تأكيدا على دور الجامعات فى خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشاركة الايجابية الفاعلة والمساهمة فى تطوير العديد من القطاعات المختلفة بالدولة للنهوض بالعمل الاقتصادى والاجتماعى عقدت كلية السياحة بجامعة 6 أكتوبر بالتعاون مع وزارة السياحة وبمشاركة من منظمة السياحة العالمية مؤتمرا سياحيا دوليا لمدة 3 أيام فى مدينة الغردقة حول السياحة العلاجية والاستشفائية خاصة فى سيناءوالبحر الأحمر وإقليم قناة السويس وقنا لتنشيط السياحة إلى مصر فى المرحلتين الحالية والمقبلة وناقش المصادر الطبيعية للسياحة العلاجية والبنية الأساسية لها والإنسان كعنصر مهم فيها وآليات التسويق و الخبرات التسويقية فى هذه السياحة وإدارة منشآتها. وأعلن اللواء احمد عبد الله محافظ البحر الأحمر أن المحافظة سوف تولى اهتماما مضاعفا خلال المرحلة المقبلة بالسياحة العلاجية لأهميتها القصوى فى قدوم السياح إلى المحافظة التى تتميز بتوافر هذا العلاج داخليا من خلال المراكز فى سفاجا وغيرها خاصة السائحين العرب ومن الدول الخارجية لعلاج الروماتويد والصدفية مشيرا إلى النجاح فى ربط خط طيران من جدة لمطار الغردقة الدولى ونستعد لربط خطوط مختلفة مع الدول العربية, موضحا أن المحافظة سوف تتقدم لوزارة الاستثمار بعدد من الاستثمارات لعرضها فى المؤتمر الاقتصادى الدولى فى فبراير المقبل. وأوضح السيد هشام زعزوع وزير السياحة فى الكلمة التى القاها نيابة عنه السيد مجدى سليم وكيل أول الوزارة ورئيس قطاع التخطيط بالوزارة أن محافظة البحر الأحمر الأولى فى عدد السياح القادمين إلى مصر وأنها مليئة بالمقومات الخاصة بالسياحة العلاجية وإنشاء المراكز للعلاج, وان الوزارة مهتمة بهذا العلاج فى هذه المناطق لوجود منافسات فى المناطق العربية والأجنبية لجذب السياح لها. وقال الدكتور احمد عطية رئيس الجامعة إن الجامعة مهتمة جدا بارتباطها بالمجتمع والبيئة المحيطة بها والمساهمة فى وضع الحلول المناسبة أمام المسئولين حول المشاكل المختلفة التى تواجههم من خلال عقد المؤتمرات العلمية التى تبرز وتطرح الحلول من خلال الأبحاث العلمية التى يقدمها أعضاء هيئات التدريس، وهى اليوم تناقش مشاكل السياحة وتعرض من خلال كلية السياحة عددا من الحلول وإبراز بعض المناطق التى يمكن لها أن تقوم بجذب عدد اكبر من السياح خلال العام. وأشار السفير خير الدين عبد اللطيف إلى علاقة السياحة بالعلاقات الدولية بالدولة من خلال المنتديات الدولية و ثورة الاتصالات والمعلومات، والتى جعلت العالم مكانا صغيرا يتجول فيه ويتحرك الأفراد (من خلال النشاط السياحى)، رأس المال و الأفكار، و بالتالى أصبح المجتمع الدولى مترابطا.و من أمثلة هذا الترابط، نشأة الشركات متعددة الجنسيات، و التى ترسل موظفيها لأى مكان فى العالم. وأوضح الدكتور عادل همام عميد الكلية أن الكلية من خلال الجامعة تعنى بالمشكلات السياحية خاصة فى الظروف الحالية، وتعقد مؤتمراتها الدولية بشكل مستمر لوضع الحلول المناسبة أمام القائمين على السياحة فى مصر وطرح الأفكار المختلفة لعلاج هذه القضايا وبمشاركة دولية سواء من المنطقة العربية أو الأجانب خاصة ان المسئولين والقيادات بالجامعة يعطون اهتماما كبيرا بقضايا الوطن والوقوف صفا خلف القيادة السياسية لعلاج المشكلات باسلوب علمى. وناقش المؤتمر الدولى العديد من الأبحاث العلمية على مدى الجلسات وأعلن خلالها الدكتور استيفان لازلو ممثل منظمة السياحة العالمية فى بحثه أن الطلب على السياحة الدولية قد ارتفع على إفريقيا بشكل عام إلى 6% وقال إن قطاع السياحة قد أثبت جدارته وقدرته على التأقلم مع التغيرات فى السوق وتعظيم نمو وإيجاد فرص العمل فى العالم كله ودعا الحكومات إلى إعداد استراتيجيات وطنية لدعم قطاع السياحة والذى يمكنه من الإسهام فى تحقيق النمو الدائم، مؤكدا أن السياحة العلاجية حققت عائدا مرتفعا فى السنوات الأخيرة. وأشارت الدكتورة سعاد عمران الأستاذ بجامعة قناة السويس إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة العملاق بمصر، الذى بدء العمل فيه يهدف إلى تنمية و زيادة التجارة الدولية فى مدن القناة الثلاث. وتنمية صناعة السياحة فى الإقليم، وخاصة السياحة الأستشفائية، والتى تعتمد على المناخ والرمال النقية الدافئة. وانتهت الدراسة إلى ضرورة تسويق مصر كمنتج سياحى استشفائى متميز بعناصره الطبيعية. ودراسة الأسواق المنافسة، خاصة دول الجوار، لنتفوق أساليب تسوق المنتج السياحى وتقديم دورات تدريبية لخريجى كليات ومعاهد السياحة و الفنادق، لتأهيلهم للعمل فى مراكز السياحة الأستشفائية. وقدمت الدكتورة عزة سعد، الأستاذ المساعد وكيلة الكلية بحثا عن إحياء العلاج بالحجامة فى إطار تنمية السياحة العلاجية فى مصر. وأوضحت أن هناك العديد من الدول المتقدمة، التى تفضل العلاج عن طريق الحجامة، فهو يعتبر اتجاها حديثا، تسلكه الهيئات الرسمية العلاجية فى هذه الدول وأكدت انه بالرغم من فعاليته إلا انه غامض، ويفتقد الأدلة العلمية. وطالبت بضرورة تعاون الحكومة المصرية مع هيئات التأمين الصحى بالدول المتقدمة، لتسويق مصر كمقصد سياحى للعلاج البديل. وعرضت الدكتورة نهى الشاعر، الأستاذ المساعد بقسم إدارة الفنادق بالكلية والدكتورة سالى فتحى المدرس بالقسم، بحثا عن تطوير خدمات النوادى الصحية بمنتجعات البحر الأحمر كعنصر جذب سياحى، واستخدام الرمال و المياه المتوفرة بالمنطقة، كعلاج لبعض الأمراض من خلال النوادى الصحية المتطورة. وأكدت الدراسة أن إدارة الجودة والمراقبة على هذه النوادى الصحية، هى أساس نجاح و تميز هذا المنتج. وأكد الدكتور يعقوب ناصر الدين رئيس مجلس جامعة الشرق الأوسط بالأردن انه نتيجة للدور الكبير الذى تلعبه صناعة السياحة فى تطوير المجتمعات والدول اقتصادياً واجتماعياً فقد ركزت معظم الدول ومن بينها الأردن على السياحة، وأعطتها اهتماماً كبيراً نظراً لدورها فى تطوير ودعم الاقتصاد الوطنى، إذ تُعد السياحة من أعظم وأسرع الصناعات نمواً وتطوراً، بسبب التنوع الكبير فى منتجاته السياحية على الرغم من صغر حجمه، حيث المواقع التاريخية والأثرية المنتشرة من أم قيس فى شماله إلى مدينة البتراء الوردية عاصمة الأنباط وأحد عجائب الدنيا السبع ووادى رم فى جنوبه مروراً بمدينة جرش الأثرية والمغطس والبحر الميت حيث أخفض نقطة فى العالم، وانتهت إلى ضرورة الأخذ بالأساليب الحديثة للتسويق والترويج. وأشار الدكتور إبراهيم بظاظو الأستاذ بجامعة الشرق الأوسط بالأردن فى دراسته إلى تنامى السياحة العلاجية التى غدت تشكل عنصراً هاماً فى صناعة السياحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى الدولى والمحلى، فهى تمثل مورداً اقتصادياً مهماً وأساسياً للدول،وبخاصة التي تتميز بمحدودية الموارد، لذلك فإن هذه الدراسة تكتسب أهمية خاصة؛ لأنها تبحث في تأهيل أحد الوسائل الناجحة فى مجال التسويق السياحى.
