ماذا تقولين لمن يحاول تشويه صورة المهرجان وخاصة فى تلك الدورة؟ من يقوم بتشويه المهرجان هو من يترصد الأخطاء ويضخّمها، وهذا ما نتمنى ان نتجنبه في هذا الوقت بالتحديد، أما من يقول السلبيات والإيجابيات فهذا نقد موضوعي يفيد المهرجان والقائمين عليه، لكن المهرجان لا يستحق التشويه لأن به فعاليات مهمة جداً والأفلام اختيرت بعناية، والعروض منظمة وعليها إقبال ملحوظ، وأعضاء لجان التحكيم لهم قيمة ومكانة عالمية. فأقول لمن يشوّه المهرجان ان هناك جانبا سلبيا وجانبا إيجابيا لكل شيء، ومن يبرز السلبي فقط هو كاره لبلده، ومن يريد ان يساعد بلاده وينهض بها عليه ان يعمل على هذا، فأنا مثلاً شاهدت أحد الزملاء في الإفتتاح خلع رباط عنقه وبدأ يساعد الضيوف في الخروج ويشير لهم على أماكن الخروج والانتظار كمنظمين الحركة، وهي ليست وظيفته لكن هذا ما كان يستطيع تقديمه لمساعدة المهرجان وتصحيح خلل حدث بسبب سلوك بعض المصريين للأسف. كيف ترين الأوضاع الحالية فى مصر؟ الأوضاع الحالية في مصر ليست كما نتمناها بعد ثورتين، رغم ان هذا متوقع بسبب وجود بعض العناصر لا تريد لنا ان نتكاتف ونعمل من أجل مصر، هذا ما يصعب الأمر علينا وعلى الدولة ولكن في نفس الوقت يزيدنا قوة وأصرار على الصمود وعلي البقاء يد واحدة.. وبمجرد عودة الروح المصرية ، ستعود الأوضاع الى أفضل مما كانت عليه، نحتاج فقط لبعض الإصلاحات في نفوس بعض المصريين. أما على الصعيد السينمائي فنقدّر جيدا الحالة التي تمر بها الدولة والحكومة ونعرف ان الوضع ليس مستقرا ولكن نتمنى ان نصل الي قرارات صارمة ضد القرصنة، فإن سرقة وقرصنة الأفلام تضيع طاقة ومجهود كل صناع السينما كما يضيع جزء من الدخل القومي للبلد، والأصعب انه يحبط من عزيمة صناع السينما الصغار فلا يدخلون للوسط الفني خوفاً من ضياع جهودهم هباء. وماذا تقولين لضيوف المهرجان؟ انا سعيدة بوجودكم وحضوركم لمصر، نتمنى أن تكون الزيارة لم تتوقف فقط عند الجانب السينمائي والثقافي، بل غطت الجانب السياحي والانساني، فكل من يزور مصر ويبقى معنا ولو لمدة عرض فيلم واحد يصبح من أهلنا ومن أبناء مصر.