نظرا لنمط الحياه السريع والضاغط أصبحنا نعيش أيام صعبة، سواء على الصعيد الأسرى أو الإنسانى أو الاجتماعى .. إذ يصعب التقاء أفراد الأسرة بشكل دائم فى المنزل الواحد، أو حول مائدة الطعام ليتجمعوا على وجبة الغداء أو العشاء.. فأصبح كل فرد فى الأسرة يميل إلى الاستقلالية، وربما يتناول وجبته خارج المنزل نظرا لانشغاله.. وبعد أن تمكث الأم فى المطبخ لساعات تعد الطعام، تكتشف أن واحدا تناول وجبته فى الخارج، والآخر لن يتناول الطعام لأنه « مشغول « . مشهد المطبخ الذى كنا نعتاد عليه فى الماضي، عندما كان الأطفال يذهبون وراء الأم لمساعدتها فيه، و عند انتهائها من إعداد الطعام يحملون الأوعية والأطباق ويحضرون مائدة الطعام، مشهد أصبح لا وجود له، إن لم يكن تلاشى. الآن، المطبخ أصبح مقصورا على الزوجة والأم وحدها، فبدخولها إليه لا يقوم أحد بمساعدتها أو حتى محادثتها، لتخفيف الساعات التى تقضيها فى المطبخ، بل الجميع يرتفع صوته إذا تأخرت هى داخل المطبخ «فين الأكل جعانين»، وكأن دورها فى الحياة، هو القيام بتحضير الطعام أو القيام بأعمال المنزل سواء كانت ربة بيت أو امرأة عاملة، إذا تسنى لها ذلك. لذا تنصح المهندسة نانسى صلاح، خبيرة ومصممة الديكور، بالاستغناء عن المطبخ التقليدى المغلق على ربة المنزل، وإستبداله بالمطبخ الأمريكى لأنه يعمل على إعادة لم شمل الأسرة، وجعل الأم قريبة من أبنائها، فيكون هناك تواصلا بين أفراد الأسرة، ولا تكون الأم بمعزل عن أبنائها.. توضح المهندسة نانسى صلاح إن المطبخ الأمريكى بدأ ينتشر هذه الأيام فى حياتنا، خاصة بين الشباب المقبلين على الزواج ممن لا يملكون المقدرة على شراء شقة كبيرة، وبالتالى يستغل الشباب كل جزء من الشقة، استغلالا جيدا، للاستفادة بالمساحات، وحتى لا يتم إهدار أى جزء، من الممكن توظيفه بشكل يخدم الشقة ويجعلها جنة للعروسين.. كما أن من إيجابياته أنه يساعد على التواصل العائلي، حيث تقوم الأم بإعداد الطعام وكأنها تجلس مع أبنائها فى نفس المكان. أما عن سلبيات وجود مطبخ أمريكى بالمنزل، تشير أنه يتسبب فى انتشار رائحة الطعام فى المنزل، وربما إذا استخدم بشكل خاطئ، كالإكثار من القلى أو التحمير فيه، لذا تقدم نانسى صلاح أفكارا ونصائح للاستغلال الأمثل: - الإبتعاد عن القلى قدر الإمكان فالرغم حلاوة مذاقه إلا إنه يعد غذاء غير صحى، و على من يفضل القلي، الاستعانة بمقلاة لا تحتاج أكثر من نصف ملعقة زيت لأداء نفس المهمة. - المطبخ الأمريكى «المكشوف» لابد أن تكون به نافذة حتى تدخله الشمس والإضاءة والتهوية الجيدة من خلالها، ويمكن الاستعانة «بشفاط كهربائي»، لكن ذلك لن يغنى عن عمل شباك، حى لو كان صغيرا، ليكون جيد التهوية. - وضع فواحات (معطرات جو) لسحب أى روائح غير مرغوبة فيها. أخيرا تقول مصممة الديكور نانسى صلاح : إن الأشخاص يلجأون إلى المطبخ المكشوف بديلا عن طاولة الطعام، كحل عملى ومناسب لبيت عصري، ربما قد لا يتناسب مع أفكار مجتمعنا الشرقي، لكن علينا أن نقوم بالتغيير لصالح مزاجنا الشخصى وليس إرضاء للآخرين.