بعد أن كانت الجامعات واحدة من المؤسسات التى تشهد مظاهر سافرة من التحرش الجنسى بأشكاله وصوره المرفوضة، اعتمدت إدارة جامعة القاهرة فى شهر يوليو الماضى سياسة رسمية لمكافحة التحرش الجنسى داخل أسوارها ليتم تطبيقها ابتداء من هذا الفصل الدراسى . واعتبرت مبادرة خريطة التحرش التى أعدت هذه السياسة أن هذه الخطوة من جانب الجامعة تعتبر انجازا كبيرا ، وخطوة للأمام فى الاتجاه الصحيح. وتنص هذه السياسة الجديدة على أن أى شكل من أشكال التحرش الجنسى فى الحرم الجامعى لن يتم قبوله أوالسماح بحدوثه، وسيتم تصعيد جميع الحوادث وفقا للمبادئ التوجيهية المحددة فى هذه السياسة، كما توفر للطلاب والأساتذة إطارا يمكن من خلاله التبليغ عن حوادث التحرش الجنسى بطريقة آمنة. وقد أشرف على كتابة هذه السياسة واعتمادها الرسمى فى الجامعة مجموعة من الأساتذة فى قسم اللغة الإنجليزية فى جامعة القاهرة وهم د. مها السعيد، ود. هدى الصدة، ود. وليد الحمامصي، ود. لبنى يوسف، ود. شيرين أبو النجا، ود. هالة كمال،بالتعاون مع برنامج «مدارس وجامعات آمنة» الخاص بمبادرة خريطة التحرش، ومؤسسة «نظرة» للدراسات النسوية، وملتقى المرأة والذاكرة، بالإضافة إلى حركة «بصمة»، ومجموعة من طلاب جامعة القاهرة والمتطوعين بمبادرة خريطة التحرش. آليات إنهاء التحرش داخل الجامعة «مشروع مدارس وجامعات آمنة» هو أحد مشاريع خريطة التحرش للتأكد من أن المؤسسات التعليمية (المدارس والجامعات) أماكن لا تقبل أبدا ظاهرة التحرش الجنسي، وأن يتم التعامل فيها بشكل فعال حيال تلك الظاهرة، وقدمت المقترح الذى يوفر توجيهات ومساعدات بشأن وضع آليات لإعداد التقاريرالمناسبة والإجراءات الواجب اتخاذها عقب وقوع حادث تحرش، وهو المقترح الذى تبنته جامعة القاهرة. ويشمل هذا المقترح نهجا شاملا يضم كلا من إدارة الجامعة وكذلك الطلبة والمعلمون والأساتذة وأى موظفين آخرين فى المدرسة أوالجامعة، على أن يقوم فريق المشروع بتدريب قادة فى المدارس المختارة والكليات الجامعية فى القاهرة الكبرى لإعدادهم للقيام بأنشطة التعبئة المجتمعية فى مؤسساتهم كما يقوم قادة المتطوعين أيضا بتجنيد المتطوعين فى المدرسة أوالجامعة ويتم الحصول على دعم من الفريق الأساسى بمبادرة خريطة التحرش من أجل منع الظاهرة والرد بشكل فعال على التحرش الجنسى الذى يحدث داخل المؤسسة. وبدعم من فريق المشروع، يتحمل قادة المتطوعين مسؤولية تطوير أنشطة التوعية، وتعيين نقطة تواصل للإبلاغ عن التحرش الجنسى ورصد آلية تنفيذ هذه السياسة، كما سيتم تشغيل خمسة مشروعات تجريبية رسمية مع المدارس والجامعات داخل القاهرة الكبرى، وترحب المبادرة بمزيد من التعاون مع المدارس والجامعات ودورالأيتام من أى محافظات أخرى ، فإذا كنت طالبا، أستاذا أو معلما وترغب فى أن تصبح أحد قادة برنامج (مدارس آمنة وجامعات آمنة) فيمكنك الانضمام بكل سهولة. يقول أحمد حجاب مدير وحدة المناطق الآمنة بمبادرة خريطة التحرش:«نحن سعداء بتبنى جامعة القاهرة لهذه السياسة وهى خطوة رائدة، ونناشد المجلس الأعلى للجامعات لتكون ملزمة لباقى الجامعات، كما أتاح التدريب لمجموعة مكافحة العنف ضد المرأة والتحرش الجنسى أن يتعلموا كيفية تفعيل السياسة، وكيفية تلقى الشكوى والتحقيق فيها للتأكد من صحتها كما يتيح لهم كيفية عمل دعاية للسياسة ونشر الوعى بين الطلبة» كما تضيف د.مها السعيد رئيس اللجنة التنفيذية :« لقد تم تشكيل لجنة عليا استشارية برئاسة د.جابر نصار رئيس الجامعة تتبعها اللجنة التنفيذية وهى المسئولة عن التدريب وتفعيل السياسة ، أما عن الهيكل التنظيمى للجنة فيتكون من مجموعة من الأساتذة من الكليات المختلفة وتم اختيار اثنين منسقين من كل كلية يكونوا ممثلين عن الوحدة بحيث يتلقون الشكاوى ويحققون فيها ثم يتم إتخاذ الإجراءات المطلوبة كما إنهم مسئولين عن حملات التوعية أو التدريب داخل كلياتهم، وهناك اجتماع أسبوعى لنا لعرض ما تم إنجازه. وقد تم الانتهاء من أول تدريب استمر لمدة ثلاثة أيام، وهى مدة بالطبع غير كافية ولكننا سنواصل التدريب كما سيتم عمل تدريب للأمن الإدارى والموظفين.»
عن خريطة التحرش خريطة التحرش هى مبادرة اجتماعية قائمة على التطوع بدأت 2010، وتسعى لإنهاء التقبل المجتمعى للتحرش والاعتداء الجنسى فى مصر، وتعمل من خلال نهج متكامل يجمع بين تكنولوجيا الإبلاغ عبر الرسائل القصيرة (SMS) وعبر الخريطة الإلكترونية، والأبحاث، وحملات الاتصال، بالإضافة لأكثر من 1500 متطوع فى برنامج التوعية المجتمعية فى 18 محافظة فى مصر لتشجيع الأفراد على الوقوف ضد التحرش والاعتداء الجنسي، وقد تواصل معها نشطاء من 25 دولة مختلفة منذ انطلاقها طلبًا للمساعدة والاستشارة لإنشاء مبادرات مماثلة فى بلدانهم. وتعد الخريطة وسيلة لكل من تعرض للتحرش والاعتداء الجنسي، وأيضا للشهود على تلك الحوادث فى جميع أنحاء مصر لكى يبلغوا ويشاركوا بخبراتهم معها دون أن يضطروا للكشف عن شخصياتهم الحقيقية، ثم تعمل الخريطة على جمع كل البلاغات، ويظهر كل بلاغ على الخريطة كنقطة حمراء، وعند الضغط على أى من النقاط الحمراء، يتم عرض النص الكامل للبلاغ الذى تمثله تلك النقطة، كما أن النظر إلى الخريطة ككل يعطيك لمحة عامة عن الأماكن التى يحدث بها التحرش، والتعمق فى كل من البلاغات الفردية يُريك حقيقة وحجم مشكلة التحرش الجنسى فى مصر.