بات واضحا أن هناك مؤامرة لتفتيت الدول العربية، وتحويلها إلى كيانات صغيرة، ربما على أسس عرقية أو دينية حتى يسهل التأثير عليها واستخدامها فى إطار مخططات دولية كبري، تديرها الدول العظمى خاصة الولاياتالمتحدة، وذلك كله من خلال استراتيجية «الفوضى الخلاقة» التى طرحتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ومستشارة الأمن القومى الأمريكى كوندوليزا رايس، فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001. ومن المؤكد أن مصر والسعودية الدولتين القياديتين فى العالم العربى والإسلامى تحتلان مقدمة القائمة، لأسباب عديدة يطول شرحها.. إلى جانب باقى «الدومينو» الذى بدأ فى التساقط فى المنطقة، وبدأ بالعراق ثم سوريا واليمن وليبيا والسودان، وكاد يصل إلى البحرين وتونس. فقد تم إعداد وتجهيز وتسليح جماعات مسلحة شيعية وسنية على السواء تزعم أن لديها مشروعا «للأمة الإسلامية» والخلافة كبديل لمشروع الدولة، والهدف النهائى هو محاربة وإسقاط الدولة أو الدول القائمة، حتى تبدأ فى مرحلة «الفوضى الخلاقة» كما خططتها الأمريكية رايس، وليس مهما أن يكون المسلح أو «الإرهابي» مصريا حتى يحارب الدولة المصرية، فهو قد يكون ليبيا أو تونسيا أو عراقيا أو فلسطينيا، مادام الهدف المزعوم هو الخلافة، أو الأمة، بل قد يكون أوروبيا أو أمريكيا تم حشو رأسه بأفكار بالية، خاصة هؤلاء الذين خرجوا من السجون أو من المرضى النفسيين الحانقين على ظلم وقهر وعنصرية مجتمعاتهم الأوروبية والأمريكية حتى يتم «تدويل» مشروع إسقاط الدول العربية وتدمير جيوشها إن وجدت! فما حدث فى منطقة الأحساء السعودية منذ أيام، يحدث فى سيناء، والهدف تدمير مؤسسات الدولة السعودية، وإضعاف أجهزتها الأمنية وإشعار المواطن بعدم الأمان، وبالتالى يكون من حقه أن يتحرك ليحمى نفسه ويبحث عن سلاح وينضم إلى ميليشيات مسلحة تحت زعم أنها توفر له الأمان والحماية، وهكذا تبدأ الدولة فى الانفراط.. وليس لدى شك أبدا، بأن المملكة مستهدفة تماما مثل مصر، فهى أكبر منتج للنفط فى العالم، ومهد الإسلام وحضارته العريقة، وبها الحرمان الشريفان اللذان يتوجه ملايين المسلمين لزيارتهما سنويا، وقبلة المسلمين فى العالم. المثير فى المشهد أن تستخدم استراتيجية «الفوضى الخلاقة» دولا عربية وإسلامية كأدوات لها فى تفتيت العالم العربى ودوله القيادية، وما أدوار تركيا وقطر وإيران فى هذه الاستراتيجية إلا مرحلية وسوف يشربون من نفس الكأس عندما تتغير المصالح الغربيةوالأمريكية فى المنطقة. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم